خبير علاقات دولية: واشنطن تمتلك كل الأوراق لإجبار إسرائيل على الانصياع

أكد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن الحلول السلمية والتسويات السياسية هي المقاربة الأكثر دقة وصواباً لحل القضية الفلسطينية، مشدداً على أن "عسكرة النزاعات" لا تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والاضطرابات ودوامات لا تنتهي من عدم الاستقرار.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية ل "البرديسي" عبر قناة "إكسترا نيوز"، حيث ثمن الدور المصري المحوري في إدارة الأزمة الراهنة، قائلاً: "لولا الدولة المصرية وجهودها لتم تصفية القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن ثبات الموقف المصري ورفضه القاطع لشريعة الغاب ومخططات التهجير القسري، هو ما قطع الطريق على السيناريوهات الإسرائيلية التوسعية والفكر المتطرف.

تحول الموقف الدولي
وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن القاهرة لعبت دوراً حاسماً في تغيير الموقف الأوروبي تجاه ما يحدث في غزة، مشيراً إلى التحول الملحوظ في مواقف دول مثل فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا، وغيرها، وهو ما تكلل بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ بحضور قوى دولية كبرى.

أوراق الضغط الأمريكية
وفيما يتعلق بأدوات الضغط على تل أبيب، أكد "البرديسي" أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك "كل الأوراق"، بدءاً من الدعم اللوجستي والاستراتيجي، وصولاً إلى الدعم العسكري والسياسي والإعلامي.

وأضاف: "عندما تمارس واشنطن ضغطاً حقيقياً وجدياً، لا تملك إسرائيل إلا الانصياع"، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسوق نفسه ك "رجل سلام"، هو الأقدر حالياً على ممارسة هذا الضغط على بنيامين نتنياهو لإلزامه بتنفيذ الاتفاق.

عراقيل إسرائيلية والتزام فلسطيني
وحول مسار اتفاق وقف إطلاق النار، أشار "البرديسي" إلى أن الاتفاق افتقر إلى جداول زمنية محددة واعتمد على "حسن نوايا" الأطراف، موضحاً أن فصائل المقاومة الفلسطينية التزمت بشكل دقيق وكامل بما عليها، بينما تنصلت إسرائيل من التزاماتها في المرحلة الأولى، سواء فيما يخص الانسحاب من المناطق المحددة وفق الخرائط، أو إدخال الشحنات الإغاثية والدوائية لإنقاذ المحاصرين في القطاع.