تشتهر بالمساجد والوكالات والمحالج وصناعة السفن "فوه" تستعيد مكانتها كثالث أكبر المدن الإسلامية القديمة "الدماطي" يفتتح مسجدي أبو عيسي والسادة السباع ويتفقد متحف كفر الشيخ وتل الفراعين مسجدا "السادات الكورانية" و"سيدي موسي" في انتظار الترميم
قام د. ممدوح الدماطي وزير الآثار أمس بزيارة إلي محافظة كفر الشيخ في إطار جولة تفقدية زار فيها المحافظة للمرة الأولي وشملت عدد من المواقع الأثرية الفرعونية بالمحافظة منها متحف كفر الشيخ وتل الفراعين الأثري وذلك لمتابعة سير العمل والوقوف على ما تعانيه المواقع الأثرية هناك من مشكلات والعمل على حلها انتقل بعدها إلى مدينة فوه حيث افتتح مسجدي "أبو عيسي والسادة السباع" الأثريين وذلك بعد انتهاء "الآثار" من أعمال ترميمهما بالتعاون بين قطاعي "الآثار الإسلامية والقبطية" و"المشروعات" بالوزارة في إطار مشروع ترميم الستة مساجد الأثرية بالمدينة والذي بدأ تنفيذه في 4 أكتوبر 2009م لترميم عدد 4 مساجد هي "مسجد أبو عيسى، ومسجد السادة السباع، ومسجد الفقاعي، ومسجد أبو شعره"، وجاري العمل للانتهاء من المسجدين الباقيين وهما "مسجد السادات، ومسجد سيدي موسى" كما زار كنيسة سخا وحديقة العائلات واستقبله أهالي فوه بالزغاريد. بدأت جولة الوزير بزيارة لمبني المحافظة التقى فيها "الدماطي" بالدكتور أسامة حمدي محافظ كفر الشيخ حيث ناقشا عددا من القضايا الهامة الخاصة بآثار كفر الشيخ منها بحث حلول استكمال متحف كفر الشيخ المهمل منذ 20 سنة والذي أنفق عليه حوالي 50 مليون جنيه على مدار 7 محافظين وتدبير 8 ملايين جنيه لاستكمال مبنى المتحف بالإضافة لبحث سبل الاستفادة من تلال وآثار فوه الأثرية. وأكد "الدماطي" أن افتتاح مسجدي السادة السباع وأبو عيسي يعد خطوة هامة نحو استعادة مدينة فوه مكانتها كثالث أكبر المدن المصرية في احتوائها على أكبر عدد من الآثار الإسلامية في مصر بعد مدينتي القاهرة ورشيد مشيرا إلي أن افتتاح هذين المسجدين يأتي في إطار خطة الوزارة لافتتاح عدد من المزارات الأثرية الإسلامية بشتى محافظات الجمهورية للترويج لزيارتها وذلك نظراً لأهمية السياحة الدينية والتي قد يغفلها البعض. رافق الوزير خلال الزيارة د. أسامة حمدي محافظ كفر الشيخ، ود. محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية ود. محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية والمهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات. وقال د. محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية أن مسجدي السادة السباع وأبو عيسي يعتبران من أهم المساجد الأثرية بالمحافظة حيث يرجع تاريخ إنشائهما إلى العصر العثماني ويحتويان على عدد من الزخارف الإسلامية المتميزة، وأضاف عبد اللطيف أنهما كانا يعانيان العديد من مظاهر التدهور وسوء الحالة المعمارية والزخرفية بهما بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة وارتفاع منسوب المياه الجوفية بالإضافة إلى وجود بعض المباني المستحدثة وكذلك دهانات حديثة غير ملائمة للطابع الأثري للمسجدين وتهالك السقف الخشبي بهما وضياع معظم