يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي موعد مع فضيحة جديدة من فضائحه التي لا تنتهي في تركيا، حيث كانت أخر هذه الفضائح هو ما ذكره ألباي أنتمن، نائب رئيس مقاطعة ميرسين الجنوبية والعضو في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المُعارضة التركية والذي طلب من أردوغان وحكومته الكشف عن مصير 2.1 مليار ليرة هي إجمالي تبرعات المواطنين لمواجهة تفشي فيروس كورونا ، حيث اتهمهم بتوزيع هذه التبرعات على أنفسهم. وكان أردوغان قد أعلن عن حملة في 30 مارس الماضي تحت عنوان " نحن نكفي لبعضنا البعض يا وطني تركيا"، في محاولة لاستجداء الأموال لدعم جهود حكومته في تقديم مساعدات مالية للأتراك خلال أزمة وباء كورونا، وهي الحملة التي جمعت منذ 11 مايو حتي 24 يونيه 2.1 مليا ليرة أي ما يعادل 306.30 مليون دولار، وهي الحملة التي قابلتها المعارضة بانتقادات شديدة مؤكدة أن الحكومة هي من يجب أن تدعم شعبها، وليس إجبارهم على دفع أموال باتت مجهولة المصير. الغريب في الأمر أن فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي تهكم علي سؤال عضو حزب الشعب الجمهوري بإحالته إلى وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية، وعندما قدّم عضو حزب الشعب الجمهوري استفسارًا آخر موجهًا إلى الوزارة المذكورة، قالت له " ابحث على موقع الوزارة". وأشار عضو الحزب المعارض إلى أنه قام بتمشيط الموقع المذكور فلم يجد أي معلومات عن هذه الأموال هل تمّ إنفاقها ؟ أم يتم الاحتفاظ بها في مكان ما؟ ويتضمن موقع الوزارة فقط قائمة بأكبر الجهات المانحة، بدءًا من تبرع البنك المركزي التركي بقيمة 100 مليون ليرة (12.9 مليون دولار) ، وإجمالي المبلغ المتبرع به، وعدد التبرعات، وإجمالي المبلغ المتبرع به عبر الرسائل النصّية، وعدد تلك الرسائل. وتشمل المحتويات الأخرى مقطع فيديو لتصريحات أردوغان، وقائمة بأرقام حسابات التبرعات، ورابطًا لمديرية الاتصالات الرئاسية، ولكن بدون أيّ معلومات عن كيفية إنفاق تلك الأموال. وعبّر أنتمن عن استيائه من سوء إدارة الحملة وفسادها "لقد قالوا أننا كافون لبعضنا البعض، ولكن يبدو أنهم كانوا يقصدون أنهم سينفقون الأموال فيما بينهم". وأمام هذا التلاعب في أموال المتبرعين والتي " بلعها " أردوغان وحكومته قام عمداء حزب السعب الجمهوري بابتداع طريقة أخري لإيصال هذه التبرعات بشكل لي لمستحقيها عن طريق إطلاق حملة للمواطنين لدفع فواتير الخدمات لنظرائهم المُحتاجين الأكثر فقراً.