ألقى السفير باسم خليل، سفير مصر فى زيمبابوى، محاضرة بالمعهد الدبلوماسى الزيمبابوى حول الأخطار التى تهدد السلم والأمن الأفريقى ودور الدبلوماسية الدولية فى التصدى لذلك "Threats to African Peace & security: the Role of Diplomacy and the way forward"، وذلك فى ندوة خاصة، حيث قام مدير المعهد الدبلوماسى بالدعوة إليها لهذا الغرض وحضرها عدد من سفراء الدول العربية والأفريقية والأوروبية فى هرارى، بالإضافة إلى عدد من المسئولين بالحكومة الزيمبابوية، فضلاً عن الطلاب الدارسين بالمعهد. أوضح السفير المصرى أن الإرهاب يمثل أحد أكبر التحديات التى تهدد السلم والأمن الأفريقى، كما أنه يمثل تهديدًا رئيسيًا للأمن والسلم للعالم بأسره، وليس فقط القارة الأفريقية أو منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الإرهاب لا يؤدى فقط إلى قتل وترويع الأبرياء، وإنما يدمر دولاً بأكملها مثل ليبيا، العراق، سوريا، واليمن، بالإضافة إلى التهديد المباشر الذى يمثله الإرهاب لدول مثل مصر، تونس، كينيا، نيجيريا، مالى، وتنزانيا. كما قدم السفير نبذة مختصرة حول الإرهاب الذى تقوم به جماعة الإخوان المسلمين فى مصر منذ نشأتها فى عام 1928 حتى توليها الحكم عام 2012، وفى ضوء السخط الشعبى الكبير على سياسات الرئيس السابق مرسى طالب نحو ثلاثين مليون مصرى بإجراء انتخابات رئاسية جديدة فى 30 يونيو وهو ما حرص الجيش المصرى على عزله. و أضاف أن مصر تشن حرباً شرسة ضد الإرهاب بقيادة الرئيس المصرى المنتخب عبد الفتاح السيسى، وليس هناك شك فى أن مصر وشعبها سيدحران هذا الإرهاب ويقضيان عليه من جذوره. تطرق السفير كذلك إلى الأزمة الليبية وحالة الفوضى العارمة التى طالت هذا البلد الذى كان فى السابق يعتبر من أكثر الدول ثراءً واستقرارًا فى منطقة الشمال الأفريقى، إلا أن تدخل الناتو للإطاحة بنظام القذافى أفرز فراغًا سياسيًا مدمرًا داخل ليبيا استغلته الجماعات الإرهابية للسيطرة على الدولة ومن أهمها تنظيم داعش. كما تناول أيضًا الأعمال الإرهابية العديدة التى حدثت مؤخرًا فى عدد من الدول الأفريقية وهى تونس، نيجيريا، كينيا، والكونغو الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الإرهاب أصبح يهدد كافة أركان القارة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، منوهًا إلى الظاهرة الجديدة التى بدأت تظهر وهى قيام الجماعات الإرهابية مثل "داعش" فى الشمال الأفريقى، و"بوكو حرام" فى الغرب الأفريقى، و"شباب المجاهدين" فى الشرق الافريقى، بالتحالف سويًا لكى يصبحوا أكثر قدرة على ضرب الدول الأفريقية وترويع شعوبها. وفيما يتعلق بدور الدبلوماسية فى مواجهة ذلك أشار السفير المصرى إلى ضرورة أن يولى قادة الدول الأفريقية عملية التصدى للإرهاب أهمية قصوى خلال اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقى، وكذلك خلال اجتماعات التجمعات الأفريقية المختلفة، مع إمكانية النظر فى تكوين قوة أفريقية مشتركة للتدخل السريع لمواجهة أى عمليات إرهابية كبيرة تهدد الدول الأفريقية والتى لا تستطيع تلك الدول مواجهتها بمفردها، وذلك على النحو الذى قامت به جامعة الدول العربية بشأن إنشاء تحالف عسكرى عربى مشترك للتعامل مع التهديدات التى تؤثر على أمن وسلامة الوطن العربى، وما يقوم به هذا التحالف حاليًا من ضرب ميليشيات الحوثيين الإرهابية فى اليمن لمحاولة استعادة النظام الشرعى للحكم فى اليمن.