كثيراً ما يكون غياب العدالة الأمنية سبباً في تأجج الخلافات الثأرية بصعيد مصر.. ففي قرية المطيعة التابعة لمركز شرطة ثان أسيوط تجددت معركة ثأرية بوفاة 3 من لجنة الصلح بمحافظة أسيوط مؤخراً أحدهم يتبع لعائلة أولاد مرعي والتهمة كانت من نصيب أفراد في عائلة «الشوايحة» وبغض النظر عن انكار «الشوايحة» لارتكابهم الحادث حيث إن صلحاً تم بين العائلتين في الخصومة التي يصل عمرها إلي 70 سنة إلا أن تجاوزات أمنية مارسها رئيس مباحث المركز علي عائلة الشوايحة كانت مثيرة للنظر - وفق أقوال أفراد من العائلة رفضوا ذكر أسمائهم خشية التنكيل بهم - وبلغت الانتهاكات إلي حد احتجاز سيد عثمان الشويحي في مكان مجهول قبل اعتقاله. وقال المتضررون من «الشوايحة» ان الشرطة تتواطأ مع خصومهم وتتركهم يسيرون بالأسلحة في الشوارع. ويرجع تاريخ الخصومة بين عائلتي مرعي والشوايحة إلي نحو 70 عاماً رغم صلة القرابة التي تربطهم، ووصلت ذروتها في منتصف الثمانينيات حينما قتل أفراد عائلة الشوايحة ثلاثة من عائلة مرعي بينهم مستشار بالقضاء، وجاءت الأحكام القضائية بإعدام 5 وسجن آخرين 15 سنة. وبعد ذلك تم اجراء صلح وفق شروط محكمة منها دفع المعتدي 250 ألف جنيه للمعتدي عليه وترك القرية نهائياً ولكن ما إن مرت ثلاث سنوات علي التصالح حتي قتل كل من علاء حسن محمد مرعي وابن عمه علي صالح محمد مرعي من عائلة أولاد مرعي أحد أفراد «الشوايحة» فتقدمنا بشكاوي رسمية لمركز الشرطة ومديرية الأمن مطالبين بتنفيذ اتفاقيات الصلح بمعاونة شيوخ وكبار القرية ودائماً كانت تصدمنا سلبية رئيس المباحث وفي يوم من الأيام قال لنا رئيس المباحث الحالي «انتم معكم رجال وسلاح وهم معهم رجال وسلاح.. اذهبوا لتتقاتلوا ونحن نشتغل»!