القارى لتاريخ الحركة الوطنية المصرية يدرك تماما ان المصريين حرسوا طوال حوالى 2000 سنة أحتلال على الأحتفاظ بمكوناتهم الوطنية ، فبعد غزو اليونان لمصر ، لجأ المصريون إلى التمسك بلغتهم الأم و إلى التشبث بملامحهم بفن قبطى يعبر عنهم فهو فن شعبى خاص بالمصريين فى ظل الأحتلال . حاول المصريون أن يستقلوا عن الاحتلال البطلمى فكانت محاولة حورون نفر للأستقلال بالجنوب فى عصر الملك بطلميوس الرابع و لكنها محاولة استمرت عشرين عاما ثم فشلت . لم يتخل المصريون فى يوم من الأيام عن " جنسيتهم " حتى قبل اختراع البطاقات الشخصية او جوازات السفر التى يُكتب فى خانة الجنسية "جنسية المواطن " ، فعندما غزا العثمانيون مصر ، ألتف المصريون حول قائد شعبى وطنى هو طومنباى فقد كان مملوكاً و لكنه مصرى منتمى لتراب هذا الوطن ، رفض أن يحكم تحت لواء العثمانيين ، رفض أن يكون والياً على مصر و لكن خائنا لشعبها و خادماً للأستعمار العثمانى ، و بكل شجاعة واصل طومنباى النضال هو و من معه من شعب مصرحتى هزيمته فى موقعة الريدانية 1517 ميلادية و تم إعدامه و تعليق رأسه على باب زويلة ليظل رمزاً للصمود المصرى و الكرامة الوطنية و مرحلة هامة من مراحل نضال الحركة الوطنية المصرية . ظل المصريون يحملون بطاقات هوية مكتوب فيها " رعية عثمانية " حتى صدر قانون الجنسية المصرية سنة 1929 . و لكن طوال فترات الأحتلال سواء قبل قانون الجنسية او بعده ، كانت الجنسية تساوى الأنتماء بالقول و الفعل للوطن مصر و الدفع بكل غالٍ و ثمين و التضحية بالروح و الجهد و المال من أجل تحرير تراب هذا الوطن من الأستعمار ، فلمن تكن الجنسية مجرد خانة فى تحقيق الشخصية و لم تكن مرتبطة بنظام أو سلطة ، لأن علاقة المصريين بوطنهم أكبر من الأنظمة هذا الكلام أردده لنفسى بعدما شاهدته من سخرية البعض من الجنسية المصرية بحجة فساد النظام !!!!! و منذ متى نأخذ شرعية انتمائنا لوطننا من خلال كرسى الحاكم ؟؟ و إلا لكانت مصر قد انتهت منذ الحكم البطلمى أو الرومانى و اصبحت كياناً أخر ، و الله أنى اسمع أنات أرواح الشهداء الذين راحوا فى مراحل النضال الوطنى منذ عهد الهكسوس و إلى الأن ، من ضحوا من أجل الأجيال القادمة و كان لهم فضل استمرار مصر الخالدة خلود الزمان