وزير الشؤون النيابية: الهدف من تعديل قانون الكهرباء التصالح وليس تغليظ العقوبة    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يلتقي ممثلي "الأمم المتحدة" لدعم وتمكين المرأة ذات الإعاقة    أبرزها زيادة النقد الأجنبي.. تكليفات رئاسة جديدة للحكومة اليوم الأحد    22 مليار جنيه قيمة السرقات، نائب وزير الكهرباء تكشف حجم الفاقد من التيار    «التخطيط» تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة المصرية – الأرمينية المشتركة للتعاون الاقتصادي    تفاصيل لقاء السيسي ورئيس حكومة كردستان – العراق (صور)    جهاز منتخب مصر يتفقد ملعب مباراة زيمبابوي بكأس الأمم الأفريقية (صور)    وصول سارة خليفة والمتهمين في قضية المخدرات الكبرى إلى جنايات القاهرة    وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يتفقدان متحف الشمع لوضع خطة عاجلة لتطويره    مدير فرع الرعاية الصحية بالإسماعيلية يفاجئ مستشفى فايد (صور)    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزير خارجية جنوب إفريقيا لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية    تاريخ من الذهب.. كاف يستعرض إنجازات منتخب مصر فى أمم أفريقيا    وزير خارجية زيمبابوى: مصر وروسيا من أبرز الداعمين لمبدأ الوحدة الأفريقية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ‫ويداهم بناية    الجيزة: لا نزع ملكية أو إزالات بطريق الإخلاص.. ونناشد المواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات    حيماد عبدلي: منتخب الجزائر يسعى للذهاب بعيدًا ببطولة أمم أفريقيا    سلامة الغذاء: تصدير 192 ألف طن مواد غذائية.. والسعودية واليمن وإسبانيا وروسيا أبرز المستوردين    محافظة أسوان تعلن إصدار تصاريح الحفر لتوصيل الغاز الطبيعى بقرى حياة كريمة    «المصدر» تنشر نتيجة الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    الصحة: إغلاق 11 مركزًا خاصًا للنساء والتوليد ب5 محافظات لمخالفتها شروط الترخيص    مسرح "ليالى الفن" يستعد لإحياء احتفالات أسوان برأس السنة    أبرز المسلسلات المؤجلة بعد رمضان 2026.. غادة عبد الرازق ونور النبوي في الصدارة    ليلة استثنائية في مهرجان القاهرة للفيلم القصير: تكريم عبير عواد واحتفاء بمسيرة عباس صابر    حملة تموينية مكبرة بالقاهرة تضبط مخالفات في تعبئة السكر وتجميع دقيق مدعم    "معلومات الوزراء" يستعرض أبرز المؤشرات الاقتصادية العالمية للعامين 2025 و2026    «الرعاية الصحية» تطلق حملة للمتابعة المنزلية مجانا لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن    رئيس جامعة الازهر يوضح بلاغة التعريف والتنكير في الدعاء القرآني والنبوي    من مصر منارةً للقرآن إلى العالم... «دولة التلاوة» مشروع وعي يحيي الهوية ويواجه التطرف    د.حماد عبدالله يكتب: "اَلَسَلاَم عَلَي سَيِدِ اَلَخْلقُ "!!    تكريم لمسيرة نضالية ملهمة.. دورة عربية لتأهيل الشباب في حقوق الإنسان تحمل اسم محمد فايق    "إلقاء فئران محنطة على جارسيا".. تقرير: حالة تأهب أمنية قبل دربي كتالونيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    السيسي: مصر لم تهدد إثيوبيا في أي وقت ومطلبنا عدم المساس بحقوقنا في نهر النيل    انطلاق الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تعديلات قانون الكهرباء    مصر تتقدم 47 مركزا فى تصنيف مؤشر نضج الحكومة الرقمية للبنك الدولى    على أنغام الربابة والمزمار… نائب محافظ الأقصر يشهد تعامد الشمس على معابد الكرنك والإعلان عن بدء فصل الشتاء    فريدة سيف النصر تنعي سمية الألفي بكلمات مؤثرة وتسرد ذكرياتهما معاً    محافظ أسيوط يعلن عن استمرار تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية لاكتشاف ورعاية الموهوبين رياضيًا    المقاولون العرب يعلن تعيين علي خليل مستشارًا فنيًا لقطاع الناشئين    الري تتابع إيراد النيل.. تشغيل السد العالي وإدارة مرنة للمياه استعدادًا للسيول    فى مباحثاته مع مسرور بارزانى.. الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر الكامل للعراق الشقيق ولوحدة وسلامة أراضيه ومساندته فى مواجهة التحديات والإرهاب.. ويدعو حكومة كردستان للاستفادة من الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات    إصابة 14 عاملا فى حادث انقلاب أتوبيس بالشرقية    حقيقة تأثر رؤية شهر رمضان باكتمال أو نقص الشهور السابقة.. القومي يوضح    استئناف إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية من معبر رفح البري لتسليمها إلى الجهات الفلسطينية    نقابة صيادلة القاهرة تكشف حقيقة عدم توافر أدوية البرد والأمراض المزمنة    النادى الذى فقد نجمه!!    مواعيد مباريات اليوم الأحد 21-12- 2025 والقنوات الناقلة لها | افتتاح أمم إفريقيا    شهر رجب.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    مصرع شاب وإصابة آخر صدمتهما سيارة فى كرداسة    توجيهات من التعليم للمديريات بسبب قلة عدد المسجلين للعمل كرؤساء لجان ومراقبين أوائل بامتحانات الثانوية العامة    خطة أمريكية بقيمة 112 مليار دولار لتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام 2025    الصحة: فحص أكثر من 20 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    الإسكان الاجتماعي لصاحبة فيديو عرض أولادها للبيع: سنوفر الحلول الملائمة.. والحاضنة لها حق التمكين من شقة الإيجار القديم    عضو بالأرصاد: أجواء مستقرة ودرجات حرارة طبيعية خلال الأسبوع الجاري    حبس المتهم بقتل زميله وتقطيع جثمانه إلى أربعة أجزاء وإخفائها داخل صندوق قمامة بالإسكندرية    علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب    ندوة بمعرض جدة للكتاب تكشف «أسرار السرد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار القاهرة.. مسجد السيدة نفيسة أمر بتشييده الأمير عبيد الله بن سري حاكم مصر وطوره الرئيس السيسي.. نفيسة العلم هدية بيت النبوة للشعب المصرى
نشر في صوت الأمة يوم 10 - 08 - 2023

