بينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي منشغلة في واقعة ركوب حمار في أحد قطارات الصعيد والجدل المشتعل بين محاسبة المسؤولين من جهة، والتعاطف مع صاحب الحمار متعسر الحال الذي قيل إنه دفع آخر ما يملك لشرائه، كان لصحيفة المساء رأي آخر في الأزمة فجر عاصفة غضب ضدها. «صحيح صعيدي.. ركب القطار المميز بحماره».. بهذا العنوان اختارت صحيفة المساء نقل الواقعة للجماهير في محاولة لإدانة فعلة المواطن الصعيدي، لكنها وقعت في اتهامات بالعنصرية والإساءة للصعايدة بتناولها.
في تفاصيل الخبر، التي لم تبتعد كثيرا عن العنوان، كتب صحفي المساء أن « مصدر مسئول بهيئة السكك الحديدية بقنا قال إنه تم وقف مسئولي القطار رقم 748 المطور عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات الخاصة بالسماح بركوب حمار في القطار المميز القادم من نجع حمادي إلى الأقصر وهو ما تسبب في موجة من الغضب والسخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي كما تقرر تغريم صاحب الحمار مبلغ 500 جنيه، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد رصدت قيام مزارع يدعي سعيد من قرية المريس بمركز أرمنت بمحافظة الاقصر باستقلال القطار محطة قرية ابنود بقنا واصطحب معه حمارا قام بشرائه من السوق في القطار القادم من نجع حمادي متجها الي الاقصر وعندما قام كمساري القطار بمحاولة انزال الحمار رفض وأكد انه سيلقي بنفسه من القطار وينتحر اذا تم انزال الحمار، وعند وصول القطار لمحطة الاقصر تم التحفظ علي الحمار وصاحبه وتغريمه 500 جنيه".
وتيرة منشورات متسارعة انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي في هجوم شرس على «عنوان المساء»، قبل الكشف عن تفاصيل أكثر في القصة، ورأت الجموع الغاضبة أن الصحفي الذي كتب الخبر ومسئول المحافظات لم يكلفا نفسهما ولو تسليط الضوء على حال الصعيدي الغلبان الذي اضطره إلى فعل ذلك، حتى لو كان العمل في حد ذاته مرفوض ويستحق الغرامة، لكن ما فعلته الصحيفة كان جريمة في حق الصعادية، قبل أن يكون جريمة في حق المهنة.
المفاجأة في أزمة عنوان صحيفة المساء أن صانعه «صعيدي أبا عن جد»، وفقا لما أكده رئيس التحرير خالد السكران في تصريحاته لصوت الأمة تعليقا على الأزمة.
وقال السكران إن «هذا بالطبع خطأ غير مقصود، ومسؤول عنه صحفي الديسك وتم اتخاذ إجراء فوري ضده بالخصم من راتبه ولم ننتظر التحقيق، لا أحد يقبل إهانة أي مصري فما بالك بالصعايدة أصالة مصر».
وأضاف السكران أن «70 في المئة من العاملين في صحيفة المساء من الصعيد، ونحن نكن كل الاحترام لهم، هذه الأخطاء غير المقصودة من الممكن أن تحدث في أي مكان، حتى كاتب العنوان نفسه لم يقصد الإساءة بالشكل الذي خرج للجمهور».
ربما كان عنوان صحيفة المساء خطأ غير مقصود ويبدو أنه لن يتكرر بعد محاسبة المقصرين، كما أكد المسئولون، لكن المؤكد أن أرشيف الصحافة لا ينسى السقطات ولا الغضب السائد في أوساط الصحفيين، وكان سيكون للرئيس الراحل جمال عبد الناصر «الصعيدي»، ومؤسس صرح الجمهورية وأحد إصداراته صحيفة المساء، رأي آخر في عنوان «صحيح صعيدي».