دخول 65 ألف طن قمح لاتصلح للاستهلاك الآدمي إلي مصر.. وبحيرة مياه الصرف الصحي في مدينة العاشر من رمضان.. وأستاذ الجراحة بقصر العيني الذي يصور المريضات، وهو يعاشرهن داخل عيادته الخاصة !.. ثلاثة موضوعات تصدرت عناوين الصحف الأسبوع الماضي.. القصة الأولي وهي الاخطر.. يرجع الفضل في كشفها إلي الكاتب الصحفي الجرئ وعضو مجلس الشعب الاستاذ مصطفي بكري وتقول تفاصيل القضية الخطيرة.. إن سفينة روسية وصلت إلي ميناء سفاجا وعلي متنها 65 ألف طن قمح لاتصلح للاستهلاك الآدمي.. وتستخدم في روسيا كعلف للحيوانات! وأن هذه الكمية تحتوي علي حشرات ميتة ونباتات سامة! ورغم كل البلاوي الموجودة في الشحنة فقد استطاع الحيتان ادخالها! ووجدت من يبرر دخولها تحت قبة مجلس الشعب! ورغم الانتقادات التي وجهها الدكتور فتحي سرور والتساؤلات التي طرحها عن صاحب الشحنة ومن سمح بدخولها! ومن يتحمل تكاليف غربلتها ومعالجتها! فإن الدكتور مفيد شهاب علي الرغم من اعترافه أن الصفقة تحتوي علي حشرات ميتة غيرمعتادة في مصر! وبذور وحشائش تفوق المعدلات المتعارف عليها إلا أنه يمكن التغلب علي ذلك بغربلة الشحنة، أما المهندس أمين اباظة وزير الزراعة فقد قال بالعربي الفصيح أن هناك مواصفات قياسية لدخول القمح ولايعني أن القمح الروسي الأقل درجة من القمح المصري غير صالح للإستهلاك! وأضاف أن نصف شحنات القمح التي تأتي إلي مصر يكون بها حشرات ميتة أو بعض البذور التي لا نوافق عليها! وانتهي إلي أنه يمكن المعالجة عن طريق الغربلة! والغريب والمريب في الأمر أن هذه الشحنة الضخمة وهي جزء من 300 ألف طن تدخل إلي مصر في وقت توريد واستلام القمح من الفلاح المصري! القمح المصري الذي ذرع بأيد مصرية وفي أرض مصرية يضع المسئولون شروطا تعجيزية لاستلامه.. قائمة من الشروط تشمل الدرجة والنقاوة والسعر بينما يسمح للقمح المستورد من روسيا أو أوكرانيا بالدخول بحشراته الميتة التي لم نتعود عليها في مصر و نباتاته السامة التي تفوق المعدلات المتعارف عليها، الفلاح المصري كان متهما بأنه ينحاز للحيوان علي حساب الإنسان! ويفضل زراعة البرسيم ويهمل زراعة القمح! الفلاح المصري خيب الظنون هذا العام وزرع القمح بكثافة وفي مساحات كبيرة وعندما بدأت بشائر المحصول تظهر لتؤكد أن محصول هذا العام سيكون وفيرا بدأ وضع العراقيل في وجه المزارعين! وكأن هناك من يريد أن يقول الفلاح المصري حقي برقبتي أو توبة لن أزرع القمح مرة أخري ليلحق القمح بالقطن ويواجه نفس مصيره بالقطن المصري كان مشهورا في العالم كله ورويدا رويدا تراجعت زراعته بفضل ايد وسياسات خفية أدت إلي تراجع زراعته! والقضاء علي تقاويه المعروفة! والآن أين القطن المصري وربما يسأل العام القادم أين القمح المصري؟ وهذا تقريبا مايريده البعض .. المهندس أمين اباظة وزير الزراعة ابن الناس المحترمين قال في رده علي تساؤلات اعضاء مجلس الشعب عن عدم استلام كل كميات القمح المصري المزروعة هذا العام أن السبب يرجع إلي نقص الإمكانيات المادية وعلي الطريقة المصرية أقول لمعالي الوزير الذي أقدره واحترمه «اشمعني» الإمكانيات المادية متوفرة لاستيراد القمح الروسي أبوحشرات ميتة ونباتات سامة! وغير متوفرة للقمح المصري الطازج انتاج هذا العام وهل يعقل أن نستورد القمح الروسي الاقل درجة من القمح المصري باعتراف السيد الوزير أمام مجلس الشعب ولاتقوم الحكومة باستلام القمح المصري الذي يفوق المستورد في درجته الا يمثل هذا مئات علامات الاستفهام إلا إذا كان القمح المستورد من روسيا قدم لمصر علي سبيل الهدية ياأستاذ مصطفي بكري أعرف أنك مقاتل عنيد ولكن اسمح لي يااخي وصديقي أن أقول لك انك ستظل أنت وأنا وغيرنا نحرث في البحر أو ننفخ في قربة مقطوعة او يبقي الكلام عن دعم الفلاح المصري والاكتفاء ذاتيا من القمح مجرد أحلام وامنيات وسيظل استيراد القمح الفاسد مستمرا.. تعرف ليه السبوبة حلوة والمكسب مغر والعمولات تدفع الي مزيد من الاستيراد وتزداد الفشخرة وبعثرة الملايين في انتخابات الاندية واقامة الافراح والليالي الملاح.. ولكن يااستاذ مصطفي وسط هذا التخبط والجو الخانق والفساد الذي يجثم علي صدورنا يبقي بصيص من الأمل عند رجل اسمه المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام.. هذاالرجل المحترم الذي اصدر قرارا بالتحفظ علي الشحنة والتحقيق مع مستورديها.. هذا الرجل يجعلني كمواطن اشعر أن هناك حائط صد وصلب في وجه كل من يحاول أن يسرق اللقمة من أفواهنا ويسطو علي مستقبل أولادنا فياسيادة النائب العام لقد أثلجت صدورنا بقراركم.. ويا استاذ مصطفي هناك مواقع كثيرة في حياتنا في حاجة إلي الغربلة وتنقيتها من النباتات السامة.. ودعنا نتفق سوياً أنه لا يقدر علي ذلك إلا سيادة الرئيس .