زخارف مئذنتيهما، الأمر الذي دفع وزارة الآثار لإعداد مشروع لترميمهما. وأضاف المهندس وعد الله محمد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات أن أعمال الترميم اشتملت على الترميم المعماري والدقيق لكلا المسجدين والتي من بينها ترميم كافة الجدران ومعالجة الشروخ الموجودة بها، تدعيم الأساسات والمباني وإزالة طبقات البياض الحديثة، ترميم الأوتار الخشبية وكذلك الأسقف واستبدال التالف منها وتركيب شبكة إضاءة متكاملة بما يتناسب مع الشكل الأثري للمكان، لافتاً إلى أن تكلفة ترميم المسجدين بلغت حوالي 7 مليون و 150 ألف جنيهاً. مدينة المساجد تتمتع مدينة فوه بالعديد من الآثار الإسلامية منها العمائر الدينية والصوفية مثل مسجد حسن نصر الله ومسجد الصعيدي ومسجد النميري ومسجد الشيخ شعبان ومسجد القنائى ومسجد أبو المكارم والجامع العمري "البرلسي" ومسجد داعي الدار ومسجد السادات الكورانية ومسجد السادة السباع ومسجد أبو عيسى ومسجد الفقاعي ومسجد سيدي موسى ومسجد أبو شعرة والتكية الخلوتية التي تقع بميدان سوق الجمعة ويرجع إنشائها إلى عام 1000 ه – 1591م كما تتمتع أيضا بعدد من العمائر الجنائزية مثل قبة وضريح أبو النجاة وقبة جزر بالجبانة وقبة السطوحى "جزر المدينة" وقبة الغرباوى وبمدينة فوه عدد من العمائر المدنية أيضا مثل ربع الخطايبة وواجهة وكالة حسين مأجور وبوابتا مصنعي الطرابيش والكتان "الجوخ" ومحلج القطن. وفوه هي إحدى مراكز محافظة كفر الشيخ وتقع على الشاطئ الشرقي بفرع رشيد، وتبعد عن مدينة دسوق بمسافة 12 كم وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي أنها سميت بهذا الاسم نسبة للعروق التي تصبغ بها الثياب الحمر " نبات الفوه عود" وقد ورد اسم فوه صراحة على ألسنة مؤرخي الفتح الإسلامي لمصر، فقد جاء في فتوح الشام للواقدي أن عمرواً كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بفتح مريوط والإسكندرية ورشيد وفوه ودمنهور … ومن المرجح أن فوه كانت عاصمة الإقليم السابع في الوجه البحري بمصر الفرعونية، وكان هذا الإقليم يعرف باسم واع إمنتي أو ثغر إمنتي بمعنى الإقليم الغربي الأول، وكانت عاصمته تسمى "برجات إمنتي"، وهى التي أطلق عليها الأغارقة اسم مدينة الأجانب إشارة إلى الهيلينيين المهاجرين إلى شمال غرب الدلتا على الضفة الغربية للفرع الكانوبي، ويقول "استرابون" أنهم أتوا إلى ساحل مصر الشمالي على البحر الأبيض المتوسط في عهد بسماتك ورسوا بسفنهم عند مصب الفرع "البلوتينى" أي فرع رشيد، وتحصنوا في ذلك المكان وأقاموا لهم مدينة أطلقوا عليها اسم "متيليس" وذكر " شامبليون " أن مدينة فوه وضعها "بطليموس" على الشاطئ الشرقي لفرع رشيد، ولقد ازدهرت فوه خلال العصور الإسلامية حتى أن الإدريسي وصفها خلال العصر الفاطمي قائلاً " هي مدينة حسنة كثيرة الفواكه والخصب وبها أسواق وتجارات"، وكانت فوه في القرن الخامس عشر الميلادي أعظم مدينة بعد القاهرة، فلقد ذكر العالم الفرنسي "بلون" الذي زار مصر عام 1530م أنه كان بمدينة فوه عدة قناصل للدول الإفرنجية وكان ميناء فوه مجمعا للمراكب القادمة والمقلعة