أشياء تستدعى من الذاكرة أشياء، فى دورة من دورات الانتخابات السابقة أيام حكم الرئيس السابق مبارك.. عاصرت تفاصيل هذه الانتخابات عن قرب.. وكانت الخطط والترتيبات توضع أمامى.. فلان هنا ومعه فلان وفلان.. وفلان هناك ومعه فلان وفلان.. والتغذية للمندوبين فى كل الدوائر تكلفتها كذا ويحضرونها من المكان الفلانى.. توزيع الاغذية مسئولية فلان.. السيارات التى ستوزع الاغذية والسائقين من المكان الفلانى.. المندوبون فى اللجان مسئولية فلان وفلان.. و.. و.. وأتى يوم الانتخابات.. وفى الصباح لم يذهب فلان ولا فلان ولا فلان.. وبدأ السؤال أين هم؟ والبعض كان مازال فى منازلهم.. ولا تبرير لديهم لماذا لم ينزلوا.. ويبدو وقد حظر عليهم الكلام.. ثم بالاتصال بإحدى الشخصيات المهمة فى أماكن مهمة.. جاء الكلام خاليا من الاجابة.. أين هؤلاء.. وكأن الكلام يحمل النتيجة مبكرا.. الخروج من السباق.. من الانتخابات.. تذكرت ذلك كله وأنا اقرأ عبارة قالها «صابر حلمى نخنوخ» الشهير «بنخنوخ» فى حواره مع جريدة الاخبار: قدمت خدمات جليلة للداخلية لمنع المعارضين من الفوز فى البرلمان.. كذلك كانت هناك لجان تمنع فيها الداخلية بنفسها الناخبين من الوصول للجان.. بأكوام الرمل والزلط وبالعربات التى تسد الشوارع.. تذكرت ذلك وغيره ايضا من عبارة قالها نخنوخ فى نفس الحوار «تقفيل صناديق انتخابات أحمد عز كان من أجل الاستقرار»، الاستقرار الذى جاء ببرلمان 2010 الذى لم تشهد له مصر مثيلا.. كان يختار هذا ويبعد تلك.. لقد قال عن إحدى المرشحات حينما اندهشوا من ابعادها.. هل مصر عاقر لم تلد غيرها..؟ لا أريدها.. أصل الحكاية كانت عزبة وهو صاحبها.. وواضح ان الأخ نخنوخ جعبته مازال فيها الكثير مما ستكشف عنه الأيام. ■ فى طريقى لمنزلى ساقتنى اقدارى لأشاهد منظرا هالنى رؤيته.. شاهدت وأنا فى انتظارى لطلب بعض الساندويتشات لزوم الغداء.. كومة من أرغفة الخبز على أرض الشارع والرجل يدفع بها لحماره رغيفا بعد رغيف.. والحمار يلتهم الرغيف على مضغة واحدة.. أى والله أرغفة العيش لزوم طعام الانسان.. وبعد ذلك نقول العيش.. أين العيش..؟ أين هو يا حكومة؟ والحكومة.. تقول فى تصريحاتها.. لدينا مخزون قمع يكفى أشهر كذا وكذا.. والقمح تلك السلعة الاستراتيجية التى نكمل احتياجاتنا بها بعد عجزنا عن سد انتاجها نكملها استيرادا.. ويمكن الضغط علينا سياسيا واقتصاديا بسلع كثيرة القمح احداها.. إن لم يكن أهمها على الاطلاق.. ونحن نتفنن فى اهداره.. عن طريق هذا الذى استبدل البرسيم لحماره بخبز الانسان.. كذلك ربة البيت التى تلقى عقب كل وجبة بكومة من الأرغفة من فضلات الوجبات الثلاث..ماذا لو وضعنا انصافا أو ارباعا على المائدة أو الطبلية أو أى مكان تجتمع فيه العائلة لتناول الطعام؟ لنتفادى فضلات الخبز؟ التى تصبح طعاما للحيوانات وللدواجن ويحرم منها الانسان؟ وتئن تحت وطأتها الحكومات؟ وأنت أيضا يا حكومة.. بعض التعقل فى التعامل مع رغيف الخبز وسعره.. لقد كانت الحكومة أيام عبدالناصر تحرص على أن يظل الفقير قادرا على أن يسد رمقه برغيف عيشه بقرص أو قرصين طعمية أو مغرفة فول.. وما أكثر هؤلاء الفقراء أمس واليوم.. كانوا بالأمس يحسبون حسابهم أما اليوم وبعد أن وصل رغيف الخبز المسمى بالدعم لعشرة قروش وطبعا أبوخمسة الذى لا يؤكل وهناك أبو 35 وأبو 50 وأبو نار تكوى الجيوب وتزهق الدخول.. كل هذا يجعلنا ننادى الجميع فيلرحم بعضنا بعضا.. ومن يلقى بالخبز للحيوان والطير والحكومة فلترحم الناس.. بخبز يؤكل وسعر به رحمة للناس وبالناس يرحمكم الله. ■ فى دور من أدوار التقاضى.. قضت دائرة بالقضاء الادارى بأحقية ذوى الاعاقة من الصم والبكم بالاستعانة بمترجمين اشارة معتمدين من الجمعيات والمؤسسات الاهلية المتخصصة لتوصيل ارادتهم أمام الجهات المختصة والاعتراف بحقهم فى استعمال لغة الاشارة أو طريقة برايل حيث إن ذلك مكفول بأحكام القانون وبالاتفاقيات الدولية الموقعة مصر عليها. ذكرنى هذا الخبر بقصة رواها أحد السادة المستشارين عن وكيل النيابة الشاب حينما ذهب لليوم الاول لتسلم عمله الذى طالما حلم به.. أن يكون وكيلا للنائب العام.. وانتظرته العائلة طوال النهار.. وعلى الافطار فلقد كان ذلك اليوم.. من أيام الشهر الكريم.. ولكن الابن الشاب تأخر حتى ساعة متأخرة من الليل.. وعندما عاد للمنزل.. حكى عن انشغاله فى واقعة سرقة.. والسارق كان أبكما وطبعا لا يسمع.. وحاول وكيل النيابة أثناء التحقيق أن يتفاهم معه ولا جدوى فنصح بأن يستعين بخبير من خبراء الاشارة الذى حاول هو أيضا جاهدا التفاهم مع اللص ولا جدوى.. فلقد كان أميا.. لا يجيد الاشارة وعلومها.. فهذا علم أيضا وله أبجدياته وأصوله واساتذته.. تذكر معنا المستشار الكبير هذه القصة وهو يقرأ معنا هذا الخبر.. ويجعلنا نؤكد ايضا على محو أمية ذوى الاعاقة وعدم اغفال حقوقهم فى كل شىء. ■ الإعلان فن الجذب والترغيب للجمهور المستهدف من أى سلعة من السلع.. هناك من يحرص على أن تتسم حملاته الاعلانية بالذكاء وجمال العرض.. ودقة الكلمات والصورة الموحية التى تجذبك جذبا للسلعة المعروضة.. وهناك من يجانبه الذوق فى العمل الاعلانى ويستخدم الاغراب.. ولا تملك وأنت تشاهد إعلانه إلا أن تتقزز وتنفر.. وهم يزيدنك نفورا على نفور ولا تملك حيال ذلك إلا أن تدير المؤشر فيقابلك فى قناة أخرى وثانية وثالثة واللى معاه مال.. يغلب.. مثال صاحب قناة تليفزيونية قدم إعلانه بأشخاص فى منتهى القبح والفجاجة.. ومسلى صناعى إعلانه كان صراخا فى صراخ.. وملابس داخلية وناس سعيدة بالرحرحة.. منتهى قلة الذوق. وأخيرا ومن عدة أيام فقط شركة محمول وتعبيراً عن سوء عدة للمحمول يلقى بها مستخدمها فى حلق «تواليت» قديم متسخ يملأ بالمياه وعدة الموبايل تتوسطه.. وحلق التواليت يملىء الشاشة.. وإن كنت شاطر.. تستحمل المنظر.. يا أهل الاعلانات بعض اللياقة.. يرحمكم الله. تم نشر المحتوى بعدد 612 بتاريخ 3/9/2012