قال رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية، حسين أوزغورغون، تعليقا على قرار البرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، «إذا بقيت تركيا خارج الاتحاد الأوروبي، فإن الأخير لن يكون له حق القول بأي شئ بخصوص جمهورية شمال قبرص التركية». وأضاف «أوزغورغون» في تصريحات لوكالات الأنباء العالمية: «لقد قلنا للاتحاد الأوروبي، إذا لم تنضم تركيا إليه، فلن يكون للاتحاد حق هنا، ولن نسمح أبدًا، دون وجود تركيا، بجر القبارصة الأتراك وجعلهم أقلية لليونان أو لجنوبقبرص». وبخصوص عدم توصل المفاوضات القبرصية في سويسرا إلى نتيجة، أشار «أوزغورغون» إلى أن القسم الجنوبي من الجزيرة أجرى تلك المفاوضات من أجل تغيير بعض التوازنات أمام المجتمع الدولي. وأوضح، أن القبارصة الروم لم ينظروا إلى القبارصة الأتراك كشركاء متساوون في أي وقت من الأوقات، ولم يقبلوا بوجود وضمانة تركيا في الجزيرة. واستذكر «أوزغورغون» أن الجانب الرومي رفض جميع خطط الأممالمتحدة لحل شامل لمشكلة قبرص، منذ نصف قرن بما فيها المفاوضات التي جرت برعاية أممية مؤخرا بمدينة مونت بيليرين السويسرية. وبيّن، أن المجتمع الدولي لم يتهم أبدًا بأي شكل من الأشكال، بالجانب الرومي الرافض دائمًا لحل المشكلة القبرصية، بل ظل مفهوم توجيه التهم إلى الجانب التركي لقبرص، وتركيا باستمرار حتى في المفاوضات الأخيرة في مونت بيليرين. وأوضح، أن المفاوضات مع الجانب الرومي لن تسير بهذه الطريقة. وأكد أوزغورغون ضرورة أن تتخلى جنوبقبرص الرومية عن عقلية الرفض لحقوق القبارصة الأتراك في الجزيرة، والقبول بحل يتساوى فيه الجانبين كشركاء، وقبول بتركيا كدولة ضامنة، وخلافًا لذلك فلن تتوصل المفاوضات إلى نتيجة تذكر. واتهم «أوزغورغون» المجتمع الدولي بارتكاب أخطاء كبيرة في مراحل المفاوضات القبرصية، وأنه لم يتصرف بعدالة، موضحا أن المجتمع الدولي ظل ينفتح على الجانب الرومي الذي رفض دائمًا خطط الحل للمشكلة القبرصية. وأوضح، أن القبارضة الأتراك لم يثقوا أبدًا بالاتحاد الأوروبي، مبينًا أن الأخير لم يفِ بوعوده، وأصبح تكتلا يسير في مرحلة التجزئة. ولفت «أوزغورغون» إلى أن بريطانيا التي تعد الدولة الثالثة الضامنة لجزيرة قبرص أصبحت خارج الاتحاد الأوروبي، وأن الاتحاد ضم الجانب الرومي من قبرص الذي قال «لا» لخطة أمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان في 2004، في حين لم يضم الجانب التركي من الجزيرة الذي وافق على خطة عنان لتوحيد الجزيرة. وسبق أن التقى الطرفان في جولة أولى جرت، في ذات المدينة السويسرية، بين 7 و11 من نوفمبر الجاري، واتفقا على استئناف المفاوضات خلال الجولة الثانية التي انتهت بالفشل. وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ 1974، ورفضَ القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة «خطة كوفي عنان» لتوحيد الجزيرة المقسمة عام 2004.