ترفض المطلقات والأبلكيشن بألف جنيه.. اشتراطات المدارس الخاصة لقبول الأطفال

«كل برغوت على أد دمه» لافتة يرفعها أصحاب المدارس الخاصة في وجه أولياء الأمور، الراغبين في التقديم لأطفالهم بهذه المدارس، التي زاع صيتها خلال السنوات الماضية، بعدما أصبحت تسمى بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، حيث انتشرت مسميات مدرسة «انترناشونال، بري انترناشونال، سيمي انترناشونال، خاصة لغات»، وجميعها تعطي إما شهادة ال American Diploma أو ال IGCSE، وهما نظامي التعليم الأمريكي أو البريطاني، وهما شهادة تعادل الثانوية العامة في مصر، بمصروفات مرتفعة للغاية.

إقبال أولياء الأمور على مثل هذه المدارس الخاصة، كان له عدد من الأسباب، يأتي في مقدمتها أسبابا تتعلق بارتفاع المستوى الاجتماعي والمادي والثقافي لهذه الأسر، مما يجعل لديهم رغبة في الارتفاع بالمستوى التعليمي لأطفالهم، كذلك السعي للحصول على شهادات تعليمية مختلفة كنوع من الوجاهة الاجتماعية، أيضا الهرب من المناهج التعليمية التقليدية والتي يعتبرونها «حشو» لا ينفع مستقبل أولادهم في المستقبل العملي، وأخيرا الابتعاد عن تعقيدات وصعوبات الثانوية العامة.
التقديم للمدارس الانترناشونال
لكن «خد من التل يختل» أصبحت الجملة الشائعة على ألسنة أولياء الأمور ميسوري الحال، حيث وجدوا مبالغات كبيرة في مصروفات تلك المدارس مقارنة بالخدمات التعليمية التي تقدمها لأولادهم، إلى جانب ما اكتشفوه من ابتزاز مالي لهم، فساعة تطالبهم المدرسة بتبرعات لتطوير أي شئ في المدرسة، ناهيك عن الارتفاع الجنوني الذي يواجهونه كل عام في مصروفات المدرسة.
على الرغم من كل المشكلات التي يواجهها أولياء أمور تلاميذ المدارس ال Elite أو كما يسمونها أصحابها، مدارس «النخبة»، وماذا تعني لا أحد يعلم، لكن ليس هذا ما نحن بصدده فالأمر أصبح حقا أمر بغيض، فهل يعقل أن تقيم تلك المدارس المزعومة مقابلات شخصية لأولياء الأمور ولأولادهم، بمصروفات مبالغ فيها لعمل ال Application وصلت إلى 1000 جنيه.
أول من بدع سنة الانترفيو أو المقابلة الشخصية للطالب المتقدم كانت مدارس الإرساليات، بهدف التعرف على المستوى اللغوي للطفل أو الطالب المتقدم، كذلك لولي الأمر الذي سيتولى مسؤلية المذاكرة للطفل داخل المنزل، كانت تضمن على الأقل إلمام أحد الأبوين باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألفانية، بحسب اللغة التي تدرسها المدرسة لمناهجها، لكن كانت هذه المقابلات تجرى مجانا، كما أنه لم تتطرق لأي من المعلومات عن المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي للأسرة.
التقديم للمدارس الانترناشونال
عمدت المدارس الخاصة، إلى تحديد سعر خاص لاستمارة تحديد المقابلة الشخصية، كما تشترط حضور كلا الأبوين مع الطفل المتقدم، يتراوح سعرها بين 500 و1000 جنيه، وإما أن يقبل الطفل أو لا يقبل، ليس وفقا لمعايير تعليمية بل لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان، وعن هذا قالت نورهان محمد، والدة أحد الأطفال المتقدمين للالتحاق بتنسيق الروضة في أحد مدارس حي الزمالك: «ذهبت لتقديم ورق عمر أبني في مدرسة مشهورة في الزمالك، لأنها قريبة من سكني، وملأت أبليكيشن التقديم، ودفعت 500 جنيه، لتحديد موعد المقابلة، التي من خلالها طرحوا أسئلة علي قبل اختبار الولد، وفوجئت بسؤالهم عن والد عمر، فأوضحت لهم أنني مطلقة وأن الطفل يقيم معي وأني امتلك حكم ولاية تعليميه له».
