أهالي سيناء: مهرجان سباق الهجن موروث رياضي وسياحي حقق أهدافه وأكد على أمن واستقرار سيناء (صور)

حقق مهرجان سباق الهجن بمدينة العريش، الذي أقيم مؤخراً ضمن احتفالات شمال سيناء، بالعيد القومي ال41 نجاحا لافتا، بحضور عدد من الوزراء والقيادات الشعبية والتنفيذية ووفود من الأردن والسودان.

وشهد المهرجان توافد الآلاف من أبناء القبائل بشمال وجنوب، لمتابعة فعاليات السباق، بصفته مكون وموروث ثقافي مهم، وامتداد لرياضة الآباء والأجداد، خاصة أن المهرجان يشهد فعاليات موازية، مثل الأمسيات الشعرية والحفلات البدوية التراثية .

قال حسن سلامة، باحث في التراث السيناوي، إنه شهد أجواء رائعة، شعر بها كأحد محبي رياضة الهجن، مشيرا إلى الفرحة واضحة علي وجوة كافة الحضور والمتابعين، حيث نجح السباق في إدخال البهجة والفرحة على قلوب أبناء قبائل سيناء، بعد القضاء علي الإرهاب، موضحا أن الفرحة جاءت ممزوجة بالنجاح والرضا والانتصار، حيث تألقت الهجن خلال سباقاتها في مسار المضمار، وسط عرس كرنفالي رائع|، اختلط فية طعم الفوز بنسائم انتصارات وأعياد التحرير التحرير، رغم مرور41 على تحرير سيناء.


وأشار الباحث حسن سلامة، إلى أن مهرجان سباق الهجن كان فرصة للقاء عشاق التراث من أبناء سيناء، المولعون بالهجن وسباقاتها التي تقام بالتوازي معها أمسيات السهر والسمر من أمسيات شعرية، بمشاركة شعراء سيناء ممن ينظمون الشعر النبطي، وحلقات فنية من التراث السيناوي والبدوي، حيث أصبحت السباقات القاسم الوحيد بينهم وبين الهجن والعادات الجميلة في قيمها وجمالها، مؤكدا على أن مهرجان سباق الهجن المقام على أرض المحافظة، نفض الغبار عن حقبة زمنية من أسوأ السنوات التي مرت على سيناء، وكان فرصة لعودة الفرحة للأهالى، بفضل جهود الدولة والقوات المسلحة والشرطة وأبناء اتحاد قبائل سيناء.

وقال الشيخ جازي سعيد سلمي، عضو مجلس إدارة نادي العريش للهجن، إن سباق الهجن على مضمار العريش، له مذاق خاص، لكونه المضمار الأول على مستوى الجمهورية من حيث إقامته، ومنه وصلنا للعالمية، كما أنه يقام لثاني مرة بهذا التنظيم وهذا الزخم الاعلامي منذ 14 عاما، ويعد ملتقى لأبناء والقبائل بعد انقطاع فترة ليس بقصيرة، موضحا أن الحضور كان كثيفاً من جميع أنحاء الجمهورية، من حيث المشاركة في هذا الحدث التراثي الثقافي والرياضي، إلى جانب حضور وفود من الدول العربية الراعية لتلك الرياضات، من الاردن الشقيق والسعودية وفلسطين.


ولفت عضو مجلس إدارة نادي العريش للهجن، أن المهرجان واكب هذا العام أعياد تحرير سيناء ال41، وإعلان سيناء خالية من الإرهاب، ويعد بمثابة اللقاء الأول للقبائل بعد القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أنه كانت هناك فرحة بعودة سيناء والأهالي إلى قراهم، وتطوير مضمار الهجن، وكل ذلك يعود بالخير والفائدة على ملاك ومربو الهجن، ونائبة للفرح والترويح عن النفس للمواطنين.

فيما أكدت ربيعة صبحي المرعيه، رئيس إحدى الجمعيات الأهلية لمدينة الطور بجنوب سيناء، والتي قطعت مئات الكيلومترات، وتكبدت معاناة السفر هي وزوجها في رحلة طويلة، من أجل متابعة سباق الهجن علي ساحل البحر المتوسط بالعريش، أنها من المهتمين والمحبين والشغوفين برياضة سباقات الهجن، موضحة أنها تتابع سباقات الهجن في الكثير من المناسبات، خاصة الوطنية، ومن أهمها مهرجان العريش، حيث كان هناك دافع قوي للمشاركة والمتابعة لهذا السباق المهم الذي يمثل لها سعادة بالغة، بعودة السباقات إلى العريش بعد انقطاع فترة طويلة، مشيرة أن هدفها من المشاركة بمهرجان العريش، جاء بدافع حبها لهذه الرياضة المهمة، التي تمثل تراث أهلنا في عموم سيناء، لما له من دور قوي في توطيد أواصر التلاحم بين كل القبائل في سيناء.


ولفتت إلى أنها كسيدة بدوية وابنه لإحدى قبائل جنوب سيناء، تعشق تراثها وتسعى دوما إلى دعمه ومتابعته، خاصة سباقات الهجن الذييتعد إحياء لموروث الآباء والأجداد ورياضة، مهمة لها حضورها ومتابعتها في مختلف ربوع سيناء والمحافظات الحدودية المصرية، مشيرة إلى أنه الإبل تعد في المقام الأول بالنسبة لأهل البادية تراث، وجزء لا يتجزأ من الهوية البدوية الأصيلة، وأن هذا يتضح من توافد الآلاف من أبناء القبائل بشمال وجنوب سيناء، والإسماعيلية ومطروح، على موقع مضمار السباقات بالعريش، لجانب روعة الطبيعة الخلابة المطل على البحر، ليضفي عليه أجواء ممتعه.

وأكد محمود منصور الأخرسي، من أبناء قبيلة الأخارسة بمركز مدينة بئر العبد، أن مهرجان سباق الهجن حقق أهدافه، ونحج في أن يكون قبلة وملتقى لأهالي سيناء، كما ساهم في إحداث حالة من الرواج السياحي، وتنشيط السياحة الداخلية في مدينة العريش، إلى جانب تحقيق أهم هدف، بأن يكون رسالة للعالم تؤكد تمتع سيناء بكل عوامل الأمن والأمان والاستقرار.