تُعدّ صناعة السكر فى مصر، إحدى الصناعات الاستراتيجية الهامة والحيوية، لأنها تنتج سلعة ضرورية للمواطن المصرى، يستهلكها غالبية الفئات العمرية، بما يوازى أكثر من 90% من سكان المحروسة، علاوة على ما تحرّكه، هذه القِلاع الصناعية من استثمارات بمليارات الجنيهات، وتوزيع تلك المصانع على أكثر من محافظة، بالوجهين القبلى والبحرى، وما يتضمنه ذلك، من توفير فرص العمل للآلاف من الشباب، ناهيك عن توفير هذه السلعة الاستراتيجة، للطبقات الفقيرة والمتوسطة، عن طريق بطاقات التموين، المُدعمة من الدولة، لصالح هذه الفئات المُستحقة للدعم. بنجر السكر
طفرة فى زراعة المحاصيل السكرية ظلّت مصر لسنوات طوال، تعتمد على إنتاج السكر من القصب فقط، والذى تتركّز زراعته ومصانعه فى محافظات الوجه القبلى، وعندما بدأت أزمة المياه تظهر تدريجياً، حتى وقعت أزمة سد النهضة بأثيوبيا، اتجهت الحكومة إلى ترشيد استخدام مياه الرى، وإعطاء الأولوية للمحاصيل الموفرة للمياه، مع تحجيم مساحة زراعات أخرى شرهة للمياه، مثل الأرز وقصب السكر، غير أن إنتاجية السكر من القصب، لم تكن لتحقق كفاية مصر من السكر، وبحثت المحروسة عن البدائل، وكان الأمل فى زراعة بنجر السكر فى بداية الثمانينات، والذى كان عند حُسن الظن به، حيث ساهم مع القصب فى تقليص الفجوة مابين الإنتاج والاستهلاك، وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد أكد أن إنتاجية محاصيل السكر، بلغت هذا الموسم حوالي 2 مليون و483 ألف طن، بزيادة قدرها حوالي 320.5 ألف طن عن العام السابق، ولفت الوزير إلى أن هذا رقم قياسي تحققه مصر لأول مرة، مقارنة ب2,16 مليون طن في العام السابق. اجتماع وزير الزراعة مع رؤساء مجالس إدارات شركات السكر
وأشار وزير الزراعة، إلى أن المساحة المنزرعة من محصول القصب، بلغت حوالي 248.2 ألف فدان، بزيادة قدرها 5,5 ألف فدان عن العام السابق، وأن المساحة المنزرعة من محصول بنجر السكر، بلغت حوالي 584.58 ألف فدان بزيادة قدرها 104.8 ألف فدان عن العام السابق، وأضاف وزير الزراعة، أن محصول البنجر حقق زيادة قياسية في الإنتاج، وبلغ متوسط الإنتاج من السكر حوالي 18.7 طن للفدان، مقارنة ب 18.4 طن للفدان حققها الموسم السابق، بينما الإنتاجية الفدانية في قصب السكر زادت من 33,8 إلى 34,8 طن، وأكد الوزير أن زيادة المساحة المنزرعة من محصول بنجر السكر، ترتب عليها أيضًا زيادة كبيرة في إنتاج العلف بحوالي 150 ألف طن، وبالتبعية زيادة مماثلة في الكمية المُنتجة من المولاس، وتم تصديرها للخارج، وهو ما حقق عائدًا قدره حوالي 800 مليون جنيه. قصب السكر
بحث الاستعدادات للموسم الجديد كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى قد عقد اجتماعاً موسعاً اليوم، مع رؤساء مجالس إدارات شركات السكر، بحضور الدكتور سعد نصار، مستشار وزير الزراعة، والدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، والدكتور أيمن عبد العال، رئيس قطاع الإنتاج، والمشرف على مشروع غرب غرب المنيا، وقد بحث الاجتماع الاستعداد للموسم الجديد، والذي جاء بعد نجاح تجربة زراعة البنجر، في منطقة غرب غرب المنيا، للموسم الماضي، والتي ساهمت في جذب استثمارات جديدة لمنطقة غرب المنيا، وقد أشاد الوزير بالحس الوطني لمسئولى شركات السكر، في حرصهم على دعم زراعة البنجر، وإنتاج سلعة استراتيجية يحتاجها كل أفراد الشعب، كما طالب بضرورة الإسراع في تجهيز الأرض، وتسليمها للشركات مبكراً، حتى تتمكن من زراعة محصول البنجر، في بداية شهر سبتمبر القادم، وهو ما يسهم في زيادة الإنتاج، وأكد الوزير أيضا، أنه سيتم زيادة مساحة زراعة البنجر ل 5 أضعاف العام الماضي، وطالب الوزير بضرورة زيادة إنتاجية الفدان، من 22,5 إلى 30 طنّاً، حتى يحقق المحصول عائداً اقتصادياً كبيراً. زراعة قصب السكر
إنتاج السكر والاكتفاء الذاتى وحسب تقارير وزارتى التموين والزراعة، وبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، يقدر إنتاج السكر في مصر بحوالى 2.3 مليون طن، منها 1.3 مليون طن من البنجر، والباقي من القصب، في حين يصل حجم الاستهلاك إلى حوالي 3 ملايين طن، ويتم تغطية الفجوة عن طريق الاستيراد، من خلال القطاع الخاص وهيئة السلع التموينية، ومن المتوقع أن يتم تغطية تلك الفجوة مع بدء تشغيل مصنع القناة للسكر، وهو استثمار مصري-إماراتي، في غرب المنيا في 2021 بطاقة إنتاجية 900 ألف طن سنوياً. زراعة بنجر السكر
