عقد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا لاستعراض التقرير السنوي لانتهاكات الحريات الإعلامية في فلسطين خلال العام 2012، وذلك في مقر المركز بمدينة رام الله. وافتتح المؤتمر رئيس مجلس إدارة المركز الدكتور غازي حنانيا الذي قال: إن العام الماضي شهد تصعيدا خطيرا من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحفيين، والتي لم تتورع عن قتل ثلاثة صحفيين بشكل مقصود ومتعمد خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، مضيفا: " لم تخجل سلطات الاحتلال والناطقين باسمها من تبرير جريمة القتل، الأمر الذي يشير الى مدى الاستخفاف الاسرائيلي، ليس فقط بالقوانين والمواثيق الدولية بل بحياة الصحفي الفلسطيني، منتهكة بذلك، أهم حق للإنسان وهو الحق في الحياة". وأوضح حنانيا أنه على الرغم من أننا أكدنا مرارا أن الانتهاكات الإسرائيلية هي الأخطر دوما على حياة الصحفي الفلسطيني والأكثر عددا، الا انها لا زالت مرتفعة رغم انها انخفضت قياسا بالعام 2011 ، حيث لا زال الانقسام يشكل أرضا خصبة للانتهاكات في الضفة والقطاع . أشار حنانيا الى أن التقرير رصد أن وضع الحريات الإعلامية لم يكن مبشرا منذ بداية العام 2012، فقد استقبل الصحفيون عامهم الجديد بالانتهاكات والاستهداف، وودعوه بفقدان ثلاثة من زملائهم الذين قتلوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة بشهر تشرين الثاني 2012 وهم: مصوري فضائية الأقصى محمود الكومي (30عاما) وحسام سلامة ( 30 عاما)، والمدير التنفيذي لإذاعة القدس التعليمية محمد موسى أبو عيشة (24عاما). ورصد مركز مدى خلال العام الماضي 238 انتهاكاً بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية. ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي ما يقارب 70% من مجملها بمجموع 164 انتهاكا. فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة 74 انتهاكاً، أي ما يعادل نحو 30% من مجمل الانتهاكات. وبالمقارنة مع العام الماضي فقد ارتفعت وتيرة الانتهاكات بنسبة 11.5 % ( 32 انتهاكا). من جهته استعرض موسى الريماوي المدير العام للمركز انتهاكات قوات الاحتلال في فلسطين، قائلاً بإن قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت العام الماضي إلى جحيم بالنسبة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث قامت بارتكاب انتهاكات فظيعة بحقهم، أبرزها جريمة قتل ثلاثة صحفيين بالإضافة إلى قصف المقرات الإعلامية وبيوت الصحفيين والاعتداءات الجسدية الخطيرة، مضيفا أن الأمر لم يتوقف عند أنواع الانتهاكات بلتعداها إلى أعداد الانتهاكات التي ازدادت بنسبة 64%، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي 164 انتهاكا، مقارنة مع 100 انتهاك خلال العام 2011. وأوضح الريماوي أن هذه الزيادة في عدد ونوعية الانتهاكات تعود إلى عدة عوامل أبرزها قوة الصورة والدور الرئيسي الذي يلعبه الصحفي الفلسطيني في كشف انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني للرأي العام العالمي، وإفلات الاحتلال المستمر من العقاب وعدم محاسبته على جرائمه بحق الصحفيين والحريات الإعلامية، الأمر الذي يشجعه على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والمواثيق والقوانين الدولية التي تكفل حرية التعبير وحماية الصحفيين. وأشار الريماوي الى إن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي توزعت على ثمانية مناطق وهي: قطاع غزة، رام الله، القدس، نابلس، بيت لحم، الخليل،جنين، قلقيلية. في حين تركزت 70% من مجمل الانتهاكات في قطاع غزة بواقع 63 انتهاكاً، والقدس بواقع 26 انتهاكا، ومنطقة رام الله بواقع 25 انتهاكا. ورصد مركز مدى عشرة أشكال من انتهاكات الاحتلال تمثلت بالقتل (3 حالات)، منع من السفر (حالة واحدة)، القصف ( 37 حالة)، الاقتحام (4 حالات)، اغلاق وحجب مواقع إعلامية (3 حالات)، منع من التغطية (5 حالات)، مصادرة معدات (4 حالات)، الاعتقال (13 حالة)، الاعتداء الجسدي (80 حالة) والاحتجاز (14 حالة)، كما أوضح التقرير أن هناك انتهاكات لا يمكن للمركز رصدها كعدم السماح للصحفيين التنقل بين مدن الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، فالصحفيون المحليون لا يملكون التصاريح اللازمة للذهاب إلى القدس أو قطاع غزة، كما هو الحال مع صحفيي القطاع الذين لا يستطيعون القدوم إلى القدس أو الضفة.