هربت «أمينة» من الفقر والجوع بمنزل أبويها إلى حضن زوجها بحثًا عن الأمان، وتغاضت عن فرق السن الشاسع بينهما، فطوت السنوات الستة والعشرين، وتزوجته، وقررت العيش بين يدي زوجها، لكنه وضعها بكل قسوة تحت قدميه مستغلاً حاجتها إليه وعجزها عن إعالة نفسها في إهانتها وضربها وإكالة اللعنات لها ولعائلتها، فتحملت الذل وإعتادت عليه حفاظًا على زواجها من الإنهيار وخوفًا من العودة لأسرتها المعدمة مرة أخرى. استيقظت "أمينة" مبكرًا، فحضرت الفطار وجهزت ملابس زوجها، وفور خروجه من المنزل انشغلت في أعمالها اليومية التي لا تنتهي، فنظفت شقتها الصغيرة، وجهزت طعام الغداء، وجمعت الملابس المتسخة لغسلها، وبغير وعي منها أضافت بضع قطرات الكلور إلى مياه الغسيل، فأفسدت أحد قمصان زوجها، وبعدما أنهى عمله وعاد إلى البيت، وضعت أمامه الطعام بتوتر، وحاولت ملاطفته والمزاح معه لتشوش على الحادث لكنه صدها وسألها عن سبب توترها، فأخبرته عن تلف القميص. جن جنون زوجها، وأمطرها بأبشع الشتائم، وضربها بكل ما وقعت عليه يديه، وعندما لم يشفي غليله منها، دخل إلى المطبخ وسحب «جيركن» البنزين وسكب محتوياته كاملة على ملابسها، وأضرم النار بجسدها مستخدمًا ولاعته إنتقامًا منها، وهرب مسرعًا من المنزل، ليسافر بعد ذلك لمحافظة الاسكندرية ويختبئ بها خوفًا من إلقاء القبض عليه. تلقى اللواء علاء الدين شوقي، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مستشفى كفر الدوار يفيد بوصول «أمينة.ر»، 28 عام، ربة منزل بها إصابات بالغة عبارة عن حروق من الدرجة الأولى، وعلى الفور انتقل إلى المستشفى المستشار محمد عبدالسلام، رئيس نيابة مركز كفر الدوار، وبسؤالها عن سبب وكيفية إصابتها قررت قيام زوجها «أحمد.ع»، 54 عام، سائق بسكب كمية كبيرة من البنزين على ملابسها وأوصل بها مصدرًا حراريًّا «ولاعة» مما أدى لنشوب الحريق بجسدها وحدوث إصابتها، وتم ضبط المتهم بالأسكندرية، وبمواجهته، أعترف بإرتكاب الواقعة.