تحولت العلاقة بين مجلسي الشعب والوزراء من تعاون مفترض أن يحدث إلي خناقة!! وانقطعت حرارة الاتصال بين رئيسي المجلسين دكتور سعد الكتاتني ودكتور كمال الجنزوري ليصبح الشعب المصري بالنسبة لهما خارج نطاق الخدمة!.. الاختلاف بين رئيسي المجلسين وصل إلي مرحلة الاتهامات المتبادلة!.. رئيس مجلس الشعب يقول رئيس الوزراء هدد بحل المجلس ورئيس الوزراء يقول لم يحدث! رئيس مجلس الشعب يقول إن تهديد رئيس الوزراء حدث في حضور الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيس الوزراء يصر علي نفي ذلك! والحكم والشاهد الوحيد للواقعة الفريق سامي عنان صامت لايتكلم ! والشعب المسكين يقف موقف المتفرج وتقتله الحيرة ولايعرف أي الرئيسين يصدق وايهما الصادق وايهما الكذاب! الناس تضرب اخماسا في اسداس ولاتعرف من المخطئ ومن المصيب! مؤسستان من أكبر مؤسسات الدولة تتصارعان! ويصر رئيس كل منهما أنه علي صواب والآخر علي خطأ! وهكذا تحولت مصر إلي بلد الجزر المنعزلة! والفرق المتناحرة.. كل فريق يلعب لحسابه.. حتي لو أدي ذلك إلي خراب البلد وجوع الناس وتهديد امنهم وسلامتهم! مجلس الشعب في واد.. ومجلس الوزراء في واد والمجلس العسكري ولا هو هنا! بالرغم من أنه يملك طبقا للإعلان الدستوري زمام الأمور وفصل الكلام! كلمة أوكلمتان كانت كفيلة بوضع النقط فوق الحروف لو خرج الفريق سامي عنان وقال حدث أو لم يحدث ! كانت الامور حسمت وعرف الناس ايا من رئيسي المجلسين صادق القول والآخر يكذب عليه! ليستمر المسلسل العبثي واللامعقول الذي يعيشه الشعب المصري منذ اندلاع الثورة وحتي الآن! وكأن الله كتب علي هذا الشعب أن تتحول حياته إلي جحيم بسبب المسئولين عنه والذين اقسموا علي رعاية مصالحه وصيانة حقوقه! الصراع في الشوارع والميادين كان مقصورا علي المنطقة المحيطة بميدان التحرير والتي شهدت ميلاد الثورة الشعبية.. كانت الصراعات في الفترة الماضية مقصورة علي هذا المربع شارع قصر العيني وشارع مجلس الشعب ومحمد محمود ومنطقة ماسبيرو لتمتد مؤخرا لتصل إلي المنطقة المحيطة بوزارة الدفاع بميدان العباسية وشارع الخليفة المأمون ولاندري غدا ماهي الشوارع والميادين المرشحة لتكون مسرحا للصراع! كل ذلك يحدث لأن كل فريق من الفرق المتصارعة لايضع مصلحة الشعب نصب عينيه ! كل فريق رأسه وألف سيف الا يتنازل قيد أنملة عن مطلب من مطالبه الشخصية وسعيه نحو السلطة! كل فريق يصر علي أن تكون العصمة بيده! والشعب المسكين لايعرف إلي من يلجأ ليحصل علي حقوقه.. فلا دستور حتي الآن ورئيس الجمهورية في علم الغيب فلا أحد يعرف إن كانت انتخابات الرئاسة ستصل إلي بر الأمان أم ستتحول الشوارع والميادين إلي بحور من الدم قبل اجرائها ! الفوضي هي العنوان تخيلوا واحدا من الذين لاتنطبق عليه الشروط الموجودة في الإعلان الدستوري الذي هللوا له ووصفوه بغزوة الصناديق! استبعاد هذا المرشح من قبل اللجنة القضائية المعنية بانتخابات الرئاسة لم يعجب الباشا فطلب من انصاره الاعتصام في ميدان التحرير ولما وجد ان هذا الاعتصام لايجدي طلب من انصاره التوجه إلي مقر وزارة الدفاع لمحاصرتها ورأسه وألف سيف الا ينفض الاعتصام إلا بعد الغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري واستقالة اللجنة القضائية المشرفة علي انتخابات الرئاسة ليتزامن ذلك مع مطالبة مجلس الشعب بسحب الثقة من الحكومة واستقالتها وتعليق الجلسات حتي يتحقق ذلك! وكل من الطرفين يعلم استحالة تحقيق مطالبه طبقا لمواد الإعلان الدستوري الذي وافق عليه الشعب أي عبث.. واي فوضي! فكل فريق علا في الارض ويقول أليس لي ملك مصر والانهار التي تجري من تحتي! طيب والشعب ياعم الحاج انت وهو وهو ! يقولون لك وهم يضحكون ضحكة قاسم السماوي الشهيرة.. انسي!! كل هذا يحدث واللعب في سيناء علي ودنه واللعب في منابع نهر النيل قارب علي الانتهاء والاقتصاد يتهاوي حتي وصل إلي حدالخطورة والسرقات والسطو المسلح تجري كل يوم وثورة الجياع علي الأبواب! ياناس.. ياعالم.. ياهو اتقوا الله في هذا البلد.. اتقوا الله في هذا الشعب المسكين! لماذا كل هذا الغل ولماذا كل هذا الحقد لماذا تصرون علي هدم المعبد! لماذا لايتنازل كل منكم عن جزء ولو يسير من طموحاته ! لماذا يصر كل فريق منكم علي أن تكون كل الأوراق وكل المناصب في يده لماذا يصر كل فريق علي اختطاف البلد ليذهب بها رهينة إلي امريكا أوإسرائيل أو تركيا أو ايران أو السعودية أو قطر ! وإذا سألكم الشعب قلتم له "خليك في حالك" نحن نعرف اكثر منك! نشر بالعددر قم 595 بتاريخ 5/5/2012