أثار قرار تعيين سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، مبعوثًا للأمم المتحدة في ليبيا مزيدًا من الجدل، لكونه شخصية فلسطينية يتم ترشحها لأول مرة لتولي هذا المنصب داخل المنظمة الأممية، ووضع القرار فياض في مرمى نيران الولاياتالمتحدة وإسرائيل. جاء ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لفياض ذي الشخصية الليبرالية لمنصب مبعوث أممي لليبيا، نتيجة لعلاقاته الوطيدة بالدبلوماسيين الأمريكيين، وغيرهم من الأوروبيين، وما يتمتع به من احترام في المجتمع الدولي، فقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «إن ترشيح فياض اعتمد فقط على المؤهلات الشخصية المعترف بها للسيد فياض وكفاءته لهذا المنصب»، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء. ولكن لم تكن «المؤهلات الشخصية» شافعة له لتولي المنصب الأممي، فاعترضت سفيرة أمريكا للولايات المتحدة نيكى هيلي على ترشحه، لأنه شخصية فلسطينية، معتبرة أن الترشح «انحياز» أممي للقضية الفلسطينية على حساب إسرائيل. ولم يكن ترشيح فياض لمنصب «المبعوث الأممي للقضية الليبية» هو أول منصب دولي يتقلده، فمن عام 1987 حتى 1995، شغل فياض (64 عامًا)، عدة مناصب في البنك الدولي بواشطن، حتى وصل إلى درجة مساعد المدير التنفيذي للبنك، ثم تمت ترقيته إلى منصب «مستشار المدير التنفيذي». وبعد توقيع اتفاقية «أوسلو» عام 1993، انتقل فياض إلى صندوق النقد الدولي، وتولى منصب ممثل السلطة الفلسطينية للصندوق في القدس في الفترة من عام 1995 وحتى عام 2001، وذلك حسبما ذكر موقع بي بي سي». وشغل منصب وزير المالية، قبل توليه منصب رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال الفترة بين عام «2007- 2013»، واستقال من منصبه كرئيس للوزراء في أبريل 2013، ووافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس آنذاك على استقالته، مكلفًا إياه بتسيير مهام الحكومة لحين تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. وعلى الرغم من خبرة فياض الاقتصادية، إلا أنه واجه احتجاجات نظمها الآلاف من الفلسطينيين جراء أزمة اقتصادية عصفت بالسلطة الفلسطينية عام 2012، نتيجة تراجع المساعدات المالية الدولية، ووسط القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين. نشأ فياض كرجل ارستقراطي، وتعمق في الدراسات العليا بالمؤسسات الدولية قبل أن ينتقل إلى العمل في السلطة الفلسطينية، فعمل وزيرًا للمالية بتكليف من الرئيس الراحل ياسر عرفات. وحصل فياض على بكالوريوس في الهندسة من «الجامعة الأمريكية ببيروت» في عام 1975، ثم انتقل إلى أمريكا ليحصل على درجة الماجستير في المحاسبة 1980، كما حصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة تكساس 1986. ولد سلام فياض في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وانتقل بعد حرب 1967، مع أسرته للعيش في الأردن. وهو متزوج وليده ثلاثة أولاد.