بعد غياب سنوات عديدة عن الدراما التليفزيونية، قرر محمد سعد هذا العام أن يعود إلي الشاشة الصغيرة بفكرة مسلسل وصفها بالمختلفة والجريئة، وفي السطور القادمة يتحدث سعد إلي «صوت الأمة» عن مسلسله الجديد «شمس الأنصاري» وعن تعاونه مع المخرج جمال عبدالحميد ومشاركة نجوم الدراما له في عمله الجيد مثل فاروق الفيشاوي ومحمود الجندي، كما يتحدث عن جديده السينمائي مع المنتج أحمد السبكي. بداية ما شعورك بعد تواصلك مؤخراً مع وسائل الإعلام وهل وجدته إيجابياً أم سلبياً؟ أعتقد أن هناك اختلافاً إيجابياً بالتأكيد، خاصة بعد أن تفهم كل من تعاملت معهم طبيعة شخصيتي، والضغوط العصبية التي تلازمني مع تصوير أعمالي، وتأكدهم أنني لست الشخص الذي كان يتصورونه ويرسمون له صورة مغايرة تماماً للحقيقة، حتي إن البعض اعتبر أن ابتعادي عن الصحافة نوع من الغرور، لكن الحقيقة أنني كنت و لازال أفضل التحدث مع وإلي وسائل الإعلام عندما يكون هناك مشروع فني جديد، سواء كان فيلماً أو مسلسلاً، لكن للأسف قلة قليلة تفهمت هذا بشكل خاطئ وبدأوا استغلال تركيزي في عملي وابتعادي عن الإعلام وهاجموني في شخصي وأعمالي. طال بحثك عن فكرة مسلسل تعود به إلي الدراما بطلاً بعد سنوات من الغياب وبعد أن وجدت الفكرة العام الماضي قررت تأجيلها نتيجة عدم ثبات الأحداث ألا تري أنه كان من الأفضل أن تؤجلها هذا العام مرة أخري بعد أن وصلك أنباء عن المنافسة خلال رمضان القادم؟ أنا ضد فكرة تأجيل أي عمل بأي شكل لأي ظروف، لأننا في هذه الحالة لن نجد أعمالاً نقدمها ولن يجد المشاهد أعمالاً يشاهدها، وإذا تحدثنا عن شهر رمضان بشكل خاص، فسأقول إن فكرة تأجيل أي مسلسل مرفوضة بالنسبة لي، لأن رمضان في مصر تحديداً له طقوس خاصة جداً، ودائماً وأبداً ومنذ ظهور التليفزيون، كان ولايزال هو الرمز الذي تجتمع حوله الأسرة لمتابعة المسلسلات بعد انتهاء كل فرد من طقوسه الدينية، وعادة ما يبحث المشاهد عن العمل الجيد ويتابعه، وكلما ازدادت الأعمال كانت المنافسة أجمل، لأننا نجد أن كل فرد في الأسرة يتابع عملاً مختلفاً عن الآخر، وهو ما يؤدي في النهاية إلي حالة ترويجية لمعظم الأعمال المعروضة عندما يتحدث كل منهم عن المسلسل الذي جذبه ويتابعه. هل يمكن أن نعتبر ذلك تحدياً من محمد سعد لنفسه ولمكانته السينمائية ولزملائه ولجمهوره وأخيراً للنقاد؟ ولماذا نعتبره تحدياً ومنافسة أو ما شابه؟ دعنا نعتبر أن هدفي هو دخول كل بيت مصري عن طريق مسلسل جيد لأضفي حالة من السعادة علي المشاهد المصري، خاصة في ظل فريق عمل يضم فنانين كباراً أتواجد بينهم، وبالمناسبة، أنا لن أستطيع أن أصف لك حالة الحب السائدة في كواليس العمل، فكل فريق العمل بلا استثناء يتابع تصوير مشاهد زملائه، ودائماً ما يقوم كل منا بتحفيز الآخر، حتي إننا نصل في بعض الأحيان إلي أننا نتغزل في أداء كل منا، ويعود ذلك إلي طريقة كتابة العمل الممتازة التي أعطت لكل فنان منا مساحة كبيرة من الأداء التمثيلي، وهذا عكس ما يحدث في السينما نظراً لارتباط الفنان بعدد مشاهد معينة ووقت محدد، لكن في الدراما نحن نتحدث عن 30 حلقة يتواصل خلالها إحساس الممثل بالشخصية التي يجسدها. اختيارك لفكرة شمس الأنصاري تثبت إعادة ترتيبك لوجهة نظرك الفنية خاصة وكما يبدو من قصة العمل أنك تعيد صياغة فكرة أدهم الشرقاوي الناجحة لكن بشكل عصري؟ بالفعل هذا ما كتبه الأستاذ جمال عبدالحميد، وعندما عرض علي المعالجة انتابتني حالة غير طبيعية من السعادة، ومن الصعب أن أصف لك رد فعلي، لكن يكفي أن أقول إنني قرأت العمل في ليلة واحدة، ولم أكتف بقراءة المعالجة الدرامية فقط، وبعدها قررت أن هذا هو الوقت الذي أقدم خلاله عملاً درامياً جيداً بقصة جيدة. هل يعود أحد أسباب اختيارك لهذه الفكرة إلي القهر النفسي الذي تعيشه الغالبية العظمي من المصريين وأمنياتهم الدائمة بالانتقام المباشر وغير المباشر من كل ظالم أملاً منهم في عودة جزء من كل حقوقهم حتي لو عن طريق طرف ثالث؟ مسلسل شمس الأنصاري حدوتة اجتماعية بعيدة تماماً عن السياسة، حدوتة قد نسمع عنها في مدينتنا أو قريتنا أو في منازلنا، بها الكثير من مشاهد الحركة والأكشن، أبدع في إخراجها أستاذي جمال عبدالحميد، ويوجد بها أيضاً لمحة كوميدية ممتازة، ولو تحدثنا بشكل فني سنجد أن المشاهد دائماً ما يفضل الحدوتة التصاعدية التي يواجه خلالها البطل الظلم خاصة لو كان الظلم أشد قوة منه، وسنجد هذا في الأعمال العالمية أيضاً مثل فيلم العظماء السبعة مثلاً، والمشاهد بشكل عام يفضل القصص التصاعدية التي ينتقل خلالها البطل من الفقر إلي الأموال والسُلطة، وهنا يتوحد المشاهد مع البطل ويتمني أن يكون مكانه، ومن هنا أيضاً يأتي حب المشاهد لهذه النوعية من القصص والحواديت. * ما سر اختيارك لأسماء الشخصيات التي تجسدها في معظم أعمالك كاسم تجاري للعمل حتي بعد اتجاهك للدراما اتخذت النهج نفسه وقمت باستبدال اسم شمس الأنصاري بدلاً من الأبعدية؟ تمت كتابة المسلسل منذ البداية حول حياة شخص اسمه شمس الأنصاري، أما الأبعدية فهو اسم مكان في أحداث المسلسل، وكل ورق العمل، سواء المعالجة أو السيناريو معنون باسم "عن حياة شمس الأنصاري" لأن اسم شمس هنا له رمز معين يقصده الأستاذ جمال عندما كتب القصة، وقد تكون الجملة التي كتبها ويقول فيها الفنان الكبير فاروق الفيشاوي: "الشمس مخنوقة وعايزة تطلع من السحاب" شرحاً لما يقصده الأستاذ جمال من قصة العمل، وهذا هو أجمل ما في كتابة العمل، أن كل جملة مكتوبة يمكن أن يقولها الفنان بأكثر من شكل وطريقة. ما الاختلاف النفسي وليس الفني بين محمد سعد في مسلسلات ومازال النيل يجري والشارع الجديد ومن الذي لا يحب فاطمة والفجالة وبين محمد سعد في مسلسل شمس الأنصاري؟ الفارق النفسي الوحيد هو البطولة المطلقة، رغم أنني أريد التأكيد أن كل ممثل في هذا العمل يصنع ملحمة فنية منفردة من خلال الشخصية التي يجسدها، وهناك مباراة فنية بين فريق العمل وكل منا يستمتع بأداء زميله أمامه، بداية من الدكتورة سميرة محسن، أو الأستاذ فاروق الفيشاوي، أو الأستاذ سعيد عبدالغني، أو الأستاذ محمود الجندي، أو أحمد سعيد عبدالغني، أو شعبان حسين، فنحن نتحدث عن خمسة وعشرين فناناً يقدمون أفضل ما لديهم. في الحقيقة ما كنت أقصده هو ما الفرق بين محمد سعد في لوكيشن تصوير مسلسل ومازال النيل يجري وبين لوكيشن تصوير شمس الأنصاري؟ «ياه علي الخطفة.. إنت خطفتني جامد قوي ورجعتني سنين علي خوانة»، ثم صمت قليلاً وابتسم وقال: في لوكيشن ومازال النيل يجري كان هناك شاب اسمه محمد سعد يقف خلف الكاميرا ويتابع كل شيء من بعيد، وكل ما يتمناه في حياته أن تزداد جمل حواره وتزداد عدد الكلمات التي يقولها، خاصة أن المسلسل كان به عدد كبير من النجوم وكنت لاأزال في بداية مشواري، لكن في الحقيقة نفسياً هناك فرق كبير. هل لا تزال ملتزما بالحضور إلي الاستديو في مواعيد التصوير أم تأتي متأخراً بعض الوقت؟ كنت ولا أزال أحضر إلي الاستديو قبل التصوير بساعتين علي الأقل. هل تفاوضت في الأجر أم خفضت أجرك أم أن الشركة المنتجة وافقت علي الرقم الذي قمت بتحديده؟ نقطة الأجر لا تهمني علي الإطلاق، ولا يمكن أن يتسبب الأجر في أي خلاف بيني وبين أي جهة إنتاجية، لأنني أعتبر ظهوري علي شاشة السينما أو التليفزيون هو أجر في حد ذاته، وفي الحقيقة كل ما أنتظره من هذا المسلسل هو رد فعل جيد من الجمهور بعد أن ينال العمل رضاهم، ويشعر الجمهور أنني اجتهدت في تقديم أفضل ما عندي، وهذا أهم بالنسبة لي من نقطة الأجر الكبير أو الصغير، لأن أي فنان لن يكون راضياً أو سعيداً إذا تقاضي أجراً كبيراً عن عمل غير جيد، وهذا يثبت أن العمل الجيد أفضل له وللجمهور من ملايين الجنيهات. هل تخطط للتواجد علي الخريطة الدرامية الرمضانية خلال العام القادم؟ هذا يعتمد علي الأفكار نفسها، وإذا وجدت الفكرة التي تساعدني علي أن أكون ضيفاً علي المشاهد لعامين متتاليين، لأن التواجد لمجرد التواجد غير مقبول. وهل هناك جديد بالنسبة للسينما؟ أحضر حالياً لفيلم جديد مع المنتج أحمد السبكي تحت اسم "كاتم صوت" من المفترض أن يبدأ التصوير بعد انتهائي من تصوير المسلسل ليتم طرحه في دور العرض في موسم العيد الكبير، وتدور سعيد جدا بتعاوني مع الفنان القدير فاروق الفيشاوي