اقتحم مستوطنون إسرائيليون متطرفون المسجد الأقصى من باب المغاربة صباح اليوم الأربعاء، ونفذوا جولات استفزازية فى مرافقه بحماية وحراسة عناصر من الوحدات الخاصة فى شرطة الاحتلال. ويتجمع عشرات المستوطنين فى باحة حائط البراق وهو الجدار الغربى للمسجد الأقصى، للبدء بفعاليات إحياء ذكرى ما يسمى "إعلان استقلال إسرائيل". وكانت منظمات "الهيكل المزعوم" دعت لهذه المناسبة إلى حشد المئات من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى طيلة يوم غدٍ الخميس، ورفع أعلام دولة الاحتلال داخله، والمشاركة فى مسيرات واقتحامات، ستستمر منذ الساعة 7:30 صباحا، وحتى الساعة 6:00 مساءً بالتوقيت المحلى. وحسب نص الدعوات، ستشارك فى هذه المسيرات والاقتحامات كافة المنظمات اليهودية وجماعات الهيكل المزعوم، وعدد كبير من أفراد المنظمات والأحزاب السياسية، وسيحاول عدد من قيادات منظمات الهيكل رفع أعلام الاحتلال داخل الأقصى. وتأتى اقتحامات اليوم الأربعاء، تزامنا مع دعوات أحزاب ومنظمات وشخصيات يهودية متعددة لأنصارها للمشاركة فى اقتحامات واسعة ومتتابعة ومتتالية للمسجد الأقصى اليوم وغدا، تحت عنوان "جبل الهيكل بأيدينا"، إحياءً لذكرى قتلى الاحتلال واحتلال القدس بحسب التقويم العبرى. وجاء فى الإعلانات التى نشرتها عدد من المواقع الإعلامية التابعة لهذه الجماعات والمنظمات، "أن مجموعة من منظمة 'طلاب لأجل الهيكل' ستنفذ اليوم الأربعاء اقتحاما واسعا للأقصى المبارك، ووقفة حداد داخله، وتأدية صلوات تلمودية، ودعوات خاصة بجنود الاحتلال داخل الأقصى". وحسب الإعلانات، "تنوى هذه الجماعات عرض بعض قصص جنود الاحتلال على المجموعات المقتحمة داخل الأقصى، وتشغيل تسجيل صوتى لمذيع الجيش 'الإسرائيلي' 'موردخاى جور' وهو يصرخ فى المذياع عام 1967 ويقول: "جبل البيت بأيدينا.. جبل الهيكل بأيدينا. .. على كل القوات وقف إطلاق النار". ولفتت الدعوات إلى أن "طلاب لأجل الهيكل" سيستمعون لهذه العبارة طوال فترة الاقتحام، وسيتم تشغيلها على هواتفهم أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى. وعلى جانب آخر اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فى ساعات متأخرة من الليلة الماضية ثلاثة شبان من فلسطينيى الداخل (عرب48) فى مدينة إيلات بتهمة "التكبير". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الشرطة اعتقلت ثلاثة من "أبناء الأقليات" فى العشرينات من العمر للاشتباه فيهم بإطلاق صيحات الله اكبر عبر نافذة منزلهم لدى اطلاق الصافرات مساء امس ايذانا ببدء يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلى. وأشارت إلى أن "الشبان الثلاثة اعترفوا خلال التحقيق بما نسب إليهم ولكنهم ادعوا بانهم قاموا بهذه الفعلة خطأ". ويعيش نحو 1.7مليون عربى فى إسرائيل ويحملون جنسيتها من إجمالى عدد السكان البالغ نحو 8.3 مليون نسمة، ويطلق عليهم "فلسطينيو الداخل" أو "عرب48" وهم الذين لم يغادروا مدنهم وقراهم لدى إعلان قيام إسرائيل عام 1948. اضافة.. من ناحية أفادت إحصائية أعدها المركز الإعلامى لشئون القدس والأقصى "كيوبرس" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت 100 فلسطينى من داخل المسجد الأقصى المبارك منذ بداية عام 2015 وحتى العشرين من شهر أبريل الجاري. وقال المركز، فى بيان صحفى اليوم، إن شرطة الاحتلال المتمركزة فى أرجاء المسجد الأقصى صعدت فى الآونة الأخيرة من سياسة الإبعاد عن الأقصى بحق المصلين من الرجال والنساء والأطفال، لتطال أيضا عمال الأوقاف وسدنة المسجد والموظفين العاملين فيه.مشيرا إلى أنها وجهت لغالبية المعتقلين تهم التكبير أو التصدى لاقتحامات المستوطنين للمسجد. وأشار إلى أن قوات الاحتلال فرضت قبل العام 2010 أوامر إبعاد عن الأقصى على بعض الشخصيات الدينية والوطنية، ومنهم رئيس الهيئة الإسلامية بالقدس الشيخ عكرمة صبرى ورئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى الشيخ رائد صلاح، والشيخ يوسف الباز من اللد وآخرون، بالإضافة لإبعاد العديد من المصلين. واعتبر أن حدة الاعتقالات والابعادات تزامنت مع انطلاق مشاريع العلم والرباط فى رحاب المسجد التى كان لها دور بارز وكبير بتواجد المصلين وانتشارهم فى الباحات منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات ما بعد الظهر، الأمر الذى اعتبره الاحتلال "حجر عثرة " فى وجه المستوطنين. وحسب الإحصائية، فإنه فى عام 2011 تم اعتقال وإبعاد 70 مصليا وحالات أخرى تم استدعاؤهم من طرف المخابرات للتحقيق ومعظمهم من فئة الشباب من أهل الداخل، عدا عن حالات أخرى استهدف من خلالها شبان مقدسيين، وفى العام 2012 سجل أكثر من 15 حالة اعتقال وإبعاد، أما عام 2013 سجل 21 حالة. وفى العام 2014، تصاعد العدد بشكل كبير وملحوظ، وسجلت فيه نحو 150 حالة 45 منها للنساء، ومن بداية عام 2015 حتى اليوم سجلت 100 حالة معظمها من النساء المقدسيات من مختلف الفئات العمرية.