بأنواع البضائع في النيل وفى خليج الإسكندرية بسبب قربها من مدينه " كانوب " " أبو قير " ولما أهمل خليج الإسكندرية وتعطل سير السفن به تحولت التجارة عنه وصارت تتبع فرع رشيد فكانت سببا في ثروة فوه وعمارتها. وفى عصر محمد على نالت فوه عناية على يديه فأصبحت مدينة صناعية لها شهرتها، وامتلأت بالمساجد والعمائر الكبيرة، ومن أشهر صناعتها صناعة الطرابيش حيث كانت تنتج في الشهر نحو مائة وأربعة وعشرين ألف طربوش في جودة الطربوش المغربي، كذلك صناعة الكليم والسجاد، هذه الحرفة التي ما زالت متوارثة بين أبناء فوه حتى الآن، ومن أشهر صناعات فوه صناعة المنسوجات والملابس حيث أنشأ محمد على مصنعا للكتان ومحلجا للقطن وغزله، وفى عام 1826م أنشئ قسم بلاد الأرز غربا وجعلت مدينة فوه مقراً له، وفى عام 1871م سمى بمركز بلاد الأرز وعرف بعد ذلك بمركز فوه عام 1896م ثم صارت هذه المدينة في العصور التالية على غاية من العمارة والثروة. كما اشتهرت فوه بالحرف الخشبية كالمنابر والمشربيات، واشتهرت فوه أيضا بحرفة صيد الأسماك وصناعة السفن ومراكب الصيد، وفى الوقت الحاضر بدأت فوه تستعيد مكانتها حيث يتم تصدير منتجاتها، وقطعت أعمال الترميم لآثرها شوطاً كبيراً، وكذلك تميزت فوه بأنها تحتوى على العديد من أنواع العمائر الإسلامية ما بين دينية وتجارية وصوفية ومدنية وجنائزية. أبو عيسي ومن ضمن المساجد التي تم الانتهاء من أعمال الترميم بها والتي افتتحها الوزير أمس مسجد أبو عيسي بشارع أبو عيسى ويرجع إنشائه إلي عام 1176ه، 1762م والمسجل أثرا بالقرار الوزاري رقم 234 لسنة 2001م "1176 ه – 1762م " والمسجد من الخارج منخفض عن مستوى الشارع الذي يشرف عليه بالواجهة الشمالية الشرقية، ويتم الدخول إليه من خلال مدخلين، أحدهما في منتصف الضلع الشمالي الغربي على نفس محور المحراب وهو الرئيسي وهو مزخرف بزخارف الطوب المنجور، ويتقدمه مساحة مستطيلة تنتهي من الناحية الشمالية الشرقية بباب معلق يتم الصعود إليه بدرج سلم ويفتح على الشارع، والمدخل الثاني يقع في الناحية الجنوبيةالغربية ويؤدى من الشارع إلى ميضأة المسجد ومنها إلى داخل المسجد بعد الصعود على ثلاث درجات سلم. والمسجد من الداخل مساحة مستطيلة، ويقسمها ثلاثة صفوف من البوائك تسير عقودها موازية لجدار القبلة إلى أربعة أروقة وترتكز هذه العقود على أعمدة رخامية، ويتوسط الرواق الثاني من ناحية القبلة شخشيخة، ويتوسط الضلع الجنوبي الشرقي للمسجد حنية المحراب وواجهته مزينة بزخارف الطوب المنجور، وينتهي من جانبيه الجنوبي والشرقي بدخلتين معقودتين تؤديان إلى الضريح الملحق بالمسجد والواقع خلف المحراب، وبجوار المحراب المنبر الخشبي وعليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1130ه. ويوجد بالركن الشمالي للمسجد غرفتان إحداهما سفلية وكانت تفتح على الشارع بشباك والعلوية ربما كانت كتاباً للمسجد، أما مئذنة المسجد فهي تتوسط الجدار الشمالي الشرقي ويتم الصعود إليها من باب صغير بمنتصف الضلع الشمالي الشرقي من المسجد، وهى ذات دورة واحدة محمولة على مقرنصات بأسفلها شريط زخرفي من زخارف الطوب