اعتبر مراقبو السياسة الدولية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيري لروسيا ومحادثاته المرتقبة في منتجع سوتشى يعد مؤشرا على أن الولاياتالمتحدة لاترى مفرا من مناقشة كافة الموضوعات مع المسئولين الروس ، خاصة الملفات الأوكرانية والسورية واليمنية والإيرانية التي ستهيمن على محادثات كيري وسيرجى لافروف وزير خارجية روسيا ، واصفين الزيارة بأنها "رمزية للغاية "0 زيارة العمل التي يقوم بها كيري لروسيا تأتى بعد أيام من الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد النصر التي غاب عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما ردا على ما يعتبره تدخلا روسيا في أوكرانيا، وتهدف إلى الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة بين روسياوأمريكا ، وهى الزيارة الأولى منذ بدء الأزمة الأوكرانية قبل حوالى العام ، ومجيء كيري لروسيا بعد تأجيل الزيارة مرارا لا يمثل خرقا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو ولكنها تخدم تطبيع العلاقات الثنائية بين الجانبين التي يعتمد عليها الاستقرار العالمي إلى حد كبير. جاءت الزيارة لتؤكد انفتاح روسيا على الحوار واستعدادها لمناقشة كل شيء ، رغم إلقائها بمسئولية تصعيد الأزمة الأوكرانية على أمريكا وحلفائها الغربيين ، وتلك الأزمة زادت من حدة التوتر الدبلوماسي بين الجانبين بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا ، وتتهم كييف والدول الغربية الكرملين بالوقوف وراء النزاع الأوكراني الذي سقط ضحيته أكثر من 6100 شخص خلال أكثر من عام ، ورغم اتفاق وقف إطلاق النار برعاية ألمانيا وفرنسا وروسيا فى فبراير الماضى ، إلا أن كييف والانفصاليين يتبادلون الاتهامات حول انتهاكه. من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية أنه ورغم العقوبات الغربية وضغوط البيت الأبيض، فان الشركات الأمريكية لا تزال تريد الاستثمار في روسيا ، وأشار نائب وزير الخارجية الروسية سيرجى ريابكوف إلى أن وزيري الخارجية سيتباحثان في تطبيق اتفاقات مينسك حول شرق أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط لكن ليس في العقوبات الأمريكية على روسيا ، فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أن هذه الزيارة جزء من الجهود المستمرة للإبقاء على علاقات مباشرة مع المسئولين الروس الكبار وضمان نقل وجهات النظر الأمريكية لهم بوضوح" 0 ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مصدر قوله أن " روسيا تتوقع من واشنطن القيام بدور أكبر في حل الازمة الاوكرانية ، ومن المهم أن تبدأ الولاياتالمتحدة القيام بدور بناء أكثر للتوصل إلى حل في أوكرانيا، وأن ترغم كييف على الدخول في حوار مباشر مع جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية (المعلنتين من جانب واحد)" ، مشيرا إلى أن موسكو ستحض واشنطن على وقف تقديم الأسلحة لكييف لأنها بالنسبة لروسيا قضية أساسية". وتمر العلاقات بين روسيا والدول الغربية بأزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة إثر النزاع بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في كييف في شرق أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس عام 2014 ، وأعلن الرئيس الروسى بوتين مرات عديدة استعداده لإعادة العلاقات مع واشنطن والاتحاد الأوروبى اللذين أعلنا عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو، لكنه في المقابل أصر على موقفه حول أوكرانيا.