استضافت وزارة الخارجية اليوم الجولة السادسة من المشاورات السياسية بين مصر وبيلاروسيا على مستوى كبار المسئولين برئاسة السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وفالنتين ريباكوف نائب وزير خارجية بيلاروسيا. استهل السفير سيف النصر جلسة المشاورات بالإعراب عن الارتياح لعمق العلاقات التي تربط بين البلدين، مشيرا إلى حرص القاهرة على تطوير علاقاتها الثنائية مع بيلاروسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والنقل والتشييد، منوها بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني التي عقدت بمينسك في سبتمبر 2014. نوه بالأولوية التي توليها مصر لتنفيذ ما جاء في البروتوكول الصادر عن اجتماعات الدورة الثانية للجنة المشتركة المشار إليها في شأن تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعات التجارة والصناعة والاستثمار والتعليم والنقل والصحة والزراعة، فضلا عن تطلع مصر إلى رفع معدلات السياحة البيلاروسية الوافدة، حيث قدر عدد السائحين من بيلاروسيا عام 2014 بنحو 170 ألف سائح. أشاد السفير سيف النصر بأنشطة 22 شركة بيلاروسية في مصر تعمل في العديد من المجالات، من بينها الصناعة والسياحة والاتصالات والقطاعات الخدمية وتجميع الشاحنات والجرارات الزراعية، معربا عن التطلع إلى زيادة الاستثمارات البيلاروسية في مصر، والتي تقدر بنحو 1.4 مليار دولار، مستعرضا، في هذا الإطار، الإجراءات التي اتخذتها مصر للإصلاحات الاقتصادية والمالية بغية تحقيق النمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، من بينها إصدار قانون الاستثمار الجديد والإصلاحات الضريبية، إضافة إلى إطلاق المشروعات العملاقة، مثل مشروع قناة السويس الجديدة، الذي سيتم افتتاحه خلال الأسبوع الأول من أغسطس القادم. أوضح أن ما تقدم ساهم في ارتفاع معدلات النمو في النصف الأول من العام الجارى مقارنة بذات الفترة من العام الماضى، فضلا عن رفع التصنيف الائتمانى لمصر، مبرزا النجاح الذي تحقق في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذي عقد بشرم الشيخ في مارس الماضى، وكذا مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية الذي عقد أيضا بشرم الشيخ مؤخرا وشهد تدشين إقامة منطقة تجارة حرة بينهم. حول المشهد السياسي، تناول السفير حاتم سيف النصر الخطوات التي حققتها مصر لتنفيذ خارطة المستقبل لترسيخ أسس الدولة الديمقراطية، مؤكدا أن هناك إصرارا على المستويين الحكومى والشعبى على المضى قدما نحو الانتهاء من الاستحقاق الثالث لها بإجراء الانتخابات النيابية لاستكمال الخارطة السياسية للبلاد. ركزت المشاورات على ملف الحرب على الإرهاب، حيث قدم السفير سيف النصر عرضا للجهود التي تبذلها مصر لمواجهة الإرهاب ونجاح رجال الجيش والشرطة في إجهاض مخططات إرهابية، منوها بالحادث الإرهابى الفاشل في محيط الكرنك بالأقصر الأسبوع الماضى، مشددا على أن تفشى ظاهرة الإرهاب تمثل خطرا أمام المجتمع الدولى وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب وتهديدا للسلم والأمن الدوليين، كما أكد على أهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية واقتلاع الإرهاب من جذوره وتجفيف منابع تمويله. كما تطرقت جلسة المشاورات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها عملية السلام وتطورات الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا واليمن. أكد السفير حاتم سيف النصر، في الختام، أن الجولة السادسة للمشاورات السياسية بين الجانبين على مستوى كبار المسئولين واللقاءات التي سيعقدها الوفد الزائر من بيلاروسيا خلال زيارته الحالية للقاهرة مع المسئولين المصريين وكذلك استمرار التواصل على كل المستويات، يعكس الرغبة والجدية المشتركة للارتقاء بعلاقات التعاون القائمة بين البلدين، وأيضا الاهتمام المشترك لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة، مشيرا إلى ترحيب وزير الخارجية سامح شكرى باستقبال نظيره البيلاروسى بالقاهرة قبل نهاية العام الجارى. من جانبه، أعرب نائب وزير خارجية بيلاروسا عن تقديرهم وحرص بلاده على الحفاظ على الزخم الذي تشهده علاقات التعاون القائمة بين البلدين، وباستمرار التشاور والحوار بين البلدين لما يمثله ذلك من فرصة طيبة لتنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة ذات الاهتمام المشترك، كما نقل رئيس الوفد البيلاروسى تطلعه إلى الزيارة المقبلة لوزير خارجية بلاده إلى القاهرة. جدير بالذكر أنه في إطار الحراك الدبلوماسى المكثف مع الدول الأوروبية، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية تكثيفا للمشاورات السياسية بين مصر والدول الأوروبية على مستوى كبار المسئولين، حيث تم عقد جولات للمشاورات مع (بريطانيا، وقبرص، واليونان، ورومانيا، وكرواتيا، ولاتفيا (رئيس الاتحاد الأوربي)، وفنلندا، وبلجيكا، وهولندا، وجورجيا، ودول تجمع الفيشجراد "المجر/بولندا/التشيك/سلوفكيا")، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب استقبال كبار المسئولين والبرلمانيين الأوروبيين من فرنسا وسويسرا وروسيا وبريطانيا.