عودت «صوت الأمة» قراءها أن تقدم الحقائق مجردة وواضحة وهو ميثاق أخذناه علي انفسنا وندفع ضريبته من اتهامات توجه لنا بالطائفية من بعض الأقلام التي تتشدق بالمواطنة وهي الأقلام التي هاجمت ما نشرناه عن القري القبطية بأسيوط رغم أننا لم نكتب كل ما لدينا من وقائع تؤكد أن اسيوط تعيش علي صفيح ساخن وأن التيار القبطي يمارس ضغوطاً للحصول علي مساحات تهدد بصدام طائفي بالمحافظة. ففي يوم الثلاثاء الماضي 4 أغسطس فوجئت الأجهزة التنفيذية والأمنية بأسيوط بتجهيز دير العذراء في جبل «درنكة» لإقامة احتفال مولد العذراء الذي يحضره نحو 750 ألف قبطي ومسلم وأجنبي رغم صدور قرارات حكومية قاطعة بالغاء احتفالات الموالد بعد أنتشار أنفلونزا الخنازير وهو القرار الذي تم بموجبه إلغاء احتفالات الطرق الصوفية بمولد السيدة زينب، وتم بالفعل إلغاء الاحتفال به وبموالد أخري عديدة بالمحافظات وفور استعداد قساوسة دير «درنكة» لإقامة احتفال مولد العذراء توجه اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط واللواء جاد جميل مدير الأمن إلي الدير صباح الأربعاء 5 أغسطس وهو اليوم الأول للأحتفال بالمولد والتقيا الأنبا أبانوب راعي كنيسة العذراء الذي أصر علي إقامة احتفالات الدير ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الحكومية وأمام اصرار راعي الكنيسة الذي حشد شباب الأقباط وكبار القساوسة بالدير وحتي لا تتهم الأجهزة التنفيذية والأمنية بالمحافظة باضطهاد الأقباط اضطر اللواءان العزبي وجميل إلي الموافقة علي إقامة الاحتفال وتولت المحافظة من ناحيتها تجهيز وحدة طبية متكاملة داخل الدير للإسعاف واستقبال أية حالات طارئة أو اشتباه في الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير خاصة أن منطقة «درنكة» تحوي العديد من مزارع تربية الخنازير وهي مزارع تم تهريبها بالصحراء حتي لا ينفذ ضدها قرارات الذبح والتعويض بالإضافة لاستقبال الدير وفود أجنبية من جنسيات الاختلفة هبطت إلي مطار أسيوط لحضور الاحتفال وهو ما تكثر معه إحتمالات الإصابة بالفيروس وقام اللواء جاد جميل بتأمين الدير ووضع كمائن ثابتة ودوريات لمنع أية محاولات لإثارة الفوضي وتعزيز الدير بسيارات تابعة للدفاع المدني تحسباً لوقوع حرائق. إقامة احتفال مولد العذراء أصاب الكثيرين بحالة استياء شديد خاصة الصوفيين الذين عارضوا منع إقامة احتفالات مولد السيدة زينب وحالة الغضب هذه ربما تظل خامدة لفترة إلا أنها تنفجر عند أول احتكاك بين المسلمين والأقباط خاصة في المناطق التي تتجاور فيها القري المسيحية الكاملة مثل«العزية» بمنفوط مع القري المسلمة، ففي هذه المناطق تتصاعد المشكلات لأتفه الاسباب فالخلاف علي أسبقية ركوب سيارة ميكروباص منذ عام أدي إلي نشوب مشاجرة بين «جرجس» 27 سنة والشيخ أحمد إبراهيم مقرئ شهير بأسيوط ونتج عنها إصابة الأخير بجرح قطعي بالوجه مما أثار غضب المسلمين بقرية «حجدم» التي ينتمي إليها فهبوا للانتقام من الشاب القبطي في الوقت الذي استعدت فيه قرية «العزية» بالأسلحة لمواجهة غضب المسلمين إلا أن أجهزة الأمن أنقذت الموقف بعد أن اعتقلت الشاب القبطي الذي ثبت من خلال التحريات أنه تورط في ثلاث وقائع طائفية سابقة، وهذه الواقعة تركت أثراً لدي أهالي البلدتين بالإضافة إلي استيلاء الأقباط بقرية «العزية» علي مساحات واسعة من أملاك الدولة بالطريق الصحراوي الغربي مستخدمين في ذلك سلاح الإضطهاد القبطي وهو سلاح يخشي منه الكثيرون من المسئولين. كل هذه الوقائع تؤكد أن هناك احتقانا طائفيا بالمحافظة يحتاج إلي معالجة بالمكاشفة وليس التغطية والتغاضي وهو ما نفعله في «صوت الأمة» ويغضب كتبة الكنيسة الذين يصفوننا بالطائفية ويتجاهلون هجوم أقباط المهجر علي الرئيس مبارك وهو رمز الدولة واستعداداتهم لمواجهته «أي الرئيس» بمظاهرة حاشدة أثناء زيارته لواشنطن للقاء أوباما.