إذا كنت من المقبلين علي أول تجربة للتقديم لإبنك أو ابنتك في »كي جي 1» بإحدي المدارس الخاصة المشهورة أو الدولية أو بلغة السوق ال»ناشونال»، أوال»الانترناشونال»، التي تتم هذه الأيام للقبول في العام الدراسي الجديد 2017- 2018، فاستعد جيدا لأنك مقبل علي عملية فرز ربما تشبه مايحدث في »سوق النخاسة» الذي ولي عصره، لكنه عاد بنفس شكله في الحقوق التي منحتها إدارت هذه المدارس لنفسها عند اختيار الطالب ومعه ولي أمره، ولا يكفي أن تكون من المقتدرين ماديا لتحمل الأرقام الفلكية لمصروفات هذه المدارس، ، ففي المواجهة الأولي من ذلك »السوق» يجب أن تخضع »للأبلكيشن» وسعره يتراوح من 500 إلي ألف جنيه ولا يتم رد المبلغ في حالة الرفض، ويتم فيه اختبار والد الطفل ووالدته كل بمفرده وباللغة الإنجليزية وفي بعض الأحيان بالفرنسية أيضا، والرفض قد يكون بسبب وظيفة الأب أو الأم، أو »ماركة» السيارة، أو »ماركة» ملابس الطفل، وربما شكل حذائه. لا يقف الأمر عند هذا الحد، ففي حالة التوفيق في كتابة »الأبلكيشن» سوف تنتقل إلي مرحلة المقابلة الشخصية »الإنترفيو»، وتبدأ بالاستماع إلي أسئلة من نوعيه، ما آخر فندق نزلت فيه مع أسرتك، ومن أي محل تشتري ملابسك، ومتي كان آخر مصيف للعائلة، والنصيحة دائما تأتي لك همسا في أذنك ممن سبقوك، بأن تذكر »براندات» وأسماء محلات عالمية ويفضل أن يكون المصيف خارج مصر، وتستطيع أن تفعل مافعله أحدهم حيث استأجر سيارة »لامبورجيني» ليوم واحد في يوم المقابلة الشخصية وتضع مفاتيحها أمام »أصحاب السوق» من باب التباهي والفشخرة، وطبعا كله يهون علشان ابنك أو ابنتك، ولاتنتهي حكايات أولياء الأمور في التقديم لمرحلة ال »كي جي 1» بالمدارس الخاصة والدولية مع عمليات الفرز التي تتم في بعض المدارس بمهانة شديدة، فهذه يسرا محمد، أم تقطن في حي راق بمدينة الشيخ زايد، ظلت لمدة 5 شهور تبحث عن مدرسة مناسبة لابنها »محمد» بمدينة 6 أكتوبر أو الشيخ زايد، واكتشفت أن موعد التقديم للمدارس الخاصة يبدأ في شهر يناير وحتي فبراير، وفي مدرسة ».....» الدولية، تمت المقابلة الشخصية للأب والأم والطفل، ليأتي يوم المقابلة، ويتم اختبار الطفل في غرفة منفصلة عن الأب والأم، ورفضت إدارة إحدي المدارس ابني لأنه خلال »انترفيو» قام بأخذ القلم من المدرس الذي يقوم بامتحانه، فاعتبروه أنه يميل للعنف، وتوضح أنه بعد أن يقوم الطفل بالمقابلة، يتم تحديد موعد أخر للأب والأم لإجراء المقابلة الشخصية معهم، التي يتم فيها التركيز علي »نوع السيارة»، و»ماركة» الملابس والأحذية، وطبيعة العمل، والسؤال الأهم هو، هل الأسرة مشتركة في أحد النوادي أم لا، وما هي »الحضانة» التي التحق الطفل بها في صغره، وما هو دخل الأسرة، وكل تلك الأسئلة للجميع تكون باللغة الإنجليزية. أما محمد وهبي ولي أمر فقد قدم لابنته مريم في »مدارس..... الدولية» بالتجمع الخامس، وقبل الذهاب للمقابلة قام بشراء ملابس جديدة له ولابنته وزوجها من »ماركة» شهيرة وطبق نصيحة أحد الأصدقاء بتأجير سيارة فارهة، ورغم ذلك لم يتم قبول ابنته، لأنها بالنسبة للمدرسة دون المستوي الإجتماعي والتعليمي، ويتساءل: »هل يجب أن نكون من عائلة باشوات وأن تعرف ابنتي التي لم يتجاوز عمرها 3 سنوات ونصف الحديث في كل شئ باللغة الإنجليزية؟». وتقول ريم فتحي والدة الطفل أدهم إنها تقدمت بأوراق ابنها في مدرسة »فيكتوريا كولدج» بالسادس من أكتوبر، وكان ابنها خائفا في المقابلة الشخصية، وظلت ساعة كاملة تستعطفهم لتكون معه، وجاءت الأسئلة للطفل عن الألوان والأشكال، وهل إذا ما كانت الشمس تسطع بالنهار أم بالليل؟ والطفل ارتبك ولم يستطع الإجابة، فطلبت المعلمة منه أن يغني أغنية باللغة الإنجليزية، ولم يستطع الطفل لتقوم بعرض صورة سمكة، وسألته هل هي تعوم في البحر أم في حمام السباحة ؟، فلم يجب الطفل، فطلبت المعلمة منه أن يغلق »سوستة» شنطة مفتوحة، فقام بإغلاقها لكن ليس لنهايتها، لتنهي المعلمة المقابلة، وترفض الطفل، بسبب أنه مرتبك.. وأكدت غادة والدة الطفل مهند، إنها بحثت عن مدرسة مناسبة لابنها لمدة 3 شهور، وخاضت هي وزوجها وطفلها اختبارات بإحدي المدارس، قائلة أنها »شافت العجب»، بسبب الأسئلة الصعبة، وبعد اجتياز المقابلة الشخصية، بنجاح، أبلغوها بعد شهر من الاختبار، أنه تم رفض ابنها رغم اجتيازه الاختبار بنجاح، وأبلغوها أن الأولوية للأطفال أصحاب الدرجات الأعلي اجتماعيا.