في مفاجأة مدوية أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلة تليفزيونية مع القناة الثانية الإسرائيلية لأول مرة منذ قطع العلاقات بين البلدين عقب حادث سفينة مرمرة في 2010. ورغم أن الإعلان عن ذلك اللقاء جاء بعد أيام على تعيين سفيرين جديدين لدى البلدين في إطار المرحلة الأخيرة من إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين؛ إلا أن المثير للجدل هو الإعلامية التي ظهرت تحاور «أردوغان» في المقابلة المتداولة على وسائل الإعلام، فهى« إيلنا ديان» مقدمة برنامج «عوفدا» على القناة الثانية الإسرائيلية، والتي يعتبرها مكتب«نتنياهو» أكبر إعلامية معادية للنظام. «إيلنا ديان» أثارت الجدل خلال الأسبوعين الماضيين في إسرائيل عقب اجراءها تحقيق سري كشف عن كيفية إدراة مكتب«نتنياهو»، وحجم تدخل زوجته سارة، في إدارة الشؤون السياسية وتعيينات الجنرالات في الجيش الإسرائيلي. وقد أخرجت«إيلنا ديان» رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن صوابه حيث اتهمها في بيان بأنها تتبع اليسار الإسرائيلي، وأنها تهدف من خلال سياستها في برامجها التلفزيونية لإسقاط نظام الحكم في إسرائيل لتأتي بحكومة من التيار اليساري. وقد دعا البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في شوارع تل أبيب دعمًا للمذيعة «إيلنا ديان» من أجل حمايتها وحماية حرية التعبير من«نتنياهو»، بعد أن عقدت عدة مقابلات في تقريرها مع مقربين منه، كان بعضهم من مساعديه الشخصيين الذين حضروا اجتماعات معه وزوجته اتخذ فيها قرارات سيادية بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وخلال مقتطفات من المقابلة المقرر إذاعتها كاملة الإثنين المقبل قالت إيلنا ديان:«أريد أن أخذ حريتي في توجيه أسئلة صعبة إليكم»، ليجيبها «أردوغان»، قائلًا:«وهل الأسئلة التي وجهتها إلي حتى الآن سهلة؟.. إذا كنتي تعتقدي أنك بإمكانك الضغط على طيب أردوغان، فلن تستطيعي». وكانت تركيا وإسرائيل قد دخلتا إلى المرحلة الأخيرة لعملية إعادة تطبيع العلاقات الأسبوع الماضي، وفقًا للمصالحة الموقعة بين البلدين في يوليو الماضي، وهي تبادل السفراء وإعادة العلاقات الدبلوماسية.