أكد الأثري سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية أن مسجدي أبو عيسى ، والسادة السباع بمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ ، يعدان من أهم المساجد الأثرية التي تعود للعصر العثماني ، مشيرا إلى انتهاء وزارة الآثار مؤخرا من مشروع ترميمهما وتطويرهما بما يلائم الشكل الأثرى للمكان بتكلفة حوالي 7 ملايين و150 ألف جنيه . وقال الزهار - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إن مسجد أبو عيسي يرجع إلي العصر العثماني لعام 1176ه / 1762م وتم تجديده خلال العصر العثماني على يد شيخ يدعى الشيخ محمد بن الشيخ عبده - كما هو موجود بالنص التأسيسي على المدخل الرئيسي - موضحا أن هذا المسجد منخفض عن مستوى الشارع الذي يشرف عليه بالواجهة الشمالية الشرقية ، ويتم الدخول إليه من خلال مدخلين ، أحدهما في منتصف الضلع الشمالي الغربي على نفس محور المحراب - وهو الرئيسي - ومزخرف بزخارف الطوب المنجور ، ويتقدمه مساحة مستطيلة تنتهي من الناحية الشمالية الشرقية بباب معلق يتم الصعود إليه بدرج سلم ويفتح على الشارع ، والمدخل الثاني يقع في الناحية الجنوبية الغربية ويؤدى من الشارع إلى ميضة المسجد ومنها إلى داخل المسجد بعد الصعود على ثلاث درجات سلم . وأضاف أن المسجد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة ، ويقسمها ثلاثة صفوف من البوائك تسير عقودها موازية لجدار القبلة إلى أربعة أروقة وترتكز هذه العقود على أعمدة رخامية ، ويتوسط الرواق الثاني من ناحية القبلة شخشيخة ، ويتوسط الضلع الجنوبي الشرقي للمسجد حنية المحراب وواجهته مزينة بزخارف الطوب المنجور ، وينتهي من جانبيه الجنوبي والشرقي بدخلتين معقودتين تؤديان إلى الضريح الملحق بالمسجد والواقع خلف المحراب ، وبجوار المحراب المنبر الخشبي وعليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1130ه . وتابع أنه يوجد بالركن الشمالي للمسجد غرفتان إحداهما سفلية كانت تفتح على الشارع بشباك ، والعلوية ربما كانت كتاباً للمسجد ، أو مئذنة فهي تتوسط الجدار الشمالي الشرقي ويتم الصعود إليها من باب صغير بمنتصف الضلع الشمالي الشرقي من المسجد ، وهى ذات دورة واحدة محمولة على مقرنصات بأسفلها شريط زخرفي من زخارف الطوب المنجور . أما مسجد السادة السباع الأثرى ، فقد أوضح الأثرى سامح الزهار أن هذا المسجد يعود للعصر العثمانى أيضا وتحديدا لعام 1144ه / 1731م - كما هو مثبت على النص التأسيسي للمدخل الرئيسي وكذلك بالنص التأسيسي للضريح - وجدد المسجد الأمير أحمد أغا جاويشان كما هو موجود بالنص الكتابي أعلى باب المقدم بالمنبر . وأشار إلى أن للمسجد أربع واجهات الشمالية الغربية والشمالية الشرقية كلا منهما تفتح على الساحة الخارجية للمسجد ، أما الجنوبية الشرقية فتطل على الميضة ، والجنوبية الغربية تطل على الشارع ، و للمسجد ثلاثة مداخل الأول ينتصف الضلع الشمالي الغربي ( وهو عليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1144ه ) ، والثاني ينتصف الضلع الشمالي الشرقي وكلاهما متوج بعقد ثلاثي مدائني ومزين بزخارف الطوب المنجور والمدخل الثالث في نهاية الضلع الجنوبي الغربي من الناحية الغربية وهو مدخل بسيط يفتح على الميضة . . وذكر أن المسجد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين تسير عقودهما موازية لجدار القبلة وكل منهما عبارة عن ثلاثة عقود ترتكز على عمودين ، ويتوسط الجدار الجنوبي الشرقي حنية المحراب وواجهته مزخرفة بزخارف الطوب المنجور ، وعلى يمينه منبر خشبي عليه نص تأسيسي مؤرخ بعام 1178ه ، وتقع خلف جدار القبلة ملحقات المسجد كالميضة ودورات المياه ، وملحق بالمسجد ضريح بلا قبة بالجهة الجنوبية الغربية مثبت على مدخله نص تأسيسي مؤرخ بعام (1144ه) . وأضاف أنه ينتصف الجهة الجنوبية الغربية للمسجد المئذنة المكونة من قاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن ذو دخلات معقودة ، ينتهى بثلاثة صفوف من المقرنصات حاملة لدورة المؤذن ، ثم طابق قصير اسطواني يحمل رقبة مضلعة وخوذة مضلعة أيضاً. ويفتتح الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار في وقت لاحق اليوم السبت مسجدي أبو عيسى والسادة السباع بمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ ، بعد انتهاء الوزارة من أعمال ترميمهما بالتعاون بين قطاعي الآثار الإسلامية والقبطية والمشروعات بالوزارة ، في إطار خطة الوزارة لافتتاح عدد من المزارات الأثرية الإسلامية بشتى محافظات الجمهورية للترويج لزيارتها وذلك نظراً لأهمية السياحة الدينية والتي قد يغفلها البعض.