«مبادرة بري» لحل خلافات تشكيل الحكومة اللبنانية تخفق في إنهاء الأزمة

بحث رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريرى مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى بيروت رتشارد مايكلز، آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة فى البلاد. جاء ذلك خلال استقبال الحريرى اليوم الخميس، للقائم بأعمال السفارة الأمريكية في مقر تيار المستقبل (بيت الوسط).

ويأتى اللقاء غداة تصعيد شديد اللهجة بين رئاسة الجمهورية وفريقها السياسى التيار الوطني الحر من جهة، ومن جهة أخرى تيار الاستقلال برئاسة سعد الحريرى المكلف برئاسة الحكومة الجديدة ليعمق من الخلافات التى تعرقل تشكيل حكومة جديدة تنقذ البلاد رغم تكليف رئيسها منذ أكثر من 7 أشهر.

في غضون ذلك، ذكرت الصحف اللبنانية الصادرة، اليوم الخميس، أن مبادرة رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى لحل الخلافات المعرقلة لتشكيل الحكومة أخفقت فى إنهاء الخلافات حول تأليف حكومة تنتشل البلاد من الأزمات المتفاقمة على جميع المستويات.

جاء ذلك على خلفية البيانات المتبادلة بين طرفى الخلاف حول تشكيل الحكومة الجديدة وهما الرئاسة اللبنانية وفريقها السياسى الممثل فى التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل صهر الرئيس من جهة، وفي الجهة الأخرى تيار المستقبل برئاسة سعد الحريرى المكلف فى أكتوبر الماضي بتشكيل الحكومة بعد الاستشارات النيابية الملزمة.

وتحت عنوان "حرب الرئاستين تشعل آخر المراكب"، أكدت صحيفة "النهار" اللبنانية أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لقت نفس مصير المبادرة الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية، معتبرة أنها أخفقت في اختراق جدار تعطيل تأليف الحكومة الجديدة.

وأضافت الصحيفة أن الأمر المفاجئ وغير المتوقع تمثل في السرعة الخاطفة التى طبعت اشتعال حرب الرئاستين - وهما الرئاسة اللبنانية ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة - وتفجّرها في مستويات غير مسبوقة تنذر هذه المرة، بإشعال آخر المراكب والقضاء نهائيا على كل محاولات إحياء المبادرات والوساطات فى ظل تحول الصراع السياسي إلى مبعث عداوة شخصية وسياسية في آن واحد. وكانت الرئاسة اللبنانية وتيار الوسط قد تبادلا بيانات وصفها السياسيون والمراقبون بأنها الأعنف منذ بداية أزمة تشكيل الحكومة في أكتوبر الماضى.

وتحت عنوان "الإهانات تعدم الحكومة وتهشم الرئاسات"، سلطت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية الضوء على الزيارة التي قام بها البطريرك المارونى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرئيس اللبناني ميشال عون أمس والتي دعا فيها الراعي لقاء واتفاق مباشر بين الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لسرعة إنجاز تشكيل حكومة كفاءات.

وتحت عنوان "لبنان بين الانهيار والانفجار.. وقرار مجلس الشورى يشعل الوضع ليلا"، ركزت صحيفة "اللواء" اللبنانية على قرار مصرف لبنان المركزى بتعليق العمل بالقرار الذي يسمح للمودعين بسحب أموالهم من حساباتهم بالدولار بالعملة المحلية بسعر 3900 ليرة لبنانية للدولار، وهي قيمة أعلى من السعر الرسمي في البنوك المقدرة ب 1500 ليرة فقط، وذلك بناء على حكم صادر من مجلس شورى الدولة اللبناني (القضاء الإدارى).

وأوضحت الصحيفة أن لبنان بات على وشك الانهيار والانفجار بسبب العجز عن تشكيل الحكومة وتفاقم الأزمات.. مشيرة إلى الكلمة المتلفزة التي وجهها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للشعب اللبناني أمس والتى دعا فيها لقديم تنازلات لوقف الانهيار، مؤكدا أن لبنان فى خطر. من جانبها، استبعدت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية ما تردد مساء أمس عن نية عدد من أعضاء مجلس النواب تقديم استقالاتهم بسبب تعثر تشكيل الحكومة الذى يغرق لبنان فى العديد من الأزمات المعقدة.