أكد الدكتور ناجح إبراهيم، الداعية الإسلامى والقيادى السابق فى الجماعة الإسلامية، أن الأزهر هو حائط الصد للسنة فى العالم، قائلا: إننا نريد أن يعود الأزهر منارة للدنيا، وليس للمسلمين وحدهم، حيث تتلمذ عدد من الأقباط فى رواق الأزهر، منهم شاعر امتدح الرسول محمد يدعى إيميل، يعيش حاليا فى لندن، وسؤل عن مدحه للنبى، فقال "هل أنجبت العرب أفضل من محمد؟، مشددا على أن الأزهر حاضن للبشرية كلها ونريد أن يعود إلى هذا الوضع لأنه بذلك يجسد رحمة النبى للبشرية. وشدد إبراهيم، خلال ندوة بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، بعنوان الفكر المتطرف الأسباب والعلاج، أن الأزهر شريف، لأنه يدرس العلوم الإسلامية وسيظل معلما للإنسانية ومدافعا عنها وعن الإسلام. واستغرب إبراهيم، من قيام البعض بتفجير بنية الدولة بحجة أن يختلف مع النظام برغم أن من سيدفع الثمن هو الشعب كله، وتتمنى فشل المؤتمر الاقتصادى برغم أن فشله سيدفع ثمنها الناس جميعا، مشيرا إلى أن القرآن به 19 آية عن الصفح ونحن لا نرى غير القتل، معلنا عن لقاء له مع 30 من شباب بيت المقدس منذ سنوات وأعطاهم محاضرات عن التسامح وتراجعوا ونقضوا عهدهم. وأضاف أن التطرف إفراط وتفريط وكلاهما يضر بالإسلام وأن لب الإفراط هو التكفير، مضيفا أن الله لن يسألك كفرت كم شخصا، بل سيسألك هديت كم من البشر، وقدمت الإسلام بطريقة كلاسيكية أم فسقت وكفرت الناس به، مشيرا إلى أن لاعب الجودو المصرى محمد رشوان، رفض أن يضغط على منافس يابانى بقدمه شرخ، وترك الجائزة الذهبية لأخلاقه الإسلامية، حيث دخل الإسلام كثيرون بسبب أخلاق الإسلام، بينما تقتل داعش المدنيين وبالمقارنة بينهما فإن لاعب الجودو دعا للإسلام وأساءت له داعش. وطالب إبراهيم، داعش بأن لا تتحدث عن الإسلام وعن الرسول حتى لا تسىء إليه، مضيفا أن داعش تقرأ الإسلام كالحمير، حيث تدعمهم المليشيات الشيعية والقاعدة للقتل بالجنسية، حيث يقدمون الرسول على أنه ذابح للبشرية، مشيرا إلى أن داعش تقتل الصحفيين المدنيين وتقتل بالجنسية دون ذنب، مضيفا أن الإسلام لم يجز قتل كل الروميين لأن بينهم مسلما، حيث يرفض الإسلام قتل من لا يناصبوننا العداء، حيث إن علة القتل هى المقاتلة وليس الخلاف الدينى أو الرأى السياسى أو المناصب، مضيفا لو حارب المسلمون كل من يختلف معهم لقاتلوا 6 مليارات إنسان، فكيف يعيشون ومن أين يأتون بأسلحة للعالم؟ ونحن الأكثر تخلفا ويتقدمون علينا بصناعة السلاح ولو أردنا أن نذبحهم لما وجدنا سكاكين لقتلهم. وشهدت الندوة حدثا طريفا لدى مشاهدة الدكتور ناجح إبراهيم أحد الحضور نائما فأيقظه وقال أيقظوا النائم حتى يسمعنا فرد عليه قائلا "بحلم بك"، حيث داعبه إبراهيم قائلا: اسمعنى دلوقتى واحلم بى ليلا. وأشار إبراهيم، إلى أن الإسلام يضيع بين التقديس والتبخيس ويبقى فى الوسطية بين الإفراط والتفريط فى حكمها على الأعمال والثورات، مضيفا أن التكفيريين مفرطون ويشتمون العلماء والرموز مستغربا من أمة لا رموز لها، حيث جاء أبو حنيفة تفوق بعلم العرب عليها فرفعته ولم تجامله، وكذلك سيبويه ومسلم اللذان جاءا يتعلمان العربية فتفوقا بعلمهما على العرب فرفعهما العرب على أنفسهم ليس مجاملة، بل علم. وأوضح