للتاريخ عبقه وللمكان عبقريته، هكذا وصف علماء الآثار مصر على مر العصور باختلاف الحضارات، وإن كان للفتح الإسلامى أثر كبير فى انتشار المساجد بالمحروسة واردهار فن العمارة والزخارف، عرفت مصر ببلد ال 1000 مئذنة، وإن كانت مقولة تلخص العمارة الإسلامية في القاهرة، لكن الواقع فى القاهرة يشير إلى عدد أكبر بكثير من ذلك، وحسب الحصر النهائي لوزارة الأوقاف أشار أن ارتفاع أعداد المساجد الرسمية في القاهرة وصل إلى 2475 مسجداً، و2485 زاوية، فيما صرح وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أن عدد مساجد مصر يتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية، بينما يبلغ عدد المساجد الجامعة أكثر من 100 ألف مسجد.

ومن الأزهر والحسين والسيدة نفيسة إلى الرفاعي والسلطان حسن وابن طولون، تشتهر القاهرة بمساجد أيقونية تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 20 هجرية.

يعد مسجد السيدة نفيسة أحد أعرق المساجد التاريخية بالقاهرة، تحتضن أركانه مقام السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يقع المسجد فى "درب سعادة" فيما لقبت المنطقة باسم السيدة نفيسة كناية عن وجود المسجد، ويعد مسجد السيدة نفيسة أول مساجد "آل البيت" في مصر، وبعده مسجد السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة والسيدة سكينة والسيدة رقية .
السيدة نفيسة فى مصر

ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 ه، انتقل بها والديها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حى لقبها الناس ب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج.

وقدم الكثيرون للزواج من السيدة نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبى طالب وتم الزواج في رجب 161 هجريا، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم في عام 193 ه.

رحلت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش ووصلت السيدة نفيسة رضي الله عنها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 ه ورحب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم.

