هو أسطورة اللمسة ماقبل الأخيرة، وماتادور صناعة الألعاب، والعقرب اللادغ لأي خط دفاعي بتمريراته القاتلة، والتي تضع زملاءه أمام المرمى وجهًا لوجه، ليحرزوا أهدافهم بعدما سقط الدفاع من لمسته، ليترك في ملاعب كرة القدم ماركة مسجلة باسمه في اللمسات ما قبل الأخيرة، اسمها "تشافي". المايسترو الإسباني تشافي هيرنانديز كريس، نجم نجوم برشلونة، والذي أكمل مع ناديه 750 مباراة رسمية منذ بداية مشواره مع الفريق الأول عام 1998، وذلك بعد أن شارك بديلا لإيفان راكيتيتش خلال مباراة النادي الكاتالوني الأخيرة، والتي فاز فيها إيبار 2-0 في الدوري الإسباني، ليصبح ملكا متوجا من ملوك برشلونة. وأثبت تشافي خلال تاريخه مع النادي الإسباني أنه واحداً من أفضل صانعي الألعاب في العالم على مدار التاريخ، وذلك بعدما انضم إلى صفوف النادي الكاتالوني منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، ليشق طريقه من خلال فرق الشباب والاحتياط، وكان لاعباً أساسيا في فريق المدرب جوردي جونز ألفو برشلونة الذي فاز بدوري الدرجة الثانية، وبعد التطور السريع في مستواه نال الظهور لأول مرة مع الفريق الأول في 18 أغسطس 1998 بنهائي كأس السوبر، ليسجل فيه هدفاً ضد نادي مايوركا. وكان أول ظهور له في الدوري الإسباني ضد فالنسيا في 3 أكتوبر 1998 بفوز برشلونة 3-1، وفي البداية ظهوره كان بشكل متقطع سواء مع فريق الرديف أوالأول، وسجل هدف المباراة الوحيد 1-0 على بلد الوليد عندما كان برشلونة بالمركز العاشر في الدوري. باستمرار مستواه المميز أصبح لاعبا أساسيًا في فريق المدرب الهولندي لويس فان جال والذي حقق اللقب، وبعد إصابة بيب جوارديولا في الموسم التالي من الدوري الإسباني 1999-2000، أصبح تشافي صانع الألعاب الرئيسي لبرشلونة، واحتفظ بهذا المركز منذ ذلك الحين. تشافي صاحب القميص الذي يحمل الرقم 6 بالنادي الكاتالوني، والذي يتميز بصعوبة استخلاص الكرة منه، ويستطيع اللعب في أي مكان في خط الوسط، بالإضافة لدقة تمريراته الحاسمة وهذا ما جعله من بين أساطير خط الوسط على مر التاريخ، وهوالذي يقوم بصناعة اللعب في صفوف برشلونة على مدارعقد من الزمن، فهو ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، ولكنه صاحب رؤية ثاقبة وخيال واسع في وسط الملعب، إلى جانب إبداعه في الهجوم يبذل تشافي جهودا خارقة في الواجب الدفاعي أيضًا، ليختير تشافي كأفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 وذلك لمساعدة برشلونة في هزيمة مانشستر يونايتد وإحراز اللقب الثالث في دوري الأبطال. والتي سبقها بتتويجه كأفضل لاعب في كأس الأمم الأوروبية 2008 من قبل الاتحاد الأوروبي. يستطيع "تشافي" أن يشغل أي مركز في وسط الملعب فهو قارئ جيد للعب ويمتاز بتسديدات قوية ودائما ما يساهم بكثير من الأهداف لفريقه، يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيرا على زملائه إن كان في برشلونة أو في صفوف منتخب بلاده. بعد أن تدرج في صفوف أكاديمية برشلونة في حقبة المدرب الهولندي الشهير "يوهان كرويف" وفريق الأحلام، اقتفى "تشافي" أثر الرجل الذي كان ملهما لذلك الفريق وهو مدرب برشلونة الأسبق "بيب جوارديولا". والواقع فان "تشافي" هو الذي حل مكان "جوارديولا" المصاب موسم 1999-2000. وكان جاهزا للحلول مكانه بصورة دائمة عندما انتقل الأخير إلى الدوري الإيطالي. منذ ذلك الحين، ومهما كانت هوية المدرب الذي أشرف على برشلونة، فإن "تشافي" كان الاسم الأول على لائحته، ومهما كانت فلسفة مدرب برشلونة، فإنه لم يجد لاعبًا مثل "تشافي" القادر بلمحة عين واحدة أن يمرر كرة متقنة باتجاه زميله، أو الخروج من موقف حرج بفضل استحواذه الرائع على الكرة أو حتى رغبته في تأمين الحماية لرباعي خط الدفاع. وفي خلال مسيرته أطلقت عليه عدة القاب تغنى بها عشاق برشلونة وإسبانيا في كافة بقاع الأرض ومن أشهرها (المايسترو) و(الملك). وتوج المايسترو تشافي بالعديد من الجوائز، فمن أفضل لاعب صاعد في الدوري الإسباني 1999، مرورا بأفضل لاعب إسباني في الليجا 2005، أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008، وأفضل لاعب وسط في الدوري الإسباني 2009، وأفضل لاعب وسط في دوري أبطال أوروبا، وأفضل صانع ألعاب في العالم 2008-2009، ورجل المباراة نهائي دوري الأبطال 2009، وأفضل رياضي كاتالوني 2010، هذا بجانب تواجده في التشكيلة اتلمثالية وفريق السنة "فيفا"، ليجعل كل هذا التاريخ، وكل هذه البطولات من تشافي مايسترو تاريخي في وسط ملاعب كرة القدم. وبعد 25 عاماً قضاها المايسترو افسباني مع برشلونة، فسبعة ألقاب في الليجا، ولقبين في كأس الملك، وستة ألقاب في كأس السوبر المحلي، ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في كأس السوبر الأوروبية، ولقبين كأس العالم، ومثلهما في كأس الأمم الأوروبية، جعلت من ناديه الأفضل في العالم كما يحب أن يصفه دائما، وجعلت منه ملكا متوجا من ملوك كاتالونيا.