أجرت وحدة جراحة التشوهات وإعادة بناء الأنسجة بكلية الطب جامعة المنيا، عملية جراحية نادرة لطفل مصاب ب"العظم الزجاجي"، أو "العظم الناقص" بواسطة المسمار النخاعي لإصلاح تشوهات الطرفين العلويين الأيسر والأيمن في آن واحد، لأول مرة داخل أحد المستشفيات المصرية. وقال الدكتور محمد عبدالرحيم لكلوك، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة المنيا، والذي أجرى العملية قبل أيام، إن هذه المرة الأولى داخل مصر التي يجري فيها إصلاح تشوهات الطرفين معاً في آن واحد، وإن ذلك يساعد على تقليل فترة العلاج إلى النصف تقريبا ومراعاة الحالة النفسية للطفل. وأوضح أن العملية تمت بتقنية حديثة عن طريق عمل شرخ صناعي بسيط عبر فتحة جلدية صغيرة جدا لإصلاح التشوهات دون حدوث نزيف دموي يذكر مما يسمح لنا إصلاح الطرفين في آن واحد بدون أعراض جانبية للمريض. وأكد أن مرض العظام الزجاجية يتحسن مع تقدم العمر وفي أغلب الحالات تتوقف العظام عن الكسر حين يصل الطفل إلى سن البلوغ، لذلك فإنه من المهم الحفاظ على قوة العظام واستقامتها إلى أن نصل بالطفل لهذه المرحلة. ووصف رئيس حدة جراحة التشوهات وإعادة بناء الأنسجة بكلية الطب جامعة المنيا، مرض "العظم الزجاجي" بأنه أحد الأمراض الوراثية في أغلب حالاته، ولكن في حالات قليلة قد يكون سبب الإصابة هو طفرة جينية نتيجة الخلل في الكولاجين من النوع الأول، الذي يعد مصدر البروتين الأساسي في بنية العظم. وأضاف أن المرض يؤثر على عظام الجسم كلها ويتسبب في تكرار الكسور بدرجة ملحوظة، و مع تكرار الكسور تحدث تشوهات عديدة بالعظام تؤدي إلى قصر العظام و إعاقة عن الحركة فضلا عن ضعف العضلات، مشيراً إلى أن المرض لا علاقة بينه وبين نقص الكالسيوم ولذلك فعلاج هذه الحالات بزيادة استعمال الكالسيوم لن يساعد المريض في أي شيء. وأكد أن العلاج المقبول حالياً لهذا المرض والمتفق عليه حول العالم، هو التثبيت الجراحي للعظام بواسطة المسمار النخاعي كي يحافظ على قوة العظام و يمنع تكرار الكسر كما يحافظ على استقامتها و يمنع الاعوجاج، لكن هذه المسامير النخاعية يجب تركيبها جراحيا في عظمتي الساق و الفخذ وربما العضد ايضا، ويجب تغيير هذه المسامير كل فترة لأن العظام الحية تنمو بينما لا تنمو المسامير النخاعية. وأكمل حديثه قائلاً: "ظهر حديثا أنواع من المسامير النخاعية التيلسكوبية قابلة للطول التدريجي والتي يزداد طولها مع نمو العظام، وتم استخدامها بنجاح مع عظام الساق والفخذ، والآن تم استخدامها في عظام العضد بالطرف العلوي. الجدير بالذكر أنها للمرة الثانية تتم تعديل عظام العضد بواسطة هذه النوعية من المسامير النخاعية للأطفال القابلة للتمدد والتطويل بعد أن أجراها الدكتور إبراهيم أبو عميرة رئيس قسم العظام بطب الأزهر جامعة أسيوط خلال الأسبوع الحالي أيضاً.