صدر تقريران عن الأممالمتحدة في غاية الأهمية، الأول صدر في أول مايو، في يوم نامت فيه كل وسائل الاعلام لأنه يتصادف مع الاحتفال بعيد العمال في كل أنحاء العالم و كل دول العالم تتصرف مع هذا اليوم بمنحه عطلة رسمية لكل عمال العالم، حيث ينشغل العالم بالمظاهرات العمالية من أجل الحقوق و لا ندخل في تفاصيل هذا اليوم. وهو تقريرصادر عن مكتب الأممالمتحدة للشئون الانسانية في القدس حيث يؤكد من جديد و هو معروف و هو ضم اسرائيل إلي اراضيها مدينة القدس الشريف و قال إنها عملية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي و لم يعترف بها مجلس الامن التابع للأمم المتحدة ولا الدول الأعضاء فيها. ويقول التقرير إنه رغم ضم اسرائيل لها إلا ان منطقة القدسالشرقية تبقي جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة و يبقي سكانها الفلسطينيون في ظل حماية القانون الدولي الإنساني. ويؤكد التقرير أن السلطات الإسرائيلية قامت بمصادرة أكثر من ثلث مساحة القدسالشرقية. وكل ما فات ليس جديدا و انما هو تسجيل تاريخي للواقع المر في المدينة المقدسة، والأمر من ذلك أن الفلسطينيين يحتاجون إلي العيش في منازل ككل البشر، و لكنهم يبنون علي أرض دون ترخيص بذلك و أن 28 بالمائة من بيوت الفلسطينيين في القدسالشرقية قد بنيت علي أرض دون ترخيص اسرائيلي و ان هذه النسبة تمثل 60 ألف فلسطيني، كما يقول التقرير، و هم يعيشون فيها و هم مهددون بهدم منازلهم علي أيدي السلطات الإسرائيلية. والنتيجة الطبيعية المستخلصة من التقرير و هي تحصيل حاصل أننا ربما نشهد إمكانية ضياع القدس نهائياً لو لم يتم تحرك فعال في هذه السنة نحو إقامة الدولة الفلسطينية و وعاصمتها القدسالشرقية. والسؤال إلي متي تظل القدس فريسة للمخططات الإسرائيلية التي تعمل علي فصل القدس تماما، وبالذات القدسالشرقية من منظومة الأراضي الفلسطينية المحتلة حتي لا يمكن أن تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية إن كانت ستكون هناك دولة فلسطينية؟ أما التقرير الثاني فقد صدر بعد تقرير أول مايو بأيام و في الخامس منه و هو تقرير الأممالمتحدة حول ضرب مراكزها في غزة من قبل إسرائيل و الغريب أن سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون قرر عدم اتخاذ أي إجراء بعد هذا التقرير المهم، و هو ليس مخيفاً بدرجة الزلزال، كما وصفته احدي الصحف الإسرائيلية، لأن العالم شاهد بنفسه من خلال الفضائيات العربية ما آل بغزة وشعبها أثناء حرب إسرائيل عليها، بالبث المباشر والعين المجردة، كان شديد البشاعة. ولكن أهميته تدخل في إطار التوثيق التاريخي لجرائم الحرب الإسرائيلية التي يعمل سكرتير عام الأممالمتحدة علي اخفائها برفضه قبول توصيات التقرير بأن يتم تحقيق أوسع في هذه الجرائم. وعادة يتصرف سكرتير عام الأممالمتحدة من وحي معنوي مهم و هو أنه يمثل ضمير العالم، إلا أنه في هذه الحالة عمل بان كي مون علي تحييد و اسكات تفاعل الضمير العالمي- الذي يمثله هو-مع هذا التقرير. والغريب أن هذا التقرير لم يتم تداوله أو توزيعه أو وضعه علي موقع الأممالمتحدة، و هي مسألة تحتاج تحرك الجامعة العربية لحث بان كي مون علي نشر التقرير كاملاً. ولكن ما هو موقف إدارة الرئيس الأمريكي أوباما علي ما يجري وبخاصة في القدسالشرقية التي هي قضية كل القضايا تقول المصادر الأمريكية تعقيبا علي التقرير الأول إنه كما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلي المنطقة أن عمليات هدم المنازل و طرد سكانها أمر لا يفيد و أن التأثيرات الخاصة بهذه العمليات تذهب أبعد من العائلات المصابة بهذه الاجراءات. وتقتبس المصادر قول وزيرة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تبحث هذه المسائل التي تدعو للقلق مع الحكومة الإسرائيلية وسلطات بلدية مدينة القدس في إطار ثنائي. والقول ما زال مقتبسا من وزيرة الخارجية الأمريكية "علي اسرائيل و الفلسطينيين الالتزام بالتزاماتهم السابقة والابتعاد عن خطوات تؤدي إلي الانقسام". ولا ترد الولاياتالمتحدةالأمريكية علي كل ما يحدث لا بالشجب أو الاستنكار أو الإدانة لإسرائيل، إلي متي هذا الانحياز الأمريكي و هو أمر لن يسهل بالتأكيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية؟!