إبراهيم، أن العالم أفضل من الحاكم والداعية أفضل من ذوى السلطة والمال، مؤكدا أن الشتامين للبخارى المفرطين الذين يريدون عمل مسابقة رقص والمتشددين المكفرين كلاهما يضران بالإسلام، قائلا: إن أمة الإسلام أمة اقرأ وليس أمة ارقص! وأردف إبراهيم، أن القتل نال من الناس فى العراق من جراء اسمهم من قبل المليشيات الشيعية لكون أسمائهم على أسماء الصحابة كاسم عمر وأبى بكر، بل تطور الأمر إلى تفجير مساجد السنة من قبل داعش والشيعة، قائلا: المقتولون لا شأن لهم بالسياسة، مشددا على الأمن يكون حظ من دخل بيوت الله وله حظ من الأمن. وتابع: الزرقاوى والشيعة هم من ابتدعوا تفجير المساجد ووصلت داعش إلى مرحلة من الغباء بتفجير قبر النبى يونس بحجة أن الناس يبعثون له رسائل، قائلا "شيل الرسائل ولا تفجر قبر من آلاف السنين"، ومر عليه الطغاة والمستعمرون ولم ينالوا منه بينما نال منه داعش بحجة تنظيم المكان من الشرك. وقال إبراهيم، إن التكفير الوجه الثانى للتفجير وأسوأ ما وجد فى البشرية، حيث إن التكفير هو قتل معنوى للمسلم ثم يليه اغتيال معنوى، مضيفا أننا دعاة لا قضاة ولا نملك أدوات التكفير، مشيرا إلى أن التكفير يستلب حق القضاة فى تكفير الناس ويستلب حق الولاة فى تنفيذ الأحكام، مشددا على أن وظيفة الداعية أن يسوق الناس إلى الجنة لا إلى النار أو للتحريض على قتلهم. وأضاف ناجح إبراهيم أن داعش توظف فتاوى فى غير موضعها ونقلت حكم تكفير التتار على الجيوش الإسلامية والعربية وتركت إسرائيل ولم تدن مجازرها حتى فى بيان من كلمات، مضيفا داعش تنقل فتواها عن "كتاب الياسق" دستور التتار الذى لا يقر غير القتل كعقوبة، لافتا إلى أن داعش تضع جيشهم الغازى فى مصاف الجيوش الوطنية، مشيرا إلى داعش لا تحسن قراءة النصوص ولا تحسن قراءة القرآن فلم تعف يوما عن أسير، بينما عفا النبى فى معركة واحدة عن 6000 أسير. وأضاف أن المتفجرات فيها غدر تقتل الطفل والمرأة دون ذنب، والكراهية هى أم القتل والتكفير، مشيرا إلى أن التكفير نشأ فى السجون الحربية فى الستينيات بسبب الخلاف السياسى والمواجهات. وأضاف أن الشيخ يوسف القرضاوى نزل من العالمية إلى أضيق الحدود بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك على الرغم من أثره الدعوى والعلمى الكبير، الذى أضر بسبب الجماعة، مضيفا أنه يمكن للداعية التحدث فى السياسات العامة دون إظهار حزبيته على المنبر، مضيفا أنه تم ظلم بن تيمية بادعاء أقوال عليه واستخدامها فى الإضرار بسمعته. ومن جانبه، قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن العالم الإسلامى عانى من ظهور الجماعات الإسلامية، التى تطلق أفكارا متطرفة وانشطرت من بعضها، حيث يتهافت الشباب عليها كتهافت الفراشات على النيران، حيث يصطدم الشباب بالنظام، وبعد عشرات السنين يثبت لقيادات الجماعات خطأهم ويقومون بالمراجعات مع ظهور جماعات أخرى مثيله. وأضاف فاروق أنه لا يوجد دراسات حقيقية للجماعات الإسلامية وأخطائها، مشيرا إلى أن غياب الدراسات يفتح باب الكوارث لتعاظم دور هذه الجماعات بين الشباب، مشيرا إلى دور الأزهر فى تصحيح الأفكار المتطرفة من قبل الأزهر المعتمد، حيث تلقته الأمة بالقبول، فى ظل الفكر التكفيرى الذى إلى فكر تفجيرى.