وتابعت: «السؤال صدمني للغاية، ولكني جاوبت بكل شفافية، لكني فوجئت برفض أوراق التحاق أبني عمر، بسبب أني أم مطلقة، وهم لا يقبلون المطلقات بحجة أن الطفل يجب أن يكون سوي مثل زملائه، وإلا سيكون معقد وبالتالي سيتأثر مستواه التعليمي».
وأضافت: هل يعقل أن تطرح المدرسة هذا السؤال وأن تتعامل مع المرأة المطلقة بهذا المنطق؟ وهل أصبح الطلاق وصمة تعيق مستوى أبني التعليمي؟ كما أن المدرسة رفضت إرجاع مبلغ ال 500 جنيه التي حصلت عليها مني دون سبب».
التقديم للمدارس الانترناشونال
أما سهيلة عيد، أم لطفل 5 سنوات، فتروي: «دفعنا 1000 جنيه لابلكيشن كريم أبني، أثناء التقديم له في أحد مدارس مدينة 6 أكتوبر، وهي مدرسة إنترناشونال معروفة، وكنت استعد أنا وأبني للمقابلة وراجعت معه كل الأسئلة التعليمية التي نتوقعها في المقابلات المدرسية، مثل الالوان والارقام والحروف الانجليزية وبعض الجمل، لكني فوجئت أنا وزوجي أن الأسئلة توجه لنا وليس لكريم، فسألني المدير عن النادي المشتركين فيه، لماذا لا يلعب أبني أي لعبة هناك؟ كما سألوني عن المستوى الاجتماعي والمادي لصديقاتي، فرفضت الإجابة عن السؤال لأنه أمر شخصي ولا يعني المدرسة في شئ».
وتابعت: «أبليكيشن تقديم المدارس يضم أسألة غريبة، لا أعلم ما اختصاصها في تعليم أبني، فمثلا تجد سؤال عن النادي المشاركين فيه، نوع العربية التي نمتلكها، كم عدد السيارات داخل المنزل، أي نقضي فترة الصيف، هل سافرنا إلى أي دولة، هل سبق للطفل السفر خارج مصر، أسم البنك الذي نتعامل عليه، وأسألة أخرى لا تتعلق بأي شئ يخص التعليم».
من ناحيته، أكد مصدر مسؤل داخل مجلس إدارة أصحاب المدارس الخاصة، أن الأسعار المبالغ فيها للابلكيشن تحددها إدارة المدرسة، مرجعا أهميتها إلى ضمان جدية ولي الأمر الذي يكون في أغلب الأحيان مقدم لطفله في أكثر من مدرسة، كذلك فإن المدارس يكون لديها التزام بعدد محدد من الأطفال داخل كل فصل ولا يمكن تجاوزه، لذا نفرض رسوما على ولي الأمر أثناء التقديم.
وأشار، إلى أن هناك اخصائي نفسي يحضر المقابلة الشخصية للطفل وأسرته، لتحديد السمات الشخصية لكل طفل، موضحا أن أي مبلغ دفعه ولي الأمر في الأبليكيشن، يتم خصمه من المصروفات الدراسية في حالة قبول الطفل، بينما يتم رد الفلوس في حالة رفض أوراق الطفل، إلا أن الغالبية من المدارس ترفض هذا الإجراء وتتعلل بحجج واهية، لكن إذا اشتكى ولي الأمر في لجنة التعليم الخاص في الإدارة التعليمية التابع لها المدرسة.