يبدو ان التوتر القائم بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا في عدد من ملفات منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية، سينتقل إلى الملف الإيراني لاسيما بعد المظاهرات الواسعة المناهضة لحكومة روحاني التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة، حيث تدعم واشنطن مطالب المحتجين بينما ترفض موسكو ما تراه تدخلًا في الشئون الداخلية الإيرانية. ظهر هذا التباين في المواقف تجاه ما يحدث في إيران، في السجال الدبلوماسي بين البلدين خلال تعليقهما على المظاهرات المناوئة للحكومة الإيرانية، حيث انتقدت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء، الولاياتالمتحدة لما رأته دعمًا للمظاهرات المناهضة للحكومة فى طهران، عقب تعهد سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكى هايلى بدعم المتظاهرين. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، وفق ما نقلته صحيفة (موسكو تايمز) الروسية، "لا شك أن الوفد الأمريكى لديه الكثير ليطلع العالم عليه"، مضيفه "على سبيل المثال، يمكن أن تشاركنا نيكى هايلى التجربة الأمريكية فى تفريق الاحتجاجات وتخبرنا تفاصيل عن الاعتقالات الجماعية والقمع لحركة (احتلوا وول ستريت) أو كيف تم إخماد اضطرابات فيرجسون". وحذرت السفارة الروسية فى الولاياتالمتحدة أمس من التدخل الأجنبى فى شئون إيران مع اشتداد وتيرة المظاهرات المناوئة للحكومة هناك، عقب تغريدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال فيها إن "إيران تفشل على جميع المستويات ... وحان وقت التغيير!" وكانت المندوبة الأمريكية لدى الاممالمتحدة نيكى هايلى قد اعلنت فى مؤتمر صحفي، دعمها للاحتجاجات التى تشهدها عدد من المدن الإيرانية، وقالت هايلي، إن الاحتجاجات "عفوية بالكامل"، وإن الولاياتالمتحدة ستطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى لبحث الوضع فى إيران. وبدأت الاحتجاجات فى مدينة مشهد الخميس الماضى وامتدت إلى مدن أخرى، كحركة احتجاجية ضد الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار ومواجهة الفساد، لكنها رفعت لاحقا شعارات مناهضة للنظام، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 22 شخصا بحسب تقارير رسمية إيرانية..وهى أكبر موجة من الاضطرابات تجتاح الدولة منذ احتجاجات ضد تزوير الانتخابات عام 2009.