إجراء جراحة دقيقة لطفل يعاني من مرض نادر يسمي "العظم الزجاجي" بمستشفى بئر العبد فى شمال سيناء

أجرى أطباء البروتوكول بمستشفى بئر العبد التخصصي، عملية جراحية دقيقة، لطفل يعاني من مرض نادر يسمى "العظم الزجاجى"، وهى المرة الأولى التى تجرى فيها مثل هذه الجراحات الدقيقة داخل إحدى مستشفيات شمال سيناء.

وقال الدكتور تامر حمدي، مدير مستشفى بئر العبد التخصصي، إنه تم إجراء جراحة عاجلة ودقيقة، لطفل مريض بمدينة العريش، يعانى من مرض نادر يسمى العظام الزجاجية، يتسبب فى كسور متعددة وبطريقة متكررة من أبسط الإصابات، مشيرا إلى أن الطفل كان يتعرض لكسر متكرر بالفخذ الأيسر وتقوس شديد نتيجة ضعف العظام والكسور المتتالية، فتم تثبيت الكسر بطريقة حديثة، حيث تم تركيب مسمار نخاعى ديناميكى متحرك، يزداد طولة تلقائيا مع نمو الطفل، وزيادة طوله، بحيث يقلل الحاجه لعمليات اخرى فى المستقبل، ويقلص فرص تكرار الكسور، مؤكدا أن العملية تمت بنجاح فى الطرف المكسور، وجارى تجهيز المريض لاستعدال باقى الأطراف وتركيب مسامير متحركة ديناميكية وقائية.

وأوضح الدكتور محمد سلامة حمدى، مدرس واستشارى جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري والمناظير بالقصر العيني، جامعة القاهرة، ورئيس قسم جراحة العظام بمستشفى بئر العبد، أن من أكثر أشكال مرض العظم الزجاجي شيوعاً، هو النوع الأول، المعروف بأسم نقص تكون العظم الكلاسيكي، ويتميز بأنه أقل الأنواع شدة، إضافة إلى وجود تلون في صلبة العين مما يجعل لونها أزرق، موضحا أن النوع الثاني من العظم الزجاجي، يعتبر الأكثر شدة وخطورة، حيث يسبب تكسر في العظام والجنين داخل الرحم، وتتراوح شدة بقية الأنواع بين هذين النوعين، حيث يمكن أن يصاب المريض بكسور بسيطة خلال فترة حياته كاملة، ويمكن أن يعاني من هشاشة وتكسر شديد منذ ولادته وحتى ما قبل الولادة.

ولفت رئيس قسم العظام بمستشفى بئر العبد التخصصي، أن مرض العظم الزجاجي يصيب ما يقارب الشخص بين كل 10.000-20.000 ألف شخص، ويحدث تكون العظم الناقص نتيجة حدوث طفرة في أحد الجينات المسؤولة عن تكوين النوع الأول من الكولاجين في الجسم، موضحا أن هذا النوع من الكولاجين، يعتبر النوع الأساسي الذي يدخل في تركيب كل من العظام والجلد والأنسجة الضامة.

وأكد إن حدوث طفرة في تكون النوع الأول من الكولاجين يعني عدم تكون العظم بالطريقة الصحيحة، مما يسبب تكون "عظم ناقص التكوين" أي عظم هش وقابل للكسر بشكل أسهل لأنه يفتقر إلى متانة وصلابة العظم السليم، الذي يحتوي على مادة الكولاجين السليمة دون وجود طفرة أو تشوه فيها، موضحا أن أعراض مرض العظم الزجاجي تشمل وجود تشوهات حادة في العظام الطويلة، وفي عظام القفص الصدري، ويعاني كل الأطفال المصابين من وجود كسور في أماكن مختلفة من الجسم والجمجمة عند الولادة حدثت وهم داخل الرحم، مشيرا إلى أنه يتم تشخيص العديد من الحالات بعد الوفاة، وهم داخل الرحم بسبب الكسور الشديدة، وعدم تكون الرئة بشكل سليم، والنزيف في الجهاز العصبي المركزي، يقوم تشخيص مرض العظم الزجاجي غالباً على وجود تاريخ عائلي لنفس المرض، أو على وجود أحد الأعراض التي تم ذكرها سابقاً مثل (وجود كسور متكررة، تشوهات في الأسنان، وتلون في صلبة العين، أو فقدان السمع).

ووجه الدكتور تامر حمدي، مدير مستشفى العريش التخصصي، الشكر لفريق الأطباء الذي أجرى الجراحة، بقيادة الدكتور محمد سلامة حمدى، والدكتورة هالة الصباغ، مدرس التخدير بالقصر العيني جامعة القاهرة، والدكتور صدقى حسانين عطية، استشارى جراحة العظام بمستشفى بئر العبد التخصصي، ومحمود فيصل، فنى العظام بالمستشفى، ومحمد أبو عمارة فنى أشعة المستشفى، والفريق الطبى المعالج للطفل المريض.