مشروع «هيرتزل» وافقت عليه أمريكا وإسرائيل والاردن وفلسطين ورفضته مصر، إسرائيل ستبتز مصر سياسيا وماديا على طريقة المحرقة النازية بسبب تصريحات العريان المطالبة بعودة اليهود الى مصر، وحدة شاكيد قتلت الاسرى المصريين فى حرب 67 ومثلت بجثثهم ولم تتحرك مصر.. كانت هذه بعض آراء الدكتورة زبيدة عطا استاذ التاريخ ومؤلفة كتب هامة ترصد فيها تاريخ اليهود فى الشرق الأوسط سياسيا واجتماعيا مثل كتب «يهود مصر.. التاريخ السياسى» و«يهود العالم العربى ودعاوى الاضطهاد». التقينا الدكتورة زبيدة عطا وسألناها: ما الهدف من تصريحات الدكتور «عصام العريان» الآن بشأن عودة يهود إسرائيل إلى مصر مرة أخرى؟ - هناك أكثر من تفسير لذلك الأول ان اليهود وضعوا الإخوان فى قائمة معادى السامية لذلك ربما جاءت تصريحات «العريان» لتوضح هذا الادعاء والقول بأن الإخوان متعاطفون مع اليهود والتفسير الثانى هو محاولة إرضاء إسرائيل وأمريكا وهناك تفسير ثالث بشأن محاولة تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تحقيق مشروع «هيرتزل» الذى وافقت عليه أمريكا. وما تفاصيل مشروع هيرتزل؟ - هذا المشروع موجود منذ إدارة بوش وهدفه الاستحواذ على ألف و600 كيلو متر داخل سيناء قابلة للزيادة يتم توطين الفلسطينيين بها نظرا لأنهم قنبلة موقوتة داخل اسرائيل لأن الفلسطينيين يتضاعف عددهم عاما بعد آخر مقارنة بالاسرائيليين وتيتم مقايضة هذه المساحة بأن تحصل مصر على 200 كيلو فى صحراء النقب الإسرائيلية. ألم يعارض النظام السابق هذا المخطط أم وافق عليه؟ - مصر رفضت الموافقة على هذا المشروع الذى وافقت عليه امريكا واسرائيل وفلسطين والأردن والفلسطينيون انفسهم أعلنوا موافقتهم على ذلك والاسرائيليون تحدثوا مؤخراً كثيرًا عن هذا المشروع بالتزامن مع شراء الفلسطينيين لأراض فى سيناء والعريش وتردد كلام عن خيام تنصب فى سيناء وهو ما يتفق مع آراء «شيمون بيريز» فى مشروع الشرق الأوسط الكبير ولأن اسرائيل لم ترسم حدودها النهائية من ناحيتها لانها تهدف لتغيير الحدود لإنهاء حق عودة الفلسطينيين. الم يكن الأجدى بعصام العريان ان يطالب بحق شهداء مصر فى 67 بدلا من المطالبة بعودة اليهود؟ - هناك قصة شهيرة عن وحدة شاكيد وتحولت هذه القصة الى عمل سينمائى وكان يرأس هذه الوحدة بنيامين اليعازر الذى قتل هو وجنوده الاسرى المصريين العزل من السلاح، واليسار الاسرائيلى فجر فضائح اجبار الجنود المصريين اثناء حرب 67 على حفر قبورهم بأيديهم ثم يتم ضربهم بالرصاص ووقتها قيل ان مصر لن تسكت على هذه الجرائم وستطالب بمحاكمة القادة الاسرائيليين المتورطين فى الجريمة كمجرمى حرب وايضا قيل ان مصر ستطالب بتعويضات لكن الحكاية «رسيت على فاشوش». هل مصادفة ان الاجهزة الامنية احبطت مؤخرا محاولة تهريب وثائق بأملاك اليهود خارج البلاد وما تفسيرك لهذه القضية؟ - اطلاع الباحثين على الوثائق مشكلة حقيقية حيث يتقدم الباحث بطلب لدار الكتب ويحول الطلب الى الاجهزة الامنية التى تقرر إذا كان الباحث يطلع على هذه الوثائق ام لا وهناك وثائق يمنع تصويرها، لكن ان تجمع هذه الوثائق بهذه الكميات ويجرى محاولة تهريبها خارج البلاد فهذا يكشف عن مخطط تقف وراءه عصابة منظمة وللاسف هناك محامون مصريون تبنوا اقامة دعاوى قضائية بناء على توكيلات من يهود. هل تتفقين مع الطرح القائل بأن لليهود املاك فى مصر؟ - اليهود ليس لهم املاك فى مصر حيث انهم يقسمون لثلاث طبقات وهى معلومات استقيتها من محام يهودى يدعى «البير آريه» عرفنى عليه الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع وهو محام يسارى حيث قال لى انه من عائلة ثرية واوضح انه كانت توجد طبقة فقيرة لليهود تعيش فى حارة اليهود وكانت توجد طبقة وسطى تنتشر فى الشركات والبنوك وكانوا يتقنون اللغات الاجنبية والطبقة الغنية اصحاب املاك امثال شيكوريل وشملا وعندما بدأ الموساد العمل فى مصر قبل الاربعينات تزعم الحركة الصهيونية هؤلاء الاثرياء فى ظل «تطنيش» الدولة وكان هناك عضوان فى مجلس النواب من اليهود جمعا نقودا من اجل بناء المستوطنات قبل تأسيس اسرائيل ويكذب اليهود الذى ينكر انهم لم يكونوا يبحثون عن وطن لهم والحركة الصهيونية كانت ضالعة فى تجنيد الشباب اليهودى وكان الموساد يهرب هؤلاء الشباب عن طريق شركات سياحية تعمل فى مصر وهى فى الاصل تابعة للكيان الصهيونى حيث يهرب هؤلاء الشباب الى مدينة جنوه الايطالية ومارسيليا فى فرنسا ثم الى اسرائيل وهؤلاء اليهود كانوا يبيعون املاكهم ويأخذون فلوسهم معهم قبل الرحيل وقد تورط اصحاب شركة «شملا» فى دعم اسرائيل ماديا لذلك فرضت عليها الحراسة سنة 1948 وبعد اندلاع الحرب بين اسرائيل والعرب سافروا وتركوا هذه الاملاك لانه قبلها فى سنة 1947 تم فرض قانون تأسيس الشركات الذى نص على ان 75٪ من رأس المال يجب أن يكون لمصريين ورفض اليهود الحصول على الجنسية المصرية لتمرير مصالحهم والحكومة المصرية تخوفت من سفر اليهود ثم حصولهم على الجنسية الاسرائيلية والعودة مرة اخرى للتجسس على مصر لأنهم يتقنون اللغة العربية فخيرتهم الحكومة ما بين البقاء او الذهاب بلا عودة فقرروا الخروج نهائيا من مصر الا ان مجموعة صغيرة منهم فضلت البقاء فى مصر ووصل عددهم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الى 7 آلاف يهودى حسب الاحصائيات وقتها الا انهم تورطوا فى فضيحة لافون عام 1954 واحرقوا سينما مترو ومكتبة الجامعة الامريكية من اجل اثارة القلاقل فى مصر وايصال رسالة للمجتمع الدولى بأن مصر غير مستقرة بعد ثورة يوليو 1952 الا ان الصدفة وحدها كشفت عن هذا التنظيم عندما اشتعلت عبوة حارقة بالصدفة فى جسد يهودى مصرى قبل دخوله دار سينما بالاسكندرية واشتركت معه يهودية تدعى «مارس ليو» وهؤلاء كرموا فيما بعد على ايدى جولدا مائير باعتبارهم ابطالا قوميين فى اسرائيل. ما رأيك فى احتفاء وسائل الإعلام الاسرائيلية بتصريحات العريان؟ - القناة العاشرة الاسرائيلية وصفت العريان بالبطل وقبل ان يتكلم كان يجب ان يدرس مايقول جيدا اسرائيل سوف تعمل على ابتزاز مصر سياسيا وماديا بقضية حق العودة والحق فى التعويضات مثلما حدث فى المحرقة النازية، فاليهود الامريكان انفسهم عندما طالبوا بالآثار اليهودية الموجودة فى مصر رفضت كارمن اينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر ذلك مؤكدة ان هذه الآثار مصرية. ما قصة خروج اليهود قديما فى عهد الفراعنة والخروج الثانى الذى يدعيه اليهود على ايدى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟ - فى عهد رمسيس الثانى هرب اليهود من مصر واصطحبوا معهم جواهر وحلى المصريين بعملية نصب شهيرة، حيث كان كل يهودى يستلف من جاره حلى او اوانى بدعوى احتياجها وكانوا مخططين للهروب مع النبى موسى، اما فى عهد عبدالناصر فلم يجبرهم الرئيس الراحل على الخروج حيث خرج من مصر من ثبت تخابرهم مع اسرائيل مثل يهودى كان يعمل مديرا لتحرير جريدة «المصرى» التى كان يمتلكها احمد ابوالفتح. نشر بالعدد 630 بتاريخ 7/1/2013