كشفت تجربة سيراليون باستخدام خدمات الدفع الرقمية لسداد أجور عمال الإغاثة من مرض الإيبولا، عن تمكين البلاد من تخفيض الفترة الزمنية لسداد الأجور بشكل كبير، وتجنب الأزمات على نطاق واسع، وضمان عمالة مستقرة لمكافحة الإيبولا، كما كشفت أيضا عن الأهمية الكبيرة للإعداد المبكر لخدمة الدفع الرقمي المالية قبل حدوث الأزمات. ووفقا لدراسة "تحالف الأفضل من النقد" الذي يتخذ من الأممالمتحدة مقرا له، ثبت أن استخدام خدمة "المحافظ المالية" عبر الهواتف المحمولة لدفع رواتب عمال الإغاثة رقميا، كان بمثابة أداة لا تقدر بثمن في مواجهة سيراليون لأزمة وباء الإيبولا. يذكر أن "تحالف الأفضل من النقد"، هو شراكة بين الحكومات والشركات والمنظمات الدولية للإسراع بعملية التحول من التعاملات النقدية إلى خدمة الدفع الرقمي عبر الهواتف المحمولة، من أجل الحد من الفقر وتحقيق النمو الشامل. وفي ظل عدم الاستقرار الاقتصادي، والكوارث الطبيعية والصراعات السياسية التي تحدث الآن بمعدلات غير مسبوقة، تقدم الدراسة البحثية الجديدة دروسا قيمة عن كيفية تسخير قوة التكنولوجيا لمساعدة عمال الإغاثة والطوارئ للوصول إلى أكبر عدد من الناس عن طريق سداد أجورهم رقميا خلال فترة الأزمات. وتظهر الدراسة أن المدفوعات الرقمية حققت نتائج دامغة في سيراليون، بما في ذلك: توفير مبلغ 7ر10 مليون دولار أمريكي من التكاليف للحكومة، ولدافعي الضرائب، وللشركاء في التنمية وعمال الإغاثة. ويعادل هذا المبلغ تمويل برنامج سيراليون للرعاية الصحية المجانية لتقديم الغذاء 4ر1 ملايين طفل و 250 ألف امرأة حامل سنويا. كما ساهمت خدمة الدفع رقميا في خفض متوسط الفترة الزمنية للدفع النقدي للأجور من أكثر من شهر إلى أسبوع، ومنعت خسارة حوالي 800 يوم عمل في الشهر من قبل القوى العاملة فى الإغاثة من وباء الإيبولا، مما ساعد على إنقاذ الأرواح خلال ذلك الوقت الحرج، وذلك إضافة إلى توفير حوالى 80 ألف دولار أمريكي شهريا لعمال الإغاثة والتي كانت تنفق في تكاليف السفر، وذلك بتجنب قيامهم برحلات طويلة إلى مراكز الدفع النقدي. وقد أظهرت تجربة سيراليون الأهمية الكبرى للعمل المشترك للحكومات والشركات والمنظمات الدولية معا، لوضع أطر السياسة العامة والبنية التحتية وتوجيهات التشغيل للمدفوعات الرقمية قبل وقوع الأزمات. ومن جانبه، قال وزير المالية والتنمية الاقتصادية السيراليوني، مومودو إل كارجبو،"إن تجربة سيراليون المباشرة في الدفع الرقمي وتأثيرها على جهود مكافحة وباء الإيبولا والسيطرة عليه، علمتنا أنه يجب على الحكومات الأخرى أن تأخذ نظام الدفع الرقمي على محمل الجد لأنه يمكن أن يسهم إسهاما كبيرا في تحقيق النمو الشامل والشفافية"، مضيفا "يجب على الحكومة أن تأخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بتطوير الشراكة مع القطاع الخاص، ومنظمات التنمية، والبنك المركزي والمؤسسات المالية ومزودي الخدمة، وبناء أساس نظام الدفع الرقمي الشامل". تجدر الإشارة إلى أن سيراليون كانت واحدة من الدول الأكثر تضررا خلال تفشي وباء الإيبولا، مع أكثر من 14 ألف حالة إصابة تم التبليغ عنها من مجموع 28 ألف حالة إصابة في دول غرب أفريقيا، إلا أنها أعلنت خلوها من فيروس الإيبولا منذ يناير الماضي. وكان عمال الإغاثة قد انتشروا في جميع مناطق سيراليون، بما في ذلك العديد من الوحدات الصحية في المناطق الريفية. واحتاجت الحكومة مع سرعة انتشار وباء الإيبولا إلى أداة أكثر كفاءة وأمنا ويمكن الوثوق بها لإدارة المدفوعات النقدية لعمال الإغاثة في بلد لا يوجد بها يسوى 50 جهاز صراف آلي أو أقل عند تفشي المرض. وقد طرح نظام الدفع الرقمي حلا عمليا، لا سيما وأن سيراليون لديها بالفعل شبكة هواتف محمولة تغطي ما يقرب من 95% من البلاد، كما أن لدى أكثر من 90 % من عمال الإغاثة هواتف محمولة.