المنجور. السادة السباع مسجد السادة السباع ويقع أمام المعهد الديني ويرجع إنشائه إلي 1144 ه، 1731م والمسجل بالقرار الوزاري رقم 823 لسنة 2001م والمسجد من الخارج له 4 واجهات الشمالية الغربية والشمالية الشرقية كلاً منهما تفتح على الساحة الخارجية للمسجد، أما الجنوبيةالشرقية فتطل على الميضأة، والجنوبيةالغربية تطل على الشارع، و للمسجد ثلاثة مداخل الأول ينتصف الضلع الشمالي الغربي " وهو عليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1144ه "، والثاني ينتصف الضلع الشمالي الشرقي وكلاهما متوج بعقد ثلاثي مدائني ومزين بزخارف الطوب المنجور والمدخل الثالث في نهاية الضلع الجنوبي الغربي من الناحية الغربية وهو مدخل بسيط يفتح على الميضأة . أما من الداخل فالمسجد عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين تسير عقودهما موازية لجدار القبلة وكل منهما عبارة عن ثلاثة عقود ترتكز على عمودين، ويتوسط الجدار الجنوبي الشرقي حنية المحراب وواجهته مزخرفة بزخارف الطوب المنجور، وعلى يمينه منبر خشبي عليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1178ه ، وتقع خلف جدار القبلة ملحقات المسجد كالميضأة ودورات المياه، وملحق بالمسجد ضريح بلا قبة بالجهة الجنوبيةالغربية مثبت على مدخله نص تأسيسي مؤرخ بعام 1144ه. وينتصف الجهة الجنوبيةالغربية للمسجد المئذنة المكونة من قاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن ذو دخلات معقودة، ينتهي بثلاثة صفوف من المقرنصات حامله لدورة المؤذن، ثم طابق قصير اسطواني يحمل رقبة مضلعة وخوذة مضلعة أيضاً. الفقاعي مسجد الفقاعي بوسط المدينة ويرجع إنشائه إلي 1198 ه ، 1783م والمسجل أثرا بالقرار الوزاري رقم 120 لسنة 2002م وللمسجد من الخارج ثلاث واجهات "الجنوبيةالشرقية – الشمالية الشرقية – الشمالية الغربية"، وهذا المسجد له مدخلان أحدهما يقع بالواجهة الشمالية الشرقية للمسجد وكتلة هذا المدخل مزخرفة بزخارف الطوب المنجور، أما المدخل الآخر بالواجهة الجنوبيةالشرقية ويؤدى إلى الميضأة. والمسجد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين من العقود الموازية لجدار القبلة المحمولة على أعمدة رخامية، وينتصف الجدار الجنوبي الشرقي المحراب، ويجاوره المنبر الخشبي وهو منبر بسيط وعليه شريط كتابي مؤرخ بعام 1198ه صناعة الحاج محمد علام، وملحق بالمسجد قبة مفصصة بالطرف الشرقي من الرواق الأول. أما المئذنة فتقع أعلى يسار المدخل وهى على طراز القلم الرصاص، وتقوم على قاعدة مربعة يليها طابق مثمن بكل ضلع منه دخلة معقودة، يعلو الدخلات شريط بزخرفة المنجور ثم المقرنصات الحاملة لدورة المؤذن ذات السياج الخشبي. أبو شعره مسجد أبو شعره ميدان المشمس ويرجع إنشائه إلي عام 1282ه، 1865 م والمسجل أثرا بالقرار الوزاري رقم 822 لسنة 2001م "، وللمسجد مدخلان من الخارج أحدهما في الضلع الشمالي الغربي وهو متوج بعقد ثلاثي ومزين بزخارف الطوب المنجور والآخر في الضلع الشمالي الشرقي وهو متوج بعقد ثلاثي وغير مزخرف والمسجد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة بواسطة