ساعات قليلة ويضع منتصف الليل نقطة النهاية فى المدة المقررة للتوصل إلى اتفاق متوازن يرضى ويراعي مصالح جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات لوزان بشأن برنامج إيران النووى، حيث وصلت تلك المحادثات القائمة حاليا بين إيران والسداسية إلى ساعات الحسم وسط غموض يكتنف نتائج تلك الجولة الأخيرة فى سلسلة مفاوضات طويلة استمرت على مدى سنوات بهدف تقييد أية محاولة تمكن إيران من صنع قنبلة ذرية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها والتى أجهدت الاقتصاد الإيرانى . ساعات الحسم تقترب ويتصارع فيها التفاؤل والإيجابية مع اليأس والإحباط بشأن نتائج المفاوضات، ورغم ذلك فإن الأمل لايزال معقودا بصدور صيغة تستحق جهد ومعاناة المفاوضين فى صفقة تستحق التفاوض، وعلى الطرف الآخر تشخص أبصار أغلب دول العالم إلى مدينة لوزان السويسرية مترقبة إنجاز المهمة وشروق شمس والاتفاق لما سيترتب عليه من انعكاسات عديدة ومباشرة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع . بعض التقدم يلوح فى الأفق فى شكل أفكار جديدة سرعان ما يخبو ويضل الحل طريقه ولا يتم العثور عليه ، ومفتاح التوصل إلى اتفاق من وجهة نظر طهران يتمثل فيما وصفه وزير خارجيتها جواد ظريف بالاختيار الاستراتيجي بين الضغوط والحظر والتعامل والتوافق ، وكذلك وصفه لقاءاته مع نظيريه الألماني والفرنسي بالجيدة، وبأنهم يمتلكون فهما أفضل للقضايا يبيح الشعور بالأمل بنجاح المفاوضات من خلال تفاهم مشترك يتيح الخروج بحل شامل بخصوص البرنامج النووي الإيرانى . مسألتان أو ثلاث لا تزال محل خلاف بين إيران ومجموعة الوسطاء الدوليين ، وتأتى مسألة آليات رفع العقوبات فى صدارة المسائل العالقة بين الطرفين ، حيث تصر إيران على إلغاء جميع القرارات التي يبناها مجلس الأمن الدولي ضدها ، بالإضافة إلى رفضها إرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج وتقديمها حلولا لطمأنة الدول الكبرى بشأن مخزونها من اليورانيوم. جولة لوزان عمل كثير تراكم إلى درجة بات من غير المسموح به الحديث عن الفشل ، وتمديد مدة التفاوض ، وحرص وزراء خارجية الدول الكبرى على المشاركة فيها يعكس مايبديه المفاوضون "إيران ومجموعة 5+1" من تصميم على التوصل إلى تسوية نهائية تتيح المجال لإبرام اتفاق نهائي يثبت التزام طهران بعدم امتلاك سلاح نووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها . كانت جولة المفاوضات الحاسمة بين إيران والسداسية الدولية التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا قد انطلقت في مدينة لوزان السويسرية في 26 مارس الحالى ، وبذل الطرفان جهودا دبلوماسية لإعداد القسم السياسي من الاتفاقية قبل نهاية مارس، تمهيدا لإنجاز الاتفاقية الشاملة قبيل نهاية يونيو المقبل. شارك في اللقاء الذي ترأسته مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وزراء خارجية روسيا سيرجي لافروف والولايات المتحدة جون كيري، وفرنسا لوران فابيوس، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، وبريطانيا فيليب هاموند، والصين وانج يي.