نشرت الصحيفة البريطانية "إيكونومست" تقريرا يرصد تقرب الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى دول القارة الأفريقية بشكل يعيد لمصر دورها فى القارة السمراء، على غرار ما كان يحدث فى عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" الذى أراد نقل تجربته إلى العديد من دول القارة. وأشار التقرير إلى تراجع العلاقات المصرية مع دول الجوار الأفريقية بسبب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" فى إثيوبيا عام 1995، وهو التراجع الذى استمر حتى سقوط الرئيس فى عام 2011، ليليه محمد مرسى مرشح الإخوان، وتطرق التقرير إلى موقف الاتحاد الأفريقى من الرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى" بعد خلع "محمد مرسى"، مشيدا برد فعل السيسى الذى استطاع أن يكسب توقف تجميد عضوية مصر فى الاتحاد، ساعيا إلى فتح قنوات جديدة من التعامل مع الدول الأفريقية بما فيها إثيوبيا، موطن سد النهضة. وقامت مصر بدعوة 10 رؤساء لدول أفريقية لحضور المؤتمر الاقتصادى فى مدينة شرم الشيخ الذى بدأت اليوم أولى فعالياته ليستمر حتى يوم الأحد، فى خطوة اعتبرتها الإيكونومست مهمة وحيوية لاستعادة العلاقات مع القارة عبر التجارة والاستثمار. ويقول التقرير إن مصر لديها العديد من المنتجات التى يمكن تصديرها لدول القارة الأفريقية مثل نيجيريا وغيرها، وهو الأمر غير المفعل حتى الآن، ومن المنتظر دراسته عند إقامة منطقة تجارة حرة فى القاهرة فى شهر مايو القادم. وتطرق التقرير إلى تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسى للدول الأفريقية من الحركات الإسلامية المتطرفة، مشيرا إلى صعود حركة "بوكو حرام" فى الغرب الأفريقى، وتدخل مصر العسكرى فى ليبيا لقصف مقار تنظيم داعش فى الدول الممزقة. يرى التقرير إن سياسات السيسى الذى أظهر الكثير من المرونة فى تعامله مع ملف المياه مع دولة إثيوبيا، قد يعيد إلى مصر مكانتها فى القارة، ليس بشكل مماثل لحقبة الرئيس عبد الناصر لعدم تشابه الظروف التاريخية، ولكن بشكل يجعل مصر على رأس القارة.