أن تمنحي ذهنكِ تجارب حسيّة جديدة يعني بأن تمنحي نفسكِ فرصة تحفيز الروابط التي تجمع بين مختلف أجزاء دماغك، الأمر الذي يُمكن أن يُنشّط خلاياكِ العصبيّة ويحثّها على إنتاج مغذيات طبيعية تُحسّن قدراتكِ الفكرية والمعرفية وتُساعدكِ في مقاومة العوامل المسببة للشخيوخة وتأثيراتها على الخلايا والذاكرة. ما رأيكِ بأن تمنحي ذهنكِ حصّته من التجارب الجديدة وتبدأي منذ اليوم بتنفيذ هذه التمارين البسيطة إنما الفعالة على الذهن والبدن معًا؟ استنشقي عطورًا جديدة استعيني بروائح مختلفة كالفانيلا والحامض والنعناع لتُذكّركِ بنشاطات تقومين بها خلال اليوم وتُساعد دماغكِ على بناء قنوات عصبيّة جديدة! إن أردتِ، ضعي خلاصة الرائحة المفضلة لديكِ بالقرب من سريرك، واستنشقي منها حين تستيقظين أو حين تلبسين أو بعدما تستحمّين! نظّفي أسنانكِ باليد الأخرى! تُشير الأبحاث إلى أنّ استخدام الجزء غير السائد من الدماغ للقيام بعملٍ ما (كما في هذا التمرين)، يُسهم في توسيع القشرة المخيخيّة المسؤولة عن التحكم بالمعلومات الصادرة عن اليد ومعالجتها. لذا وفي المرة القادمة التي تُنظّفين بها أسنانك، تذكّري إمساك الفرشاة بيدكِ اليمنى إن كنتِ عسراوية أو العكس! استحمّي وعينيكِ مغلقتين فيما تستحمّين، إغمضي عينيكِ ودعي يديكِ تتحسسان التركيبات المختلفة في جسمكِ ومن حولكِ وتُرسلان إلى دماغكِ إشارات ورسائل تُنشّطه. فالمعروف عن حاسة اللمس قدرتها على تنشيط أجزاء مختلفة من الدماغ. غيّري روتينكِ الصباحي تؤكد الدراسات أنّ خلط المهام اليومية وتغيير مواعيدها يزيد القشرة المخيخية كثافةً ويُحسّن نشاط الدماغ. جرّبي مثلًا أن تُبدّلي المحظة الإذاعية التي تستمعين إليها كل يوم أو ترتدي ملابسكِ بعد الفطور أو العكس. إقلبي بعض أغراضكِ المألوفة رأسًا على عقب إن قلبتِ بعض أغراضكِ رأسًا على عقب وحاولتِ النظر إليها بطريقةٍ معكوسة، ستُحفّزين الجزء الأيمن من دماغكِ على العمل، الأمر الذي قد يزيد قدرتكِ على تمييز الأشكال والألوان! تواصلي أكثر مع الآخرين تؤكّد الدراسات مرارًا وتكرارًا بأنّ التواصل مع الناس ضروري ومهم جدًا لتحسين القدرات المعرفية. لذا وفي المرة القادمة التي ترغبين فيها بشراء قنينة عصير، اتجهي نحو البائع لا نحو آلة البيع الآلية! افتحي نافذة السيارة التمرين السابع سهل وتنفيذه أسهل، إذ يكفي بأن تفتحي نافذة السيارة أثناء المشاوير حتى تُنشّطي المنطقة المسؤولة عن معالجة الذكريات في دماغكِ عن طريق الربط بين الروائح والأصوات والمناظر. تناولي أطعمة جديدة يُمكن لشم روائح جديدة أن يُولّد في نفسكِ مشاعر جديدة ويُوقظ في دماغكِ روابط جديدة، ومن هذا المنطلق، ننصحكِ بأن تتوجهي نحو "مطبخ" جديد وتُجرّبي امتاع نفسكِ بأصناف غريبة من المأكولات والتوابل والبهارات والمكوّنات!