حتي سنوات قليلة - وربما حتي الآن - كانت المرأة تتعالي صرخاتها وتنهمر دموعها في البحث عن حل لمشاكلها الزوجية والتي إذا وصلت إلي القضاء وجدت نفسها داخل «متاهة» لا تصل فيها إلي أي حق من حقوقها. وإذا كانت «فاتن حمامة» تناولت مشاكل «حواء» في فيلمها الشهير «أريد حلا» فيبدو أن الايام القادمة ستشهد فيلما لأحد النجوم الرجال وربما بنفس العنوان يصرخ فيه البطل لنيل حقوقه. فقد انعكس الحال وانقلبت الامور وتبادل الطرفان المواقع، لتزداد هذه الايام شكاوي الرجال ودموعهم. ولم يكن غريبا والحال هكذا أن تتكون جمعية أو حركة مكافحة تسلط المرأة. استمعت إلي بعض أعضائها الذين حكوا لنا مآسيهم مع زوجاتهم والتي لا تخلو من طرائف «مريرة». يقول «أ.ك» صاحب مكتبة ب«أبو زعبل» إنه تزوج من مدرسة ابتدائي لكن الزواج انتهي بعد عام واحد ب«الخلع» مسترجعا شريط معاناته الذي بدأ منذ الخطوبة عندما قالت له «ياما هتشوف مني مفاجآت» لكنه لم ينتبه لتلك العبارة إلا في «الصباحية» عندما قالت له! اسمع الجمعة دي براءة، بس من هنا ورايح كل جمعة لازم أقضيه عند أهلي. ولا تتدخل في فلوس الدروس ومرتبي.. اللي أوله شرط آخره نور!! مضيفا: طبعا « الهانم تخرج كل يوم من 8 صباحا وتعود بعد المغرب تنام بعد «لفة» المجموعات والدروس الخصوصية، وأنا أطبخ وأكنس وأروق البيت واستني أنها تقعد معايا ولو ساعة. لكنها للأسف حتي يوم الاجازة تقضيه عند أهلها. وقد جربت معها كل الطرق وكثيرا ما حدثت مشاكل وكان أهل الخير يتدخلون. وفي إحدي الليالي نشبت بيننا مشادة قالت فيها انني عندي انفصام في الشخصية. فقلت في نفسي «ألم الدور» ودخلت الحمام، فراحت أغلقت باب غرفة النوم علي نفسها ونمت أنا في عز البرد. ويضيف أنها حملت لكن الحمل «نزل» من المجهود الذي تبذله عند أهلها. وأنه عندما مرض تركته «مرمي» في السرير. قائلة له: هو انت اشتريتني ولا أنا شغالة عندك في طابونه عشان أقعد لك. وفي أحد الايام عدت لأجد الشقة علي «البلاطة» وبعدها رفعت قضية خلع. وفي النهاية يؤكد أنه بعد كل العذاب قرر ألا يتزوج مرة أخري فكل النساء «مرضي». أما الشيخ خالد محمد الحسيني الملقب ب«زعيم المخلوعين» وهو مدرس لغة عربية وخطيب مسجد بالمقطم فيروي مآساته: أصيبت خطيبتي بفقد البصر ومع ذلك لم أتخل عنها ورضيت بنصيبي وعاملتها برفق وبمقتضي الدين والشرع، ولكنها قابلت ذلك بأن «خلعتني» بعد الزواج بسنة.ولا أدري ما سبب الخلع حتي الآن.. فهل يكون بسبب ماقالته في إحدي الليالي عقب انصراف أصدقاء لي كانوا يزورونني «مش عايزه حد من زمايلك يزورك، ولو حد خبط علي الباب حأقوله مشي». وبعد عدة أيام عدت للمنزل فوجدته فارغا تماما من كل شيء. استولت علي كل حاجة كانت مكتوبة لها في «القائمة» ثم رفعت قضية خلع ودخلنا في المحاكم، وبعد فترة عادت للبيت بعد أن أنذرتها بالطاعة، فقط لكسر الانذار، ثم عادت لمنزل أهلها. ورغم عقد جلسة صلح ألزمتني بدفع 200 جنيه لها «عربون محبة» فوجئت بها تدفع المبلغ مقدم أتعاب لمحام لرفع دعوي خلع واستطاعت أن تكسب القضية، ونصيحتي للرجال المقبلين علي الزواج ألا يكتبوا كل شيء في «القائمة». ويقول «غريب محمد عبد الرحمن» ويعمل «شيف» بإحدي الدول العربية ومتزوج منذ 18 عاما تعرض خلالها للخلع مرتين. إن المشاكل مع زوجته كانت تظهر فقط وقت «الضيق» والازمات المالية. وقد استغلت عدم وجودي في مصر واستولت علي كل شيء من منقولات شقة الزوجية وعلي تحويشة العمر. ورفعت قضية الخلع وكسبتها. كانت هذه بعض الحكايات للمخلوعين من أعضاء الجبهة أو الحركة التي تطالب بإلغاء قائمة العروس وإبدالها بالمهر. يقول خالد الحسيني المتحدث الرسمي للجبهة إن «القائمة» سلاح ذو حدين وهي ضمان حق للزوجة ولكنها ورقة حبس وسجن للزوج ولا توجد في أي دولة عربية أو إسلامية. فلا نص شرعي بالقرآن والسنة خاص بها. والقانون المصري لا يعتبرها من مسائل الاحوال الشخصية وإنما بمثابة «ايصال أمانة» تنظر أمام محكمة الجنح.