عندما جاءت السيدة نفيسة إلى مصر سنة 193 هجرية. ، نزلت في دار تقع بشارع شجرة الدر بالمنطقة المعروفة حاليًا باسمها، ولما ضاق عليها الدار وشغلها الناس عن العبادة أرادت أن ترحل إلى بلاد الحجاز لولا تدخل السّري بن عبد الحكم، حاكم مصر إن ذاك، فسألها عن سبب انزعاجها، فحكت له، فأمر بتخصيص يومين في الأسبوع لزيارتها من قبل أحباب "آل البيت"، وخصص لها دارا قبل أن يتحول إلى مشهدها ومسجدها، ولما وفد الإمام الشافعي إلى مصر عام 198 توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفى طريق عودته إلى داره، كان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء.

وأوصى الإمام الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 هجريا، وصلت عليه إنفاذا لوصيته.

وفي رجب 208 هجريا أصابها المرض، واشتد عليها حتى توفيت في شهر رمضان، فبكاها أهل مصر وحزنوا لموتها حزنا شديدا، كانت تخدم السيدة نفيسة السيدة زينب بنت أخيها، فقالت إن عمتها كانت لا تفطر إلا في العيدين، وكانت تقوم الليل، وكانت حافظة لكتاب الله وتعلم تفسيره جيداً، فكانت تقول لها زينب: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ .

ويُروى أنه بعد وفاتها، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.
ضريح السيدة نفيسة

يُقال إن أول من بنى قبرها، عبيد الله بن السرى بن الحكم أمير مصر، وفي سنة 482 هجرية أمر الخليفة الفاطمى المستنصر بالله بتجديد الضريح، ثم أمر الخليفة الحافظ لدين الله بعدها بتجديد القبة، وفي سنة 714 هجرية، أمر الناصر محمد بن قلاون بإنشاء مسجد بجوار الضريح، ثم تم تجديد الضريح والمسجد معا بعد ذلك، وفي سنة 1173 هجرية، نشب حريق بالمسجد، وأتلف قسم كبير منه، فأمر الخديو عباس الثاني بإعادة بنائه.
العمارة الإسلامية بمسجد السيدة نفيسة

تعلو المسحد منارة تم بناؤها على الطراز المملوكي، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقاشاني الملون وعلى يمين المحراب باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة بوسط سقفها شخشيخة حليت بنقوش عربية ومن هذه الردهة يصل الإنسان إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة، وذلك حسبما قال المقريزي فى كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار : إن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة في القاهرة هو عبيد الله بن السري، والي مصر للدولة العباسية، وأعيد بناء الضريح فى عهد الدولة الفاطمية وأضيفت له قبة، وأضاف أن تاريخ البناء مدون على لوح رخامي على باب الضريح، عليه اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وأعيد بناء القبة في عهد الخليفة الحافظ لدين الله.

وجاء ذلك بعد تعرض المسجد والقبة لتلفيات وتصدعات، وأمر الحافظ لدين الله بكساء المحراب بالرخام عام 1138، حتى أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون بإسناد نظارة المشهد النفيسي للخلفاء العباسيين، وعن تخطيطه المعماري، فيتوسط وجهة المسجد الرئيسية مدخل بارز ومرتفع تعلوه قبة على الطراز المملوكي، ويؤدي إلى دركاة، وهو حيز شبه مربع مسقوف بالخشب ومنقوش بزخارف عربية بارزة.

ويتوسط جدار قبلة مسجد السيدة نفيسة محراب، وعلى يمينه باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة تصل إلى ضريح وقبر السيدة نفيسة الذي تعلوه مقصورة نحاسية، فيما تعلو الضريح قبة ترتكز على 4 أركان كبيرة.

أعيد تجديد القبة فى عهد الخليفة الفاطمى الحافظ سنة 532 من الهجرة، حيث كسا المحراب المقام من الداخل بالرخام، ثم جدد المقام سنة 117 من الهجرة فى عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا، وهو من بنى مسجد بجوار المقام، وفى عام 132 من الهجرة تعرض المسجد للحريق، وهو المسجد الحالي، لذلك أعاد بناءه الخديو عباس حلمى الثاني، أما الخديو عباس حلمى الأول فجدد الضريح نفسه، حيث جعل المقصورة المصنوعة من الخشب مقصورة من النحاس، وهى نفس المقصورة التى نقلت عام 2017 إلى مسجد سيدى عطاء السكندري.

