أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، الأربعاء، تقريره للنصف الأول من العام الجاري 2016، حول الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين. وقال موسى الريماوي مدير عام المركز إن عدد الانتهاكات الإسرائيلية خلال النصف الأول من العام بلغ 133 اعتداء، وإن هذه الانتهاكات ارتفعت بنسبة 17 في المئة. وأوضح غازي بني عودة مسؤول قسم الرصد في مركز مدى، أن "الاعتداءات الإسرائيلية جاءت ضمن 15 نوعا، لكن القسم الأكبر منها تركز ضمن خمسة أنواع هي: الاعتداءات الجسدية، والاعتقالات، ومصادرة المعدات، والمنع من التغطية، وعمليات الاحتجاز، التي شكلت مجتمعة ما نسبته 78 في المئة من مجمل الانتهاكات الإسرائيلية التي تم رصدها وتوثيقها". وأشار إلى أن جريمة قتل طالب الإعلام في جامعة القدس إياد سجدية، تعتبر الأشد خطورة بين مجمل الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وقال "على سلم الخطورة، فإنه يلي جريمة قتل الطالب سجدية، 33 حادثة إصابة جسدية (بالرصاص أو بقنابل الغاز والصوت أو عبر اعتداءات بالضرب) تعرض لها الصحفيون من قبل الاحتلال، إضافة الى إغلاق اثنتين من المؤسسات الإعلامية بعد إتلاف ومصادرة محتوياتهما، واعتقال وتوقيف ما مجموعه 23 إعلاميا خلال الشهور الستة التي يغطيها هذا التقرير". وتوقف التقرير أمام اتساع دائرة ملاحقة سلطات الاحتلال للصحفيين ووسائل الإعلام وعموم المواطنين الفلسطينيين، واعتقالها ومحاكمتها عشرات الفلسطينيين ارتباطا بما تسميه "تحريضاً" ضد الاحتلال، مشيرا إلى أن إسرائيل اعتقلت وحاكمت عشرات الفلسطينيين على خلفية كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تعكف على إعداد مشروع قانون حول "الفيسبوك" يلزم شبكات التواصل برصد وشطب أي منشورات يعتبرها الاحتلال ذات طابع "تحريضي". وأعرب مركز مدى عن بالغ قلقه من إمعان وتصعيد سلطات الاحتلال اعتداءاتها على حرية الصحافة والتعبير في فلسطين، التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجدد مطالبته المجتمع الدولي بالعمل على ممارسة ضغوط جادة على حكومة الاحتلال لوقف الاعتداءات على حرية الصحافة ومحاسبة مرتكبيها. ودعا المركز الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقيات جنيف، للعمل على توفير بيئة آمنة ومواتية للصحفيين الفلسطينيين لأداء عملهم بشكل حر ومستقل، الأمر الذي سيساعد في تعزيز التنمية والديمقراطية للشعب الفلسطيني.