تجاهلت الأحزاب الإسلامية ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، ولم تصدر أى بيان أو تهنئة فى الذكرى على مدار أمس الأربعاء واليوم الخميس، على خلاف الأحزاب السياسية الأخرى، فيما قال خبراء بالإسلام السياسى، إن هذا التجاهل يخصم من رصيد التيارات الإسلامية. ولم تصدر أحزاب النور، ومصر القوية، والوطن، والوسط، والبناء والتنمية ، أى بيانات تهنئة بالذكرى، أو توجيه رسائل تهنئة بالذكرى، على عكس الأحزاب الأخرى التى شارك بعضها فى الذكرى بضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فيما اكتفت جماعة الإخوان بالدعوة للتظاهر. ويقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذا التجاهل هو استمرار فى نفس طريق الفشل الذى بدأه الإخوان ، وهو العداء الاستراتيجى بين الإسلاميين وثورة يوليو وللتيار الناصرى والقومى . ويضيف النجار ،أن مسار الإنجاز الحقيقى للتيار الإسلامى هو وضع أسس منهجية مدروسة وقناعات فكرية تؤدى بعد ذلك إلى ما نادينا به من مصالحة استراتيجية بين التيار الإسلامى والتيار القومى والناصرى من جهة، وبين الإسلاميين والدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية من جهة أخرى . ويتابع :"بالنظر إلى تاريخ العلاقة بين الإسلاميين والثورة وبينهم وبين الناصريين والقوميين نجد أن أخطر ثغرة نفذ منها الأعداء للعبث بالوطن والأمة هى ثغرة العداء. ولن يحقق الإسلاميون أى إنجاز حقيقى على الأرض إلا بمراجعة العلاقة بينها وبين هذه الأطراف ، ومن ثم خلق صيغة تفاهم وتحالف بينهم وبين هذه الأطراف تجعلهم شريكا وطنيا وليس طرفا مناهضا صداميا محاربا، وتجعل منهم طرفا مساهما وفق شراكة متوازنة منطقية وليس طرفا مغضوبا عليه غير موثوق به مطرود دائمًا من المشهد بسبب سعيه دائمًا للانفراد بالسلطة ورفض الآخر ومنجزاته وتشويهها وعلى رأسها ثورة يوليو ". ويوضح أن ما درج عليه التيار الإسلامى أنه لكى يتميز ويلمع نفسه يعمد إلى تشويه الآخر وطمس كل إنجازاتهم وإيجابياتهم وكان ذلك إلى وقتنا هذا سببًا أساسيًا من أسباب فشلهم وخسائرهم ، والطريق الصحيح هو الاعتراف بالآخر ومنجزاته كبداية للإسهام معه فى نهضة الأمة على أرضية المشتركات من عدالة اجتماعية وشورى وحرية وحقوق ورعاية مصالح الأمة وحماية استقلالها .