منافسة شديدة تشهدها الفترة الأخيرة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا في محاولة من كلاهما لكسب موقف الخليج وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر الورقة الرابحة لظبط أسواق النفط العالمية خلال الحرب الأوكرانية الروسية والاضطرابات التي شهدها العالم مؤخرا خاصة أزمة كورونا. ومؤخرا، بدأت أسعار النفط في الارتفاع بصورة جنونية جراء العقوبات المفروضة على موسكو، على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا واتجاه دول الغرب لحظر النفط الروسي والاستغناء عنه. لكن هذه الأزمة لن تؤثر على روسيا فقط، حيث عانت الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية حالة من التضخم غير مسبوقة على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة. ولمجابهة هذه الأزمة، اتجهت الولاياتالمتحدة إلى المملكة العربية السعودية وطلبت رسميا زيادة إنتاج النفط وإنقاذها والغرب من وطأة النفط الروسي وزيادة الأسعار، وخفض التضخم. وأمس وصل وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية بالطلب رسميا لكن السعودية أعلنت أنها ملتزمة باتفاق أوبك بلاس حول كميات انتاج النفط والذي تقوده إلى جانب روسيا، وكان ذلك على لسان ولي العهد، محمد بن سلمان خلال حديثه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وتشير التقارير إلى أن الرفض السعودي آثار غضب الإدارة الأمريكية، لكن الرياض خرجت وأعلنت أن العلاقات مع أمريكا كما هي جيدة لكن بعيدا عن النفط ومسألة زيادة الإنتاج. وكانت المملكة العربية السعودية وروسيا وعدد من الدول وقعوا اتفاقية أوبك بلاس في عام 2021 والتي تمتد حتى نهاية عام 2022، والتي تحدد إنتاج النفط في الأسواق العالمية.
واستغلت روسيا هذا التأزم في التنسيق الأمريكي الخليجي، وأرسلت وزير خارجيتها سيرجي لافروف (واجتمع مع وزراء خارجية مجلس التعاون في الرياض )، حيث كانت الأجواء ممتازة والاجتماعات مثمرة وكلها في صالح دعم تثبيت إنتاج النفط.