ستة أعمدة إلى ثلاثة أروقة عمودية على جدار القبلة، وأربعة أروقة موازية لجدار القبلة وهذه الأعمدة لا تحمل عقودا بل يستقر سقف المسجد على كمرات خشبية مربعة يفصل بينها وبين الأعمدة الاسطوانية التي تحملها طبالي خشبية لتخفيف الضغط على الأعمدة ويربط بين هذه الدعامات المربعة روابط خشبية ، ويتوسط الجدار الجنوبي الشرقي للمسجد المحراب ذو الواجهة المزخرفة بالطوب المنجور، وعلى يمينه المنبر الخشبي وهو بسيط ذو زخارف هندسية من المعقلي والمفروكة، وهناك مقصورة خشبية صغيرة ملاصقة للجدار الجنوبي الغربي مسجل عليها في سطرين نص تأسيسي يتضمن بعد البسملة اسم الصانع " محمد سيد عبد الكريم " سنة 1282ه، أما المئذنة فتتوسط الضلع الشمالي الشرقي بجوار المدخل، تقوم على قاعدة مربعة ثم طابق مثمن بدخلات مصمتة معقودة على مستويين ينتهي بشريط ذي زخارف بالمنحور ثم المقرنصات الحاملة لدورة المؤذن الوحيدة المحاطة بسياج خشبي، أما قمة المئذنة فخوصة الرقبة والخوذة، أما المساجد التي مازالت خاضعة لأعمال الترميم ومازال العمل جاري بها فهي مسجد السادات الكورانية بشارع الكورانية والذي يرجع إنشائه إلي 1139 ه، 1726م والمسجل أثرا بالقرار الوزاري رقم 292 لسنة 2001م ومسجد سيدي موسى شارع البحر ويرجع إنشائه إلي 1200 ه، 1785م والمسجل أثرا بالقرار الوزاري رقم 304 لسنة 2001م ". بوابتا الطرابيش تقع بوابتا مصنع الطرابيش على شاطئ النيل جنوب غرب مدينة فوه ويرجع تاريخ بناء مصنع الطرابيش لعام 1240 ه / 1824م حيث رأى محمد على إنشاء مصنع للطرابيش بفوه نظراً لملاءمتها من ناحية الموقع حيث سهولة المواصلات لتصريف المنتجات ولخبرة أهالي فوه في الصناعات النسيجية، وفى 26 شوال سنة 1240 ه صدر الأمر إلى ناظر قسم فوه احمد أغا بما استقر عليه الرأي من تأسيس معمل للطرابيش في حديقة الأمير محمود، وتم إرسال ما يلزم لذلك من نجارين وأخشاب وتم استحضار اخصائى مغربي للإشراف على الإنشاء، وكان المصنع ينتج كل شهر نحو مائة وأربعة وعشرين ألف طربوش كما ذكر على مبارك. أما بوابة مصنع الكتان فتقع على شاطئ النيل ويرجع إنشائها لعصر محمد على باشا القرن 13 ه الذي أمر بإنشاء مصنع لصناعات الكتان في نفس وقت إنشاء مصنع الطرابيش وكان إنتاج هذا المصنع أيضا مخصصا لملابس الجيش وكانت تصدر بعض صناعته إلى أوربا عن طريق "مالطا" حيث كانت السفن تحضر إلى المرسى المواجه للمصنع وتنقل المنتجات مباشرة إلى هناك مما دعي أهالي فوه يطلقون على هذه البوابة اسم بوابة مالطا حتى وقتنا الحاضر وكان لهذا المصنع الفضل الكبير في تطوير وصناعة الجوخ والكليم في المصانع والأنوال الخاصة في فوه، ونجد أبناء فوه يتدربون على هذه الصناعات التي مازالو يتوارثونها حتى الوقت الحاضر. محلج القطن يقع على نهر النيل وقد أنشأه محمد على باشا سنة 1242ه – 1826م وهو متهالك وفى حالة سيئة للغاية على الرغم من انه يحتفظ بكامل عناصره المعمارية الأصلية من عصر الإنشاء، والمحلج مساحته حوالى 900متر مربع تقريباً وهو مقسم إلى قسمين رئيسيين يتميزان بالاسقف الجمالونية التي تعد مظهراً للتأثيرات الأوروبية في الشرق