«أسرة المستشفيات.. عجلات القطارات.. ووسط الزراعة»، إنها أشهر الأماكن التي يلقى بها الأطفال المولودين سفاحًا، بعاصمة الآثار الأولى «قنا»، ظاهرة انتشرت مؤخرًا بشكل كبير في العديد من المناطق المختلفة بالمجتمع القناوي. «أطفال السفاح بصعيد مصر».. انتشرت مؤخرًا في بلاد العادات والتقاليد، ظاهرة إلقاء الأطفال المولودين سفاحًا، أسفل أسرة المستشفيات، كما غسل البعض العار من خلال إلقاء الأطفال أسفل عجلات القطارات.. فبعد أن اعتمد العرب في الجاهلية، قتل الفتيات الرضع حديثي الولادة، ودفنهم أحياء، لجأ أهالي العادات والتقاليد، إلى تجنب الشبهات بقتل «المولودين سفاحًا». «ساحة لتوجيه الاتهامات».. هذا هو حال أهل مدينة العادات والتقاليد عقب اكتشاف وقائع «الحمل سفاحًا»، ففي الفترة الماضية، تم رصد الكثير من القصص والروايات التي تهدد استقرار المجتمع الصعيدى، بعد تسجيل 17 حالة معلن عنها «حمل سفاحًا»، ووفق لأرقام الرسمية فإن بداية العام الحالى ظهرت 4 حالات خلال شهرى: «يناير وفبراير»، فيما سُجلت 6 حالات خلال الشهور: «من مارس، وحتى أغسطس الماضى»، بينما سجل شهرى: «سبتمبر، وأكتوبر»، 4 حالات لأطفال السفّاح. فى البداية تجردت ربة منزل من مشاعرها بعدما حملت سفاحًا من شقيق زوجها، الذى يعمل بالخارج، وقررت التخلص من طفلها غير الشرعي بإلقائه أسفل عجلات القطار، وتم القبض عليها قبل ارتكاب الواقعة، وأحيلت للنيابة، التي قررت حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيق. وعقب إعلان أجهزة الأمن عن الواقعة، تحول مركز «دشنا» إلى ساحة لتوجيه الاتهامات، وسرد القصص. «حتي دق ناقوس الخطر».. الذي أطلقته الزوجة أثناء اعترافاتها، بأنها أقامت علاقة غير مشروعة، مع شقيق زوجها، مستغلة غيابه للعمل في الخارج، في إحدى دول الخليج، واعترفت الزوجة خلال التحقيقات، أنها استعانت بأبن شقيق زوجها للتخلص من الطفل الذي «حملته سفاحًا» من والده؛ وإلقائه تحت عجلات القطار خوفًا من الفضيحة. واستنكر أهالي «قوص» بجنوب قنا ما شاهدوه بعد عثور الأجهزة الأمنية على طفلة رضيعة ، لا تتجاوز ال 3 أيام، داخل زراعات القصب، لتبدأ جولة التساؤلات من جديد، عن جبروت المرأة التي تخلصت من جنينها بهذه الطريقة، وخاصة بعد إيداع الطفلة المستشفى للعلاج، وبعدها يتم عمل الاجراءات لدخولها دار أيتام، لتزيد من حجم المشكلة التي بدأت تظهر في المجتمع الصعيدي. وتطور الأمر داخل مدينة قنا بعد واقعة جديدة من وقائع العثور على الأطفال الرضع، بعدما شهد مستشفى قنا واقعة إلقاء لطفل رضيع تمت أحد الأسرة ولاذت السّيّدة بالفرار، ولم تضع هذه السيدة فى حسبانها افتضاح أمرها بعد تفريغ كاميرات المستشفى والتعرف على شكلها، وتكثيف أجهزة الأمن البحث عنها لكشف هوية الحادث وملابساته. والمدهش أن السيدة تواجدت داخل جنبات المستشفى وانتهزت الفرصة للتخلص من الرضيع في مشهد يدل على أن قسوة القلب وعدم الاكتراث بما تفعله؛ ومصير الطفل الذي خرج للعالم، ليدفع ثمن أخطاء والديه طوال حياته. ومن جانبها ، أكدت الدكتورة «حنان . ع، أخصائية الطفولة، بقنا، أن هناك العديد من الحالات التى لا يتم الإعلان عنها ويتم التخلص منها بطرق متنوعة تمنع كشف الجريمة التي بدأت فى التنامي للعديد من الأسباب؛ لعل أبرزها الخطاب الديني الذى يحب تجديده والاهتمام بمشكلات الأسرة وتعميم الثقافة الدينية، مشددة على تعظيم دور المجتمع المدني في مساعدة الأسرة والمدرسة في ايجاد حلول عاجلة لهده المشكلة. وأكد سامي الشريف، باحث اجتماعى، أن الفقر والجهل وقلة الدخول في كثير من القرى؛ ساهم في زيادة أعداد «أطفال السفّاح» التي بدأت تزيد عامًا بعد آخر، مؤكدًا أنه طالما هناك الفقر والجهل؛ فهناك ممارسات غير صحيحة تساهم في انتشار «الأقراص المخدرة؛ والبانجو؛ والحشيش»، وبالتالي ظهور «أطفال السفّاح» لعدم وجود تحكم في المجتمع الفقير، مطالبًا بتكثيف الحملات لضبط تجار المخدرات، وايجاد بيئة صالحة للمناطق الفقيرة للتصدى للمشاكل الناتجة عنهم.