وغابت شمس الخال عبدالرحمن الابنودى، بعد مسيرة حافلة بالأشعار الدافئة، والكلمات الحانية والتى حفرت بحروف من نور سطور الملحمة المصرية عبر اكثر من نصف قرن، فمروراً بتأميم القنال وتشييد السد، لتصبح أشعار الابنودى عنواناً للوطنية المصرية ونبراساً منيراً لأحداث مرت على ذاكرة الوطن، أشرقت شمس الابنودى عام 1939م فى قرية أبنود بمحافظة قنا فى صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياًوهو الشيخ محمود الأبنودى، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً فى شارع بنى على حيث استمع إلى العديد من الشعراء. وكانت آخر امنيات الشاعرالوطنية الراحل الأبنودى الحضور بجانب الشعب المصرى وقت الاحتفال بقناةالسويس الجديدة فى شهر أغسطس القادم، قائلا «أنا هنا ما بينى وبينها خطوات لأنى مقيم فى الإسماعيلية، وأتمنى أننا نعمل حاجة طيبة لقناةالسويس». وكان حرص الخال، على توجيه عدد من النصائح والتوصيات للشعب المصرى قبل الرحيل، باعتباره قامة شعرية كبيرة ومعاصرا للتاريخ المصرى منذ عهد الملك فاروق مروراً بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ووصولا إلى الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى. إن الرئيس السيسى حاد الرؤية ويعد الرجل المناسب لتلك الفترة، مؤكد أن الشعب المصرى أكرمه الله بالرئيس الحالى. وكانت آخر كلمات الشاعر الراحل قبل الوفاة «عشت حياتى طفلًا وأحببت الناس والوطن، وأنا ابن فقير، عملت بيدى، أُحيى الشعب المصرى وأقول لهم يا ريت ما تنسونيش، هذه كانت وصية الخال عبد الرحمن الأبنودى، الشاعر الكبير، الذى رحل عن عالمنا صباح الثلاثاء الماضى بعد صراع طويل مع المرض، طلب فقط من المصريين أن يتذكروه، وأن يظل حاضرا بينهم بعد موته، قائلا فى تصريحات صحفية خلال مرضه وقبل وفاته بفترة أثناء احتجازه بمجمع الجلاء الطبى للقوات المسلحة، أنه اختار أن تكون مقبرته بعيدا عن القاهرة وتحديدا فى الإسماعيلية، المدينة التى انتقل الأبنودى للعيش فيها منذ سنوات، وإن كانت هذه هى وصيته للمصريين فكانت وصيته لأهله هو أن يدفن فى الإسماعيلية، وأن تقام له جنازة عادية، ولا يلف جسده أو نعشه بعلم مصر أو حتى ملاءة.