دعا الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية، أمين الجميل، الدولة اللبنانية إلى تحمّل مسئوليتها إزاء المبعدين من جنوبلبنان إلى إسرائيل وضرورة استكمال مرسوم العفو عنهم. وقال أمين الجميل في بلدة الخيام في إطار زيارته اليوم، لجنوبلبنان " إننا لن نقبل بلبنانيين في إسرائيل وهم يتوقون للعودة، وإننا نحيي جنوبلبنان شعباً وأرضاً ومؤسسات، ونحيي جيش لبنان رمز الشرعية والتضحية في الجنوب وكل لبنان". وأضاف "أحيي مقاومةَ أهل الجنوب عبر التاريخ ضد كلِّ محتلّ ومغتصب ومعتد وصولاً إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي فتحررت الأرض وافتخر المواطن وعادت الدولة إليه، وأحيي القوات الدولية التي تجسد الشرعية الدولية وقد وقفت إلى جانب لبنان في المراحل الصعبة". وتابع "أحيي المبعدين عن وطنهم علهم يعودون إلى أرض الآباء والأجداد، وأحيي رفاقي الكتائبيين، تفتحون مجدداً أقاليم الحزب وأقسامه وتستعيدون نشاطاته الوطنية بعدما أزال الاحتلال الإسرائيلي معالمها وأخفى أعلامنا ورموزنا منذ سنة 1978". ومضى "أحيي كل قادة الجنوب وأعيانه ووزراءه ونوابه ونخبه، وبصورة خاصة الصديق الدائم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأنوه بأنه على هذه الأرض الطيبة التحمت دماء أبناء الجنوب مع دماء جنود الجيش اللبناني، هنا قانا حيث اجترح المسيح أولى المعجزات، هنا صور حيث شُيّدت أولى الكنائس سنة 52 لتلتقي بعد حين بالمساجد ، هنا علماء جبل عامل ينشرون الفقه الإسلامي (الشيعي) حتى بلغوا إيران في القرن الثاني عشر مدرِّسين ومرجعيات". وكان في استقبال الجميل على حسن خليل وزير المالية ممثل حركة أمل في الحكومة والنائب عن الحركة قاسم هاشم، والنائب عن حزب الله على فياض. وقال علي فياض -في كلمة خلال استقبال الجميل- إن "مرجعيون - حاصبيا" هي أرض الاعتدال والتعايش والانفتاح، وجه لبنان الدولة الحرة والمستقلة، وحبذا لو ينفتح الجميع على بعضهم البعض ويعتمدوا الحوار اطارا لمعالجة الخلافات السياسية". وأضاف " الحوار يشكل استراتيجيتنا الدائمة لتقريب المواقف بين اللبنانيين، نحن على استعداد لمبادلة أي موقف منفتح في سبيل حماية الوطن وبناء الدولة والمضي في درب السيادة والاستقلال، وهذه الزيارة تأتي في سياق مواقف التقارب في مرحلة تشهد تهديدات وتحديات، نحن على مقربة من العدو ومن جهة أخرى التهديد التكفيري". كما ألقى وزير المالية على خليل كلمة قال فيها "إن الخيام هي إحدى عواصم جبل عامل التي تتميز بتنوعها الطائفي والمذهبي، فيها 4 كنائس وجامع، وهذا دليل على عمق الترابط الأخوي الواسع، هذه المنطقة دليل مصغر عن لبنان التنوع والانفتاح، ونحن حريصون على إبقاء المنطقة نموذجا للعيش المشترك والانفتاح في هذه المرحلة الصعبة، على مقربة من العدو الذي هدم الخيام أكثر من مرة، لكنها أصرت على النهوض والحياة، نؤكد على إرادة الحياة لأبناء هذه المنطقة التي نريدها على شاكلة لبنان الذي رسم ملامحه السيد موسى الصدر: لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين". وأضاف "نعلم أن بلدنا يتعرض لتهديدات متعددة ومستمرة من العدو، ومستجدة من التكفيريين والإرهابيين الذين لا يفرقون بين أحد، نؤكد على حرصنا وإصرارنا على الانفتاح والحوار ودعم كل قنوات التواصل، الاختلاف السياسي مشروع وضروري ولكن أن ننقسم على القضايا الوطنية الكبيرة أمر خطير، رغم التباينات في بعض المواقف السياسية نلتقي مع الرئيس أمين الجميل بالإصرار على حرية لبنان واستقلاله والحرص الدائم على أن نكون معا ودوما في الدفاع عنه، من هنا نحرص على إنجاح كل قنوات الحوار القائمة ونستعد لها مع كل المكونات، ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا وعلينا توسيع المساحة المشتركة". ودعا خليل إلى "الوصول إلى تفاهمات كبرى تفتح الأبواب أمام انتخاب سريع لرئيس الجمهورية كي تستقيم الأمور ونحافظ على المؤسسات بالحد الأدنى". وتأتي أهمية زيارة الجميل من أنه يعد قياديّا في قوى 14 آذار بينما معقل جنوبلبنان يعد معقل حزب الله، إضافة إلى أنها تكتسب أهمية من كون حزب الكتائب الذي يترأسه الجميل اتهم في الثمانينات بالتعاون مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الثمانينات الذي كان أكبر أثره على الجنوب.