تقرير سري يثير الجدل في إسرائيل: زوجة نتنياهو تدير السياسة والجيش

أثار تقرير سري لمقدمة برنامج "عوفدا" على القناة الثانية الإسرائيلية الإعلامية "ايلانا ديان"، الجدل في إسرائيل، بعد أن كشف كيفية إدارة مكتب رئيس الحكومة وحجم تدخل سارة نتنياهو في شؤون إسرائيل إضافة إلى تدخلها في تعيين جنرالات الجيش الاسرائيلي، الأمر الذي قوبل بالهجوم من قبل نتنياهو على الإعلامية واتهامها بأنها تتبع لليسار الإسرائيلي المتطرف وتهدف لإسقاط حكومة نتنياهو لتأتي بحكومة من اليسار، وهو ما دعا إلى وقوف صحفيون وسياسيون إلى جانب ديان وطالبوا بحمايتها وحماية حرية التعبير في إسرائيل.
وقد أجرت الإعلامية "ايلانا ديان" البرنامج الذي تم بثه على القناة الثانية الإسرائيلية أمس الاثنين، عدة مقابلات مع مقربين جدا من نتنياهو، كان بعضهم من مساعديه الشخصيين، وشاركوا في النقاشات الهامة جدا دائما، وألمحت أيضا في تقريرها إلى أن نتنياهو يتصرف بارتياب، يشعر أنه ملاحق، ويعمل كل ما يلزم حفاظا على منصبه كرئيس للحكومة في الكثير من الحالات.
وبعد أن أثارت القضية ردود فعل كبيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال 24 ساعة صرحت "ايلانا ديان" اليوم إنها ليست عدوته وهو ليس عدوها وقالت "أنا لا أعمل بشكل شخصي ضد نتنياهو، إنما ما كشفته هو جزء من عملي"، مشيرة إلى أنها أرسلت إلى مكتب نتنياهو قائمة مفصلة تضمن 22 سؤالا حول الأمور التي كُشف عنها في البرنامج، مطالبة الحصول على ردود لتلك الأسئلة، وجاء الرد بعد بضعة أيام خالي من أية إجابة موضوعية بخصوص ما يتضمنه التحقيق الصحفي، بل كان الرد نصا طويلا يتضمن تهجمًا شخصيًا على الإعلامية ديان، وادعاء ضدها موضحا أنها تنتمي إلى اليسار وتعمل على تغيير نظام نتنياهو.
في هذا الإطار علق وزير كبير في حكومة نتنياهو لم توضح صحيفة "هاآرتس" هويته، قائلا إن محاولات نتنياهو بوصف منتقديه ب"اليساريين" ليست فقط ضد برنامج "عوفدا"، إنما جميع الذين ينتمون إلى حزب "الليكود" الذي تتشكل من أغلبية الحكومة ذهبوا إلى نفس الطريقة لتحويل الوزراء مثل أردان، كيتس، ليبرمان، بينيت، وشاكيد لليساريين فقط لأنهم يعارضونه".
ويشار إلى أن إسرائيل قد تراجعت إلى المرتبة ال65 عالميا وفق مؤشر حرية الصحافة الأمريكي لمنظمة "فريدم هاوس"، وجاءت في الثلث الأخير من القائمة بعد غانا، وتشيلي، وإيطاليا لأول مرة منذ 14 عاما، حسبما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية مرجعة ذلك إلى هيمنة نتنياهو على وسائل الإعلام.