وتشير الروايات التاريخية إلى دور الخديوي عباس حلمي الثاني في تأسيس مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة على شكله الحالي، حين أمر بإعادة بنائه وتوسعته عام 1897، بعد تعرض المقام لحريق هائل عام 1892.
نفيسة العلم

اشتهرت السيدة نفيسة بلقب "نفيسة العلم" لأنها كانت تتعلم العلم فى المدينة المنورة وتجلس فى مجالس الفقه، وكانت تلميذة للإمام مالك، وقد أعطاها الله من علومه الشريفة بعد أن اجتهدت فى تحصيلها، وأفاض الله عليها من العلم فى فهم التفسير، ولما جاءت السيدة نفيسة إلى مصر التقت الإمام الشافعى الذى كان تلميذا للإمام مالك أيضا، وكان الإمام الشافعى يصلى بها صلاة التراويح ويطلب منها الدعاء، وكان الشافعى يعانى من داء فى بطنه، فكان كلما مرض يبعث إليها سؤالا يطلب منها الدعاء، وكانت تدعو له بالشفاء.

تزوجت السيدة نفيسة من "إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين" وعند زواجها قال العلماء اجتمع فى بيتها نوران نور الإمام الحسين ونور والدها الإمام الحسن.

كانت السيدة نفيسة مشهورة بكثرة صيامها وقيامها الليل كجدها عليه الصلاة والسلام، حتى إنها انتقلت إلى ربها صائمة فى يوم 15 رمضان، وجاءها الطبيب وأشار عليها بالإفطار فرفضت وقالت أمضيت أكثر من 20 عاما أتمنى من الله أن أموت وأنا صائمة فكيف تعرض على الإفطار فى رمضان، وعندما انتقلت إلى جوار ربها رضى الله عنها وأرضاها جاء زوجها ليحملها إلى البقيع لتدفن هناك حيث دفن بنى هاشم، لكن المصريون ذهبوا إلى زوجها ليطلبوا منه أن تبقى وتدفن فى مصر، ويقال فى كتب السيرة إن رسول الله جاء لزوجها إسحاق فى ليلة وفاتها وهو نائم وقال له: "يا إسحاق دع نفيسة لأهل مصر فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها"، ومن وقتها حتى الآن يجد زوار مسجدها مكانا يمنحهم الإحساس الراحة والسكينة والطمأنينة، وتسيطر عليهم حالة من الهدوء والصفاء والسلام النفسى والروحي.
تأسيس مسجد السيدة نفيسة

تأسس المسجد بالشكل الذى هو عليه الآن عام 314 هجريا 1897 ميلاديا بناء على توجهات أمر بها الخديو عباس حلمى الثاني، وذلك بعدما أتلف المسجد على إثر حريق هائل فى سنة 1310 هجرية 1892 ميلاديا.

عند دخول المسجد نجد الوجهة الرئيسية له يتوسطها مدخل بارز ومرتفع تغطيه طاقية بنيت على الطراز المملوكي، ويؤدى هذا المدخل إلى (دركاة) تصل داخل المسجد، وهو عبارة عن حيز مربع تقريبا مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف حربية جميلة ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شخشيخة مرتفعة، وهذا السقف محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية مثمنة الأضلاع، ويتوسط جدار القبلة محراب، وفى طرف هذا الجدار وعلى يمين المحراب باب يؤدى إلى ردهة مسقوفة وتصل تلك الردهة للضريح بواسطة فتحة معقودة وبواسطة مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة، ويعلو الضريح قبة.

المسجد الحالي أنشأه الخديو عباس حلمي الثاني باشا أحد حكام عصر أسرة محمد علي، سنة 1314ه/ 1896م، ويقع في شارع الأشراف امتداد شارع الخليفة بميدان السيدة نفيسة حي الخليفة بمدينة القاهرة، ويقال أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة الوالي العباسي عبيد الله بن السرى بن الحكم من عام 206ه/ 822م حتى عام 209ه/ 825م، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية سنة 482 ه / 1089م حيث أقيمت عليه قبة وقد دون تاريخ هذه العمارة على لوحة من الرخام وضعت على باب القبة المدفن، وفي عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله سنة 532ه/ 1138م تصدعت قبة المشهد النفيسي فأمر بتجديدها كما كسى المحراب بالرخام.

وفي سنة 752ه/ 1351م أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى النظارة على المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون وكان أول من تولى النظر عليه الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر بن المستكفي بالله.

وخلال العصر العثماني وتحديداً في سنة 1173ه/ 1760م قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بعمارة المشهد والمسجد النفيسي، وبنى القبة المدفن على هيئتها الموجودة حتى الآن، وجعل لزيارة النساء طريقاً بخلاف طريق الرجال، وفي سنة 1310 ه/ 1893م أتلف الحريق قسماً كبيرًا من المسجد، فأمر الخديو عباس حلمي الثاني بإعادة بناء المسجد والقبة المدفن.

المسجد تم تطويره بشكل لافت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حالياً، حيث يستوعب مصلى السيدات الذى تنتقل إليه الزائرات بمصعد كهربائى من الدور الأرضى إلى دور الميزانين وغرفة الضريح وغرفة المقتنيات النبوية وساحة المسجد والساحة الخارجية.
كرامات السيدة النفيسة

وللسيدة نفيسة كرماتها عند الأمراء يروى ان هناك أحد العامة قبض عليه اعوان أحد الامراء وقاموا بتعذيبه.وبينما هم يسيرون مروا بدار السيدة نفيسة، فصاح هذا الرجل مستجيراً بها.فدعت له وقالت: "حجب الله عنك أبصار الظالمين"، وعندما وصل الرجل لهذا الأمير.قالوا له ما حدث عندما مروا بمنزل السيدة نفيسة فقال: "أوَبلغ من ظلمي هذا يا رب؟ إني تائب إليك وأستغفرك"، فصرف الأمير هذا الرجل وجمع ماله وتصدق ببعضه للفقراء والمساكين.

ومن الكرامات المنسوبة للسيدة نفيسة، أنه فى يوم من الأيام، شح النيل وجف منسوبه فذهب أهل مصر إلى السيدة نفيسة وقالوا لها إن منسوب النيل قد انخفض، فخلعت نفيسة العلم قناعها وطلبت من أهل مصر أن يلقوا به فى مياه النيل ففاض النيل، ومن هنا زاد تعلق المصريين تعلقا شديدا بالسيدة نفيسة حتى أصبحت «حبيبة المصريين».
السيدة نفيسة سيدة الثورة

قادت السيدة نفيسة ثورة الناس ضد الظلم في أيام الحاكم ابن طولون، حيث استغاث الناس بها لترفع عنهم ظلم الحاكم، فقامت السيدة نفيسة برفع ورقة الى ابن طولون وقالت : "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم.ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها.فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون.وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون"

يقول القرماني (أحمد بن يوسف بن سنان الدمشقي المعروف بالقرماني (1532م – 13 يونيو 1611) : فعدل من بعدها ابن طولون

تطوير مسجد السيدة نفيسة فى عهد الرئيس السيسي
فى الثلاثاء 8 أغسطس 2023 افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مسجد السيدة نفيسة بعد تطويره وكان برفقته السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، الذي منحه وشاح النيل، أعلى أوسمة مصر، وسامٌ جاء تقديرا لجهوده سيف الدين المتواصلة في دعم مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية.

فيما صرحت هيئة صيانة القصور والآثار المشرفة على صيانة وترميم مساجد آل البيت بالمقاولون العرب، إن عملية تطوير وصيانة مسجد السيدة نفيسة- رضي الله عنها- بحسب البروتوكول المسند لشركة المقالون العرب، كان على ثلاث مراحل، تم إنجاز مرحلتين منها بتكلفة 30 مليونا، والمرحلة الثالثة سيكون تكلفتها 22 مليون جنيه، وبشكل مبدئي ستكون التكلفة المبدئية 52 مليون جنيه.

وما تم إنجازه حتى الآن من أعمال الصيانة والتجديد : "الضريح، المسجد القديم، والمداخل، مسارات الزيارة، الملاحق- مكاتب والغرف بالمسجد-، الأسطح، القبتين، مأذنتين، ودورات المياه".

جدير بالذكر أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قال إن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، لمسجد السيدة نفيسة- رضي الله عنها- يأتي في إطار خطة الدولة المصرية لعمارة بيوت الله عز وجل مبنى ومعنى بصفة عامة واهتمامها بالقاهرة التاريخية ومساجد آل البيت بصفة خاصة.

وأضاف جمعة أنه بعد افتتاح مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي وافتتاح مسجد الإمام الحسين- رضي الله عنه- ومسجد سيدنا عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ومسجد الظاهر بيبرس والحاكم بأمر الله والسيدة فاطمة النبوية بعد تطوير هذه المساجد تطويرا يليق بمكانتها وتاريخها يأتي اليوم افتتاح مسجد نفيسة العلم- رضي الله عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.