في سرية تامة سافر الأنبا بسنتي اسقف حلوان والمعصرة إلي الولاياتالمتحدة لتهدئة أقباط المهجر الذين شكلوا ائتلافا لتجمع المنظمات القبطية للتظاهر أمام البيت الأبيض أثناء لقاء مبارك وأوباما لإحراج الرئيس المصري المتقاعس من وجهة نظرهم عن حل مشاكل الأقباط في مصر ماذا حدث إذن في علاقة مبارك وشنودة، ولماذا تغير شنودة ،والذي اصطدم في الماضي مع الرئيس الراحل أنور السادات . مبارك رضخ لشنودة في أول صدام مباشر بينهما وأصدر قرارا بإعادة تعيينه بطريركاً للكرازة المرقسية لإلغاء قرار السادات الذي شكل لجنة بابوية خماسية لإدارة شئون الكنيسة وتحديد اقامة الانبا شنودة في دير وادي النطرون واعادة التعيين، تعبير غير مقبول، لأن الأمر في جوهره إلغاء قرار رئيس الجمهورية بشأن اعتماد البابا لدي الدولة، لكنه ليس إلغاء لمكانته الدينية باعتباره بطريركا للأقباط كان هذا رد الأنبا بسنتي في تصريح سابق حول عدم قبول شنودة لإعادة قرار تعيينه الصادر من مبارك، ويبدو أن البابا حفظ الجميل لمبارك إلا أن بداية العلاقة الحميمة بينهما بدأت 1986 وكانت الكنيسة نظمت حفل افطار رمضاني دعت إليه الرئيس مبارك، والذي أرسل خطاب شكر للبابا أشاد فيه بحسه الوطني، يقول الأنبا بسنتي «ومنذ هذا التاريخ والعلاقة بينهما في تطور إيجابي، كان النظام في كثير من الأحيان يرضخ لمطالب الكنيسة، فمثلاً عندما أعلنت وفاء قسطنطين إسلامها نجحت ضغوط الكنيسة في استعادتها بعد إعلان الأنبا شنودة الاعتكاف في وادي النطرون، وموقف كهذا قابله السادات بتحديد إقامة البابا، ففي 1980 وإثر محاولة صياغة قانون حد الردة وغيره من الصدامات السابقة بين شنودة والسادات خاصة مظاهرات أقباط المهجر التي كانت تستقبل السادات، عندما كان يزور أمريكا هذا الأمر دعا السادات في السابق إلي اصدار قرار بإلغاء تعيين شنودة، والذي رفض استقبال عيد القيامة المجيد واستقبال المهنئين عام 1980 موقف شنودة من مبارك محير ويبدو أن هناك صفقة سرية بين الرجلين، فالكنيسة طوال تاريخها بعد الثورة لم تقحم نفسها في أمور سياسية، فلماذا أصرت علي ذهاب الاقباط عام 1995 لصناديق الانتخابات واستخراج البطاقات الانتخابية ابان انتخابات رئاسة الجمهورية مما يعد موافقة ضمنية من شنودة علي انتخاب الرئيس مبارك، كذلك موقف الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، الذي أعلن صراحة تأييد جمال مبارك لحكم مصر، وهو تأييد لا يصدر عن بيشوي إلا بموافقة شنودة، الغضب عارم من مواقف البابا ويعتبرها البعض متخاذلة وإذا كان بابا الأقباط يجمل وجه مبارك الآن أمام أوباما ويمنع عنه حرج مظاهرات أقباط المهجر فإن هذا الموقف لن يكون الأول، فتحت أيدينا وثيقة أرسلها البابا شنودة إلي أقباط المهجر عقب أحداث أبوقرقاص 1997 لفت فيها إلي ضرورة مقابلة مبارك بكل احترام وتقدير لأنه حسب قوله زعيم وطني وقائد عظيم يحارب الارهاب ويبذل جهداً في حل قضايا الشرق الأوسط وأنهي شنودة خطابه «لأقباط المهجر» تصرفوا بحكمة وروحانية وليس بمجرد الانفعال وكونوا جميعاً بخير وليكن الرب معكم».