قال توبى لانزر منسق الشئون الانسانية لمنطقة الساحل فى الأممالمتحدة، أن تمدد واتساع نطاق عمليات تنظيم "بوكو حرام" الإرهابى قد فاقم من أزمة الغذاء فى دول إقليم الحوض التشادى بغرب إفريقيا وأدى إلى تشريد 3 ملايين من سكان هذا الأقليم الذي يفتقر إلى البنية التحتية الجيدة ويحتاج إلى الاستقرار لكي يجذب الاستثمارات في بلدانه التى تضم نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد. وأشار لانزر، إلى أن ظاهرة تجنيد الأطفال تعد إحدى المشاكل الاجتماعية الناتجة عن تمدد انشطة "بوكو حرام" التى دخلت عامها السادس وامتدت الى مالى وجامبيا وموريتانيا والسنغال. وفى كافة أشكال المعارك والصراعات المسلحة، تعتبر ظاهرة تجنيد الأطفال مخالفة للمواثيق الدولية التي تحرم استخدام الاطفال فى القتال وبرغم ذلك فإنها ظاهرة شائعة فى أفريقيا ومنطاق النزاعات الأخرى حيث تجند عدة جماعات إرهابية الأطفال، وأشهرهم "بوكو حرام" التي تعتمد عليهم فى مهام محددة كالتجسس، والقاعدة والشباب الذين ينشرونهم في ميادين القتال، والحوثيون الذين يستغلونهم فى نقاط التفتيش، وداعش الذين يستخدموهم فى العمليات الانتحارية. واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، حركة الشباب المجاهدين فى الصومال بإجبار الأطفال على القتال في صفوفها، وتحدثت عن خطف أعداد غير مسبوقة من الأطفال في الصومال على مدى العامين الماضيين. وبحسب تقرير للمنظمة تم إرسال أطفال إلى جبهة للقتال للمساعدة وحماية المقاتلين البالغين بينما تستخدم الفتيات كزوجات لمقاتلي حركة الشباب. وقالت لايتيتيا بدر، الباحثة في المنظمة، إنه على مدى العامين الماضيين، زادت وتيرة قيام حركة الشباب بخطف الأطفال من المنازل والمدارس، موضحة أنه لم يعد ثمة مكان آمن بالنسبة للأطفال فى الصومال. واتهمت منظمات عالمية معنية بحقوق الأطفال، جماعة "بوكو حرام" ولجان أمن شعبية مناهضة لها فى نيجيريا بتجنيد الأطفال بشكل قسرى كما اعلنت منظمة "ووتش ليست"، التى تتخذ من نيويورك مقرا لها، إن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما يتم تجنيدهم من جانب طرفي النزاع فى نيجيريا، مشيرة إلى أن الطرفين يستخدمان الأطفال فى المساعدة والتجسس. وفى الكونغو، أعلنت البعثة الأممية العاملة بالبلاد مؤخرا عن تحرير 567 طفلا مجندا كانوا بيد القوى الديمقراطية لتحرير رواندا، خلال الستة أشهر الأولى من عام 2015. ويظل العدد الإجمالي للأطفال المجندين بالبلاد مجهولا فى ظل غياب إحصائيات رسمية لأسباب تتعلق بصعوبة القيام بذلك إلا أن الأمر يبعث على القلق بحسب المنظمة الإنسانية.