اعتبر مراقبون أن الدور التركى الداعم للارهاب بدأ يتكشف لحلفائها الغربيين فى حلف شمال الاطلنطى (ناتو) ، حيث لعبت تركيا دور الشريك الخائن فى حلف مكافحة داعش للتغطية على دعمها للإرهاب الداعشى على الأراضى العراقية والسورية ، ويفسر المسلك التركى كيف استهدف نظام رجب طيب اردوغان من مناصرة داعش إضعاف الدولة السورية أو تقويضها " أن إمكن " وحرق الورقة الكردية فى شمال سورياوالعراق وامتداداتها فى جنوبتركيا، مشيرين إلى أنه على هذا النحو تكون تركيا قد خانت أمانة التحالف المناهض للإرهاب الداعشى وخسرت بذلك شرفها الدولى . على ضوء ذلك، واصلت ألمانيا سحب قواتها من قاعدة انجريلك بجنوبتركيا وهى العملية التى بدأت فى التاسع من شهر يوليو الماضي على خلفية خلاف المانى تركى حول إجراءات وصول الألمان إلى القاعدة ، وكشفت مصادر عسكرية فى أنقرة على مقربة من عملية الإخلاء أن المقاتلات الألمانية النفاثة والوحدات البرية المعاونة والأطقم الفنية تم نقلها إلى إحدى بلدان الشرق الأوسط القريبة من سوريا حتى تتمكن من مواصلة عملياتها فى مكافحة الارهاب إلى جانب القوات الأمريكية وقوات دول التحالف الدولى المناهض لداعش . وكان البرلمان الألمانى / بوندستاج / قد انتقد المعوقات التى تضعها تركيا أمام حركة القوات الألمانية المتمركزة فى قاعدة انجرليك فيما يتعلق بتوجيه الضربات لداعش فى تخوم منطقة الرقة السورية . واعتبر أن ذلك يجافى تعهدات تركيا كدولة عضو فى حلف شمال الاطلنطى بتسهيل عمليات مكافحة الارهاب الداعشى ، وعلى اثر ذلك اتخذ البرلمان الالمانى فى يونيو الماضى قرارا بسحب القوات الالمانية من الأراضى التركية وإعادة تموضعها فى مكان اخر. تجدر الاشارة إلى أن تركيا تزعم تورط المانيا ودول أخرى فى المحاولة الانقلابية التى جرت صيف العام 2016 فى تركيا ، كما اجهضت السلطات الأمنية الألمانية مساع تركية للنيل من أتراك بقيمون فى المانيا بعضهم يحمل الجنسية الألمانية تتهمهم أنقرة بمساندة الانقلاب مما أدى إلى تفجر التوتر السياسى بين البلدين. وفى واشنطن ، أعربت وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون فى الأسبوع الماضى عن استيائها من قيام وكالة الأنباء التركية الرسمية الأناضول ، بكشف وتحديد مواقع تمركز عسكرى أمريكية فى شمال سوريا وهو ما يعد مجافيا لقواعد أمن عمليات مكافحة الارهاب ، واعتبر البنتاجون - الذى أمر بفتح تحقيق فى الواقعة - أن ما أقدمت عليه الوكالة التركية يهدد وحدات عسكرية أمريكية تكافح الإرهاب فى سوريا ويخلق حالة من انعدام الثقة بين أعضاء حلف شمال الاطلنطى الذى من المفترض أن تركيا عضو فيه . وجاء الانتقاد الأمريكى لتركيا فى ختام تحقيق حول واقعة الكشف عن المواقع العسكرية الامريكية فى شمال سوريا وما تكشف فيه عن قيام وكالة " الأناضول " التركية فى الشهر الماضي بنشر خرائط ومعلومات تفصيلية ودقيقة عن مواقع عشرة مراكز عسكرية أمريكية عملياتية فى الشمال السورى تعتبرها تركيا جسرا لدعم قوات البشمرجة الكردية التى تواجه مسلحى داعش فى شمال سوريا. وتعتبر تركيا البشمرجة الكردية تهديداً لها لصلاتها مع حزب العمال الكردستاني المعارض / بى كى كى / الساعى لانفصال جنوبتركيا وهو الحزب الذى يصنفه الاتحاد الاوروبى والخارجية الأمريكية على أنه منظمة متطرفة. ويقول المراقبون إن واقعة التسريب التى أقدمت عليها الاناضول ليست بعيدة عن ايعاز من المخابرات التركية للقيام بذلك ، ويؤكد ذلك - بحسب المراقبين - أن تركيا لا تعد شريكا حقيقيا فى الحرب على الإرهاب الداعشى اذا تقاطع ذلك مع مصالحها الذاتية بينما يقف العالم كله – باستثناء الاتراك وعملائهم – على قلب رجل واحد فى مواجهته بالفكر أو بتجفيف منابع تمويله او إمداده بالسلاح . كان البرلمان التركى قد شهد الأربعاء الماضى جلسة عاصفة لنواب المعارضة اتهموا فيها نظام اردوغان بتقديم الدعم لداعش من خلال التمويل وعقد صفقات شراء النفط المسروق من مصافى نفط وسط العراق وتسهيل حصوله على مواد خطرة ذات استخدام مزدوج تستخدم فى صناعة المتفجرات ومنها أسمدة نيترات الامونيوم وتقديم العلاج لمصابى داعش فى المشافى التركية فضلا عن غض نظام اردوغان الطرف عن التواجد الداعشى المسلح فى منطقة غازى عنتاب بجنوبتركيا وامتلاك داعش لمعسكرات تدريب فيها .