بنايات قديمة الطراز، نُحت على جدرانها رسائل التاريخ: «حزن.. فرح.. دموع.. حروب»، خلدتها «شروخ، وتشقُقات» على جدرانها، لتظل في الذاكرة لمئات السنين. محاولات عديد ل«تضميد الجروح»، التي مرت عليها، إلا أن الزمن دائما ما يحمل في طياته آليات التذكرة، التي تكشف الوجه القبيح للماضي. كان للزمن الدور الأساسي في تحولها إلى مزارًا تاريخيًا.. «قبة شاهقة الارتفاع.. بنايات متهالكة.. ومنازل تحصل على الدفء من جيرتها.. وتستأنس بالروحانية المحيظة بالمكان.. وصوت عزب يشدو (الله أكبر) في كل أذان».. إنها مساجد محافظة البحيرة، والتي جهلتها تتربع على عرش محافظات «الآثار الإسلامية»، حيث تحتوي على 3 مساجد شهدوا من التاريخ، ما لا تعرفه سوى جدرانهم. «مذياع قديم.. وصوت يتجلى مناديًا (الله وأكبر الله وأكبر).. وصمت يعم المكان احترامًا».. واقبال من أبناء بدمنهور على المسجد الأشهر لأداء الفريضة، إنها «الخَراشي»، إحد أقدم المساجد بالمحافظة. «الخًراشي».. أنشئ عام (1300 ه / 1882م)، طبقا للتاريخ المثبت على المنبر، بني من الأجر الأحمر، ويشغل مساحة شبه مستطيلة، وله مدخلان في الجدار الشرقي والشمالي، ويتكون من الداخل من أربعة أروقة موازية لجار القبلة؛ ومتعامدة عليها في نفس الوقت، تشكلها ثلاثة بوائك من العقود التي تحمل السقف الخشبي، والأعمدة التي تحمل هذه العقود أسطوانية الشكل مكسية بالبياض. وملحق بالمسجد ضريح في النصف الشرقي من الجدار البحري للمسجد، ومئذنته هدمت ولم يتبق منها سوى قاعدتها. «المحمودية».. أنشئ عام (1276 ه / 1860م)، في عهد الخديوي سعيد؛ رابع حكام مصر، من أسرة محمد علي، والذي تولى خلافة مصر عقب الخديوي عباس الأول، إحدى أعتق المساجد بمدينة «المحمودية»، غير منتظمة الأضلاع، ويتكون من الداخل من أربعة أروقة موازية لجدار القبلة، تشكلها ثلاثة بوائك من العقود؛ و«سقف المسجد من الخشب»؛ أما محرابه فيعتبر من المحاريب الجميلة من حيث حسن التنفيذ والزخارف التي تعلوه. «زغلول».. أقدم مساجد المحافظة، أنشئ عام (985 ه /1577م)، ويتكون من جامعين متصلين ببعضهما؛ النصف الشرقي ويعرف باسم «الديواني»، والنصف الغربي أسسه «زغلول مملوك السيد هارون» أحد الأمراء الذين عاشوا في القرن ال(17م)، يقع بمدينة رشيد. كما شهد المسجد العديد من الأحداث التاريخية، والتي كان أبرزها «حملة فريزر»، والمعركة التي دارت بين «الإنجليزية والقوات المصرية»، عام (1807م)، وارتفع على بقايا مئذنته «العلم المصري»، إيذانا ببدء معركة رشيد ضد الحملة الإنجليزية. والتي أسفرت عن سقُطت معظم قباب المسجد. «المحلي».. واحد من أشهر مساجد مدينة رشيد، أنشئ في العصر العثماني، يقع وسط مدينة «رشيد»، على مساحة (2000 متر2)، ويضم 99 عامودًا، وبدأ ترميمه عام (2008)، ضمن خطة الوزارة لترميم المساجد والمنازل الآثرية برشيد، إلا أنه توقف العمل به منذ أواخر (2010) نتيجة المعوقات